توقيت القاهرة المحلي 20:43:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفاجآت «أبومازن» فى الأمم المتحدة

  مصر اليوم -

مفاجآت «أبومازن» فى الأمم المتحدة

بقلم : جيهان فوزى

هل تنتصر إرادة الحق والعدل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية على إرادة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية؟ السؤال فى ظاهره يبدو ساذجاً غبياً لا يستحق الطرح، لكنه يتجاوز حدود العقل والمنطق وربما الأمر الواقع الذى يفرض سطوته على مسار التاريخ والسياسة.

سيذهب الرئيس الفلسطينى بعد أيام لإلقاء خطابه فى الاجتماع السنوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، فماذا سيقول فى خطابه؟ هذه المرة سيذهب الرئيس الفلسطينى محملاً بأعباء داخلية وخارجية لا ناقة له فيها ولا جمل، بمعنى أدق أنه سيكون خالياً من الدعم الشعبى والاتفاق السياسى والفصائلى، فهناك جبل من الخلافات الداخلية التى عكرت صفو الأجواء وتركت الباب موارباً لفورة الصراع، الوضع الداخلى الفلسطينى يلقى بظلاله القاتمة على الأجواء السياسية الخارجية، لن يكون الرئيس الفلسطينى مرتاحاً إذا اضطر للحديث عن الفلسطينيين وشتاتهم وهم يعانون التمزق والانقسام فى ظل حكمه وسيطرته، المصالحة لن تنجز وعوائقها كثيرة وهى شبه مرفوضة من الطرفين «فتح وحماس» ولكل مبرراته وأسبابه، العقوبات التى يفرضها على غزة وزادت من عبء العزلة والفقر والمرض لأسباب أيضاً تتعلق بالبعد الاستراتيجى الذى يراه كلا الطرفين، وفى خضم هذا الصراع الداخلى تنعقد جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليطرح كل عضو فيها أهم قضاياه، فماذا سيقول الرئيس أبومازن وقد أصبح الحلقة الأضعف فى سلسلة الصراع والتصفية للقضية الفلسطينية؟ خاصة بعد توقف المفاوضات مع إسرائيل واستعدائه للإدارة الأمريكية وقطع اتصالاته بمبعوثيها ودبلوماسييها على خلفية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس فى ديسمبر من العام الماضى، ثم توتر العلاقة مع الحليف الاستراتيجى مصر وتصاعد موجة الفتور بسبب دخول حماس على خط التفاوض بشأن الهدنة مع إسرائيل وأمور أخرى لم تعجب القيادة الفلسطينية بالذات فى ملف المصالحة الشائك!.

سيتحدث الرئيس الفلسطينى عن عدالة القضية الفلسطينية وضرورة حق تقرير المصير على قاعدة حل الدولتين التى عملت إسرائيل جاهدة فى السنوات الأخيرة لتعطيله على الأرض بمساعدة الولايات المتحدة، وساهمت فى منع طرح الموضوع فى المفاوضات، فيما انتهت قضية القدس ثم قضية اللاجئين من خلال الضغط لحل الأونروا ثم قضية الحدود، وبالتالى فقد انتهت كل قضايا الحل النهائى، ومن هنا سيركز أبومازن على أن كل هذا مخالف لقرارات المجتمع الدولى بأكمله، وأن أمريكا عزلت نفسها عن لعب دور الوسيط وأن من حق الفلسطينيين أن يذهبوا لمحكمة الجنايات وكل منظمات الأمم المتحدة.

ربما لن يخرج خطابه عن هذا الإطار، لكن المستجدات التى ترافق هذا الانعقاد هى الأخطر فى تاريخ القضية الفلسطينية بعد أن أصابها العطب من انقسام فلسطينى داخلى أما خارجياً فتدهورت العلاقة مع واشنطن بداية من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ثم وقف الدعم للأونروا المقدم للفلسطينيين وتهديد الدول المانحة بعدم تمويل الأونروا ثم إغلاق مكتب منظمة التحرير فى واشنطن كجزء من خطة التصفية للقضية الفلسطينية ليتبعها وقف تمويل المستشفيات الفلسطينية فى القدس، والأخطر على الإطلاق أن تعترف أمريكا بأن المستوطنات هى عبارة عن مجمعات سكنية من حق إسرائيل بناؤها ما ينفى صفة الاحتلال نهائياً على الوجود الإسرائيلى فى فلسطين؟!

وإذا كان الخطاب سيحمل التهديد باللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية فلن يردع ذلك إسرائيل أو أمريكا، لأن المحكمة ذاتها لم تستطع تنفيذ أحكامها بحق قتلة الحريرى من حزب الله ولا تنفيذ الحكم على الرئيس السودانى عمر البشير، أما ما يقال حول تفجير الرئيس أبومازن لمفاجآت من العيار الثقيل فى خطابه، كالتلويح بالتنصل من كل الاتفاقات والالتزامات السابقة التى وقعت عليها منظمة التحرير سواء مع إسرائيل أو أمريكا، فالاتفاقات أساساً وأدتها الإجراءات الأمريكية والممارسات الإسرائيلية ولم يعد لها قيمة تذكر، فهل يكون لدى أبومازن خطة تقلب الموازين وتغير الاستراتيجيات؟

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفاجآت «أبومازن» فى الأمم المتحدة مفاجآت «أبومازن» فى الأمم المتحدة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:20 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
  مصر اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon