توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"جنا" ضحية غياب القانون

  مصر اليوم -

جنا ضحية غياب القانون

بقلم : جيهان فوزى

ذهبت الطفلة البريئة «جنا» إلى من هو أرحم بها من أهلها، غادرت دنيا الوحشية والعنف الأسرى والجهل والتخلف حتى لا تعيش بمأساتها طوال حياتها، الفارق فى قضية «جنا» تلك الوحشية التى مورست عليها من «جدتها» التى تجرّدت من كل معانى الإنسانية، وسقطت فى وحل السادية والجهل والتخلّف، يقال فى أمثالنا العربية «أعز من الولد ولد الولد»! فأين نحن من تلك المأثورات؟ ما حدث لـ«جنا» عرّى مجتمعاتنا العربية وأسقط ورقة التوت عن القوانين الخاصة بحماية الطفل من العنف الأسرى وتهيئة المناخ المناسب لتربية طبيعية سليمة، طفلة لم تتجاوز من العمر خمس سنوات، ذاقت صنوف العذاب والتنكيل على يد جدتها! يا للعجب، كيف طاوعها قلبها المتحجر للنيل من طفلة بريئة لا تعى من أمور الدنيا أكثر من دمية تلعب بها، وأحضان حانية تغمر جسدها الضعيف، فى وقت تخلت فيه الأم عن أمومتها ورحلت، لتستكمل حياتها وتعيش أنانيتها، وتركتها تصارع الوحش الكامن داخل جدتها؟ لا يوجد عذر فى كل قواميس العالم يبرر فعلتها الشنيعة وقسوتها المفرطة لطفلة بريئة لا تستطيع الدفاع عن نفسها أو حتى تفسير ما يحدث لها، فكل جريمتها «التبول اللاإرادى» لتعاقب عليه بمنتهى السادية والتجرد من الرحمة، رغم أنه مرض معرّض له الكبير والصغير، وبدلاً من الاهتمام بالطفلة ورعايتها ومعالجتها يتم تعذيبها والفتك بها.

وما زلنا نذكر الفيديو الذى تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعى لأب مغترب يعيش فى السعودية، وهو يضرب طفلته التى لا تتجاوز العامين بدم بارد وقسوة مفرطة، بحجة أنه يعلمها المشى وهى لا تستجيب! أى أب هذا الذى يؤتمن على أطفاله؟ وأى مجتمعات تلك التى ننتظر منها تربية أجيال واعدة سوية غير مشوهة نفسياً لتبنى وتعمر لا لتقتل وتخرب؟!. لقد نخر الجهل والتخلّف والعنف قيمنا وإنسانيتنا، ولم تعد تتجاوز الشعارات التى نتشدق بها كنوع من التنطع والتنظير المفرّغ من أىّ مضمون، آفة مجتمعاتنا فى حالة الإنكار التى تعيشها، والجهل الذى يسيطر عليها، والازدواجية التى لا يعترف بها، والأخطر غياب القوانين الصارمة الخاصة بحماية الطفل من العنف الأسرى، مثلما فعل الغرب، فهناك قوانين حازمة لا تهاون فيها ولا تساهل لحماية الأطفال من أهلهم إذا أساءوا معاملة أطفالهم، فإذا ساور الشك الجهات المعنية بالطفولة والأمومة فى معاملة الأطفال من ذويهم خارج القوانين أو تعرّضهم لعنف أسرى مهما كانت درجته، وإذا ما خالفت الأسرة القواعد الخاصة بالتعامل مع الأطفال، فإن القانون يسمح دون جدال بأخذهم من أسرهم ليتربوا فى بيئة طبيعية بعيدة عن التعنيف والترهيب.

السؤال أين تلك القوانين التى تحمى الأطفال وتجنّبهم من تكرار العنف الأسرى؟ ماذا فعلت منظمات المجتمع المدنى المسئولة عن حماية الطفولة تجاه ما حدث لـ«جنا»، والذى هز مشاعر المجتمع بأكمله، وغيرها ممن لا نعلم عنهم شيئاً؟ أين وزارة التضامن الاجتماعى من الرقابة الفاعلة؟ ومتى تسن القوانين الصارمة تجاه العنف الأسرى؟ لماذا يترك الأطفال فريسة لسوء معاملة ذويهم؟ ولماذا لا تتخذ الإجراءات الحازمة تجاه أى تجاوز بحق الأطفال؟ أم أننا ما زلنا نخشى معتقداتنا التى لم تستطع الخروج من شرنقة التخلف والعادات والتقاليد البالية؟ نحن بحاجة إلى قوانين مفعلة وحزمة من الإجراءات السريعة، حتى لا تتكرر مأساة «جنا»، وحتى لا نفاجأ بقنابل موقوتة بسبب العنف المجتمعى الذى يبدأ بالأسرة وينتهى بالإرهاب.

وقد يهمك أيضًا:

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنا ضحية غياب القانون جنا ضحية غياب القانون



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon