توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مات الشبح».. فهل ماتت الفكرة؟

  مصر اليوم -

«مات الشبح» فهل ماتت الفكرة

بقلم: جيهان فوزى

«مات الشبح»، قتل «أبوبكر البغدادى» أو إبراهيم عواد البدرى السامرائى، الذى أشيع خبر مقتله عشرات المرات ويتم تكذيبه بعد ذلك. لكن موت زعيم تنظيم الدولة الإسلامية لم يطوِ صفحة داعش، بل ربما تبدأ مرحلة جديدة من عمر هذا التنظيم قد تفاجئنا، وربما يكون «البغدادى» قد رشح زعيماً للتنظيم يتولى الخلافة من بعده.

إن خلايا التنظيم النائمة منتشرة فى أنحاء العالم، والذئاب المنفردة التى تدين بالولاء للتنظيم أخطر على العالم وأمانه من التنظيم نفسه، وعليه أن يدرك أنه بدأ مرحلة جديدة من الصراع مع هذا التنظيم الدموى الشرس.

إن التوقيت الذى أعلن فيه الرئيس الأمريكى عن مقتل «البغدادى» فى عملية كللت بالنجاح للقوات الخاصة الأمريكية وبمساعدة روسيا وتركيا والأكراد، لها دلالتها وأهميتها، فهى تصب فى مصلحة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المقبل على انتخابات التجديد لفترة رئاسية ثانية، لكن اللافت والمحير هو إعلان وزارة الدفاع الروسية عن عدم معرفتها بالعملية والتشكيك فى صحة مقتل «البغدادى»، رغم شكر الرئيس الأمريكى للمساعدة الروسية فى إنجاز العملية ونجاحها! ناهيك عن توجيه جيش سوريا الديمقراطى أصابع الاتهام إلى تركيا بأنها وفرت الغطاء والحماية للبغدادى وتأكيده على علمها بوجوده، خاصة أنه قتل فى المنطقة التى تخضع لنفوذها وسيطرتها.

لقد أعلن الرئيس «ترامب» أن بموت البغدادى «أمير الموت» قد انقضت مرحلة عصيبة وانتهى خطر أشرس تنظيم كان يهدد العالم بالإرهاب، غير أن هذا التفاؤل لا ينم عن الحقيقة، وربما تشهد الأيام القادمة عمليات انتقامية يقودها عناصر التنظيم المتفرقة فى دول العالم، قد يفقد التنظيم بعضاً من قوته لكنه لن يفقدها بالكامل، وهو ما يتفق عليه الخبراء والمتخصصون فى الجماعات الجهادية وبالذات «تنظيم داعش» الذى سيركز على استراتيجية حرب العصابات فى كل مكان يتمكن فيه من القيام بعمليات إرهابية من خلال ذئابه المنفردة والتى تعد أشد خطراً على الأمن الدولى والمجتمعى، لأنها غير معلومة لأجهزة الاستخبارات. كما أن مقتل «البغدادى» لا يعنى مقتل الفكرة أو زوالها بزواله.

ربما لم يحظ «البغدادى» بالتأثير الذى حظى به زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذى طاردته الولايات المتحدة، إلى أن تمكنت قوات خاصة من تصفيته عام 2011 فى باكستان. ويعزز ذلك ما قاله ضباط غربيون كبار ومسئولون عراقيون: «اسألوا أياً كان فى الشارع فى أوروبا أو فى الولايات المتحدة من هو البغدادى؟ لن تحصلوا على أى رد فعل! فى حين أنه مع بن لادن كان الرعب مخيماً»!.

حتى إن التحالف ضد تنظيم الدولة كان يؤكد أن هدفه الأول هو سقوط «الخلافة» وليس القبض على «البغدادى» أو قتله، فمنذ ظهوره فى الموصل، لم يتوجه «البغدادى» إلى أنصاره إلا من خلال تسجيلات صوتية كانت تنشرها وسائل دعاية التنظيم المتطرف، ولا تشبه أشرطة الفيديو التى كان بن لادن يبثها بانتظام ويصور نفسه فيها فى ساحة معركة أو داخل مسجد.

لذا فإن الخوف من انتشار أفكاره على نطاق واسع من دول العالم هو التحدى المقبل، خاصة إذا كان من غير المتوقع كيف سيتم بلورتها ومدى قوتها وتأثيرها على أرض الواقع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مات الشبح» فهل ماتت الفكرة «مات الشبح» فهل ماتت الفكرة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon