توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مات الشبح».. فهل ماتت الفكرة؟

  مصر اليوم -

«مات الشبح» فهل ماتت الفكرة

بقلم: جيهان فوزى

«مات الشبح»، قتل «أبوبكر البغدادى» أو إبراهيم عواد البدرى السامرائى، الذى أشيع خبر مقتله عشرات المرات ويتم تكذيبه بعد ذلك. لكن موت زعيم تنظيم الدولة الإسلامية لم يطوِ صفحة داعش، بل ربما تبدأ مرحلة جديدة من عمر هذا التنظيم قد تفاجئنا، وربما يكون «البغدادى» قد رشح زعيماً للتنظيم يتولى الخلافة من بعده.

إن خلايا التنظيم النائمة منتشرة فى أنحاء العالم، والذئاب المنفردة التى تدين بالولاء للتنظيم أخطر على العالم وأمانه من التنظيم نفسه، وعليه أن يدرك أنه بدأ مرحلة جديدة من الصراع مع هذا التنظيم الدموى الشرس.

إن التوقيت الذى أعلن فيه الرئيس الأمريكى عن مقتل «البغدادى» فى عملية كللت بالنجاح للقوات الخاصة الأمريكية وبمساعدة روسيا وتركيا والأكراد، لها دلالتها وأهميتها، فهى تصب فى مصلحة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المقبل على انتخابات التجديد لفترة رئاسية ثانية، لكن اللافت والمحير هو إعلان وزارة الدفاع الروسية عن عدم معرفتها بالعملية والتشكيك فى صحة مقتل «البغدادى»، رغم شكر الرئيس الأمريكى للمساعدة الروسية فى إنجاز العملية ونجاحها! ناهيك عن توجيه جيش سوريا الديمقراطى أصابع الاتهام إلى تركيا بأنها وفرت الغطاء والحماية للبغدادى وتأكيده على علمها بوجوده، خاصة أنه قتل فى المنطقة التى تخضع لنفوذها وسيطرتها.

لقد أعلن الرئيس «ترامب» أن بموت البغدادى «أمير الموت» قد انقضت مرحلة عصيبة وانتهى خطر أشرس تنظيم كان يهدد العالم بالإرهاب، غير أن هذا التفاؤل لا ينم عن الحقيقة، وربما تشهد الأيام القادمة عمليات انتقامية يقودها عناصر التنظيم المتفرقة فى دول العالم، قد يفقد التنظيم بعضاً من قوته لكنه لن يفقدها بالكامل، وهو ما يتفق عليه الخبراء والمتخصصون فى الجماعات الجهادية وبالذات «تنظيم داعش» الذى سيركز على استراتيجية حرب العصابات فى كل مكان يتمكن فيه من القيام بعمليات إرهابية من خلال ذئابه المنفردة والتى تعد أشد خطراً على الأمن الدولى والمجتمعى، لأنها غير معلومة لأجهزة الاستخبارات. كما أن مقتل «البغدادى» لا يعنى مقتل الفكرة أو زوالها بزواله.

ربما لم يحظ «البغدادى» بالتأثير الذى حظى به زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذى طاردته الولايات المتحدة، إلى أن تمكنت قوات خاصة من تصفيته عام 2011 فى باكستان. ويعزز ذلك ما قاله ضباط غربيون كبار ومسئولون عراقيون: «اسألوا أياً كان فى الشارع فى أوروبا أو فى الولايات المتحدة من هو البغدادى؟ لن تحصلوا على أى رد فعل! فى حين أنه مع بن لادن كان الرعب مخيماً»!.

حتى إن التحالف ضد تنظيم الدولة كان يؤكد أن هدفه الأول هو سقوط «الخلافة» وليس القبض على «البغدادى» أو قتله، فمنذ ظهوره فى الموصل، لم يتوجه «البغدادى» إلى أنصاره إلا من خلال تسجيلات صوتية كانت تنشرها وسائل دعاية التنظيم المتطرف، ولا تشبه أشرطة الفيديو التى كان بن لادن يبثها بانتظام ويصور نفسه فيها فى ساحة معركة أو داخل مسجد.

لذا فإن الخوف من انتشار أفكاره على نطاق واسع من دول العالم هو التحدى المقبل، خاصة إذا كان من غير المتوقع كيف سيتم بلورتها ومدى قوتها وتأثيرها على أرض الواقع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مات الشبح» فهل ماتت الفكرة «مات الشبح» فهل ماتت الفكرة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon