توقيت القاهرة المحلي 20:52:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حل التشريعى.. عقاب أم استراتيجية؟

  مصر اليوم -

حل التشريعى عقاب أم استراتيجية

بقلم-جيهان فوزى

تبدو المقاربة بعيدة بين قرار بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بحل الحكومة والدعوة إلى انتخابات مبكرة، وبين قرار الرئيس الفلسطينى محمود عباس بحل المجلس التشريعى، بحجة الالتزام بقرار المحكمة الدستورية والدعوة للانتخابات خلال ستة أشهر، الاتجاه السائد والعام فى فلسطين سلبى لعدة أسباب متعلقة بالسلطة الفلسطينية وحركة حماس وحالة الانقسام وفشل المصالحة وما يتبعها من تداعيات معقدة ومتشابكة، بينما دعوة نتنياهو لانتخابات مبكرة تأتى فى إطار السعى لتحييد التحقيقات ضده والخلافات التى تعصف بحكومته، وخوض معركة انتخابية فى أفضل الظروف بالنسبة له، خاصة تلك التى تتعلق بإضعاف معسكر خصومه من اليمين أو اليسار وتأجيل طرح «صفقة القرن» وتجنب انتخابات على خلفية أزمة اقتصادية ومواصلة تعميق نفوذ اليمين المتطرف فى الإعلام والسلطة ومؤسساتها، فالانتخابات بالنسبة لنتنياهو هى استفتاء على قيادته وشعبيته، إذ تشير الاستطلاعات إلى أن نتنياهو منذ أن عاد للسلطة قبل نحو 10 سنوات يتمتع بشعبية خاصة دون أن يكون له بديل!!.

أما الرئيس عباس فهو يريد من حل المجلس التشريعى التفرد بالقرار الفلسطينى وإقصاء جميع الفصائل وتجاوز الشرعيات ولا يؤسس لشراكة سياسية بل يعمق الانفصال، صحيح أن المجلس التشريعى معطل منذ 12 عاماً، وأن الانقسام هو السبب الرئيسى المباشر للتدهور الحاصل على الساحة الفلسطينية، وأن أعضاء المجلس التشريعى لم يأخذوا فرصتهم فى الحياة السياسية، خاصة قضية الانقسام باعتبارهم ممثلين عن الشعب وصوته المسموع، كما أن المجلس التشريعى فى قطاع غزة انفصالى، وأعضاؤه يمثلون حركة حماس ويمارسون دورهم التشريعى وفق رؤية حماس الأيديولوجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو أمر غير شرعى ولا قانونى، لكن من الناحية السياسية الداخلية فإنها خطوة تصعيدية كفيلة بتوتير الوضع المتوتر أصلاً، وفى حقيقتها تنفيذ لتهديد قديم، فقد لوح عباس أكثر من مرة بحل المجلس التشريعى، وأعطى الضوء الأخضر لمساعديه بالتلويح لهذا الإجراء، وربما امتنع فى السابق عن تنفيذ تهديده ضد المجلس تحت ضغوط مصرية لإعطاء المصالحة فرصتها دون توتر.

وحتى لو لم يغير قرار حل التشريعى من الواقع شيئاً، وواصلت حماس وكتلتها البرلمانية العمل لوحدها فى غزة، كما ستواصل فتح وكتلتها البرلمانية العمل واتخاذ القرارات فى رام الله فإن جميع الشرعيات فى فلسطين باطلة ولا فائدة لأى شرعية تعمل بشكل مشلول ومنقسم، رغم أن المجلس التشريعى هو سيد قراره وجاء على خلفية اتفاق أوسلو الموقع عام 1993 وحله يعنى حل جزء من السلطة، فهل يعنى ذلك الخروج من مأزق أوسلو وما ترتب عليه من تدهور سياسى؟ أم أنه تعنت لزيادة حدة التوتر واستمرار الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية وتدمير ما تبقى من مؤسسات النظام الأساسى؟ لأنه جاء بالمخالفة للقانون الأساسى الفلسطينى الذى ينص على عدم جواز حل التشريعى حتى فى حالة الطوارئ.

فى إسرائيل يحاول نتنياهو تثبيت أقدامه بحل الحكومة والدعوة إلى انتخابات مبكرة ينتخب فيها من جديد ليقول للعالم إن إسرائيل الديمقراطية لا تتجاهل أصوات الناخبين ورغباتهم، وهى دعاية خبيثة تخدم مصالح نتنياهو واليمين المتطرف الذى يريد الاستفراد بالسلطة! بينما قرار عباس بحل المجلس التشريعى يعنى قطع آخر صلة بين قطاع غزة والضفة الغربية ويأخذ بحماس إلى مستوى آخر من الاشتباك، سيبدو فيه أنه لا يحترم نتائج الانتخابات، لأنه يهدم آخر حجر فى البناء الديمقراطى الفلسطينى، وسيظهر كمن يعمل انطلاقاً من موقع القوة وليس القانون لإحباط العملية الديمقراطية، رغم أن ولايته انتهت فعلياً منذ زمن بعيد ولم يحصل على تفويض شعبى جديد، القرار من شأنه أن يزيد من تعميق الانقسام ويقلل تعاطف العالم مع القضية الفلسطينية، خاصة أن الجميع يتساءل كيف ستحررون وطنكم وأنتم منقسمون؟!.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حل التشريعى عقاب أم استراتيجية حل التشريعى عقاب أم استراتيجية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon