توقيت القاهرة المحلي 20:29:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة «أولاً»

  مصر اليوم -

غزة «أولاً»

بقلم : جيهان فوزى

غزة تترقب حرباً جديدة يقيناً لا ترغبها إسرائيل ولا حماس، غير أن الطرفين يلوحان بها من حين لآخر وازداد التلويح بها فى الآونة الأخيرة نظراً للتوترات الحادثة فى غلاف غزة المرتبطة بمسيرات العودة عند السياج الحدودى، القيادة السياسية فى إسرائيل تحرض على الحرب رضوخاً لرغبة الشارع الإسرائيلى اليمينى الذى ينادى بسحق غزة، بينما الجيش الإسرائيلى يحذر من تلك المخاطرة ويرفض شن حرب جديدة على القطاع بسبب تدهور الأوضاع فيه على كل المستويات، وقد ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن قيادة الجيش الإسرائيلى لا تريد حرباً ضد غزة، وحتى إنها حذرت من عواقب حرب كهذه. وتطرق إلى ذلك عضو الكنيست دافيد بيتان، المقرب من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلى اليوم، إن «المستوى العسكرى لا يعطى دعماً مهنياً لرئيس الحكومة فى إطار التوتر ضد حماس. هل يوجد ردع للجيش الإسرائيلى؟ عن أى ردع يجرى الحديث؟ نحن مرتدعون من حماس».

شن حملة عسكرية ضد غزة مثار جدل لم تحسم أمرها القيادة السياسية الإسرائيلية، لكن ضغوط الشارع تلعب دوراً حيوياً فى اتخاذ القرار السياسى حتى لو كان متهوراً بغية إرضائه. وزير الأمن الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان يتوق لشن حملة عسكرية واسعة ظناً منه أنه سيؤدب حركة حماس، قال «ليبرمان» فى مؤتمر نظمته صحيفة «معاريف» فى تل أبيب يوم الاثنين: «لا يوجد أى احتمال لتسوية مع حماس. وبالنسبة للجيش الإسرائيلى فهو فى أوج قدراته منذ عام 1967. ولا خيار أمامنا سوى إنزال ضربة شديدة على حماس، حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة شاملة». وأضاف أنه «بالنسبة لغزة، لدينا الكثير من التحديات فى وقت واحد. وإذا نظرتم إلى جميع المؤشرات، فإن الإرهاب العالمى كله متوفر وبكل الأنواع. حماس والجهاد فى غزة، حزب الله فى لبنان، والقاعدة فى سوريا، وإيران تقف وراءهم كلهم. وينبغى التعامل مع جميعهم فى الوقت نفسه، والمطلوب هو أعصاب قوية، وقدرة على التحليل والسير فى أكثر طريق آمن وصحيح وبالنسبة لى فى الوقت الحالى، واضح أنه إذا أردت مواجهة التحديات فهذا يعنى (غزة أولاً)، خلافاً لجميع الذين يؤمنون بأنه بالإمكان التوصل إلى تسوية مع حماس».

أغلب الظن أن تصريحاته لا تتخطى حيز الميكروفون الذى يتحدث من خلاله لتهدئة الرأى العام فى إسرائيل، فى الماضى هدد باغتيال إسماعيل هنية ومسحه من الوجود، لكنه لم يفعل وأصبح فى مرمى نيران منتقديه من المسئولين والإعلام والسخرية منه.

أما بالنسبة لحماس فهى لا تريد حرباً لكنها لا تمانع من خوضها إذا اضطرت للانجرار لها، لإعادة التأييد والوهج بعد أن تراجع رصيدها لدى المواطنين. وربما المقابلة التى أجراها يحيى السنوار رئيس الحركة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» التى أكد فيها صراحة أن حماس لا تريد حرباً مع إسرائيل قائلاً: «إما أن يفك الحصار عن غزة وإما الذهاب لتصعيد يطال الجميع»، والتى أشعلت الساحة السياسية ومواقع التواصل الاجتماعى جدلاً وإثارة كونها المقابلة الأولى من نوعها التى يجرى فيها السنوار لقاء صحفياً مع وسيلة إعلام إسرائيلية.

فى خضم هذا التجاذب والترقب تلملم غزة أوراق ذكرياتها عن الحروب الأربع التى قتلت ودمرت وخلفت حكايات مأساوية، الغزيون فى حالة توجس وخوف يفزعها التلويح بحرب جديدة، ما زال دوى الصواريخ وقصف الطائرات وصراخ الأطفال وعويل النساء مخزون الحزن داخل الذاكرة، الناس لا تنقصهم أحزان أخرى تضاف إلى أحزانهم وآلامهم، لكنهم يتهيأون للأسوأ ويستعدون لمرحلة جديدة مع الخوف والألم وسيناريوهات الموت والدمار ومشاهد الدماء، كل بيت يحاول الاستعداد بطريقته لضربات مفاجئة، هل يخزنون الطعام؟ أم يجمعون أوراقهم المهمة التى تدل على هويتهم وسياق حياتهم إذا كان للحياة بقية؟

«غزة أولاً» قالها «ليبرمان» لتدمير ما تبقى من هوية وصمود، تتشابه الأهداف مع ما أنجبته أوسلو «غزة - أريحا أولاً» لتصبح مع الوقت غزة أولاً وأخيراً، فى الماضى بفعل الاحتلال والآن بفعل الجميع.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة «أولاً» غزة «أولاً»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:20 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
  مصر اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon