توقيت القاهرة المحلي 20:32:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العدوى التى تخيف إسرائيل

  مصر اليوم -

العدوى التى تخيف إسرائيل

بقلم-جيهان فوزى

بدا القلق فى إسرائيل واضحاً من تبعات عمليات المقاومة الأخيرة فى الضفة الغربية فى أعقاب التصعيد الأمنى، وبالذات فى رام الله، ومن هنا استبق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مخاوفه وبعث رسائل تهديد إلى «حماس» عبر مصر وقنوات اتصال أخرى مفادها أن إسرائيل لن تقبل بوضع يوجد فيه وقف إطلاق نار فى غزة وبالمقابل اشتعال الأوضاع فى الضفة «إذا لم يسد الهدوء فى الضفة فلن يكون هناك هدوء فى غزة». فلم يكن من قبيل الصدفة أن تتركز سلسلة عمليات المقاومة ضد الإسرائيليين التى تقف وراءها «حماس» فى الضفة الغربية خلال الأيام الماضية وفى منطقة رام الله بالذات، فمن جهة «حماس» الهدف من وراء ذلك هو إحراج السلطة الفلسطينيّة وإجبار أجهزتها الأمنية على الانحياز إلى جانب ما، وقد وصلت الأمور إلى درجة عمل قوات خاصة إسرائيلية على بُعد أمتار قليلة من القطاع توحى بأنها محاصرة. ومن جهة ثانية سنحت لـ«نتنياهو» فرصة ذهبية لإرضاء المستوطنين المتطرفين فسارع بالإيعاز إلى المسئولين بتسوية البناء غير الشرعى فى الضفة وتوسيع مستوطنات قائمة، لأن المستوطنين يشكلون حصن الدعم الأساسى لائتلاف «نتنياهو» اليمينى ويشعرون بتدهور أمنهم الشخصى فهم يريدون أن يلمسوا تغييراً ملحوظاً فى مسألة الأمن، خاصة أن «نتنياهو» يخطو نحو انتخابات مبكرة لا يرغب فى خوضها، فى ظل عدم رضا معظم الإسرائيليين عن الوضع الأمنى وتعاظم وتيرة العمليات الفدائية فيما تتزايد المطالبة والضغوط الشعبية براديكالية الرد الإسرائيلى.

لقد قرر «نتنياهو»، رداً على العمليات الفلسطينية، تسوية المكانة القانونية لآلاف البيوت لمستوطنين فى الضفة الغربية بنوا بدون ترخيص مكافأة لهم وسعياً لإرضائهم، ويبقى السؤال إلى أى مدى يدعم المواطنون فى الضفة الغربية نهج حركة حماس؟ إذا ما أخذنا فى الاعتبار أن العمليات الأخيرة ستؤدى إلى سلسلة من الخطوات الإسرائيلية القاسية فى منطقة كانت هادئة نسبياً لسنوات فى وقت كانت تمور فيه غزة بنيران الحصار والعزلة والحرب، لقد بدأنا نشهد بوادر تلك الخطوات بفرض الحصار والحواجز على رام الله وهو أمر نادر الحدوث وستكون مرشحة للتصاعد. هل سكان الضفة الغربية معنيون بتبادل الأدوار مع سكان قطاع غزة الذين يعيشون تهدئة مع إسرائيل حالياً وفى بداية إعادة تأهيل اقتصادى بمساعدة المنحة القطرية؟ الأيام المقبلة ربما تجيب عن هذا السؤال، غير أن تزايد وتيرة العمليات فى الضفة يعكس سلم أولويات «حماس» واهتماماتها فى الفترة الراهنة، ويؤكد ذلك تصريح يحيى السنوار إبان بلورة التفاهمات مع إسرائيل حول وقف إطلاق النار فى القطاع الشهر الماضى وكان مضمونها يدلل بأن هذه التفاهمات لا تسرى على الضفة الغربية.

ورغم أن الأوضاع الميدانية والأمنية وحتى السياسية فى الضفة الغربية تختلف تماماً عن واقع غزة، فإن شرارة الحراك الشعبى وعمليات المقاومة بدأت تظهر بشكل متقطع منذ مسيرات العودة فى غزة على الحدود مع إسرائيل. الضفة الغربية رغم الواقع الأمنى الصعب وسيطرة جيش الاحتلال بالكامل على مفاصل قراها ومدنها وتعاظم قوة التنسيق الأمنى بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ووصوله إلى مراحل متقدمة وخطيرة، لكنها تعيش على صفيح ساخن وحالة من الغليان قريبة من الانفجار التى يخشاها الجميع، هناك ضغط وغضب شعبى غير مسبوق بسبب ممارسات الاحتلال القمعية والمتصاعدة بحق سكانها من اعتقالات واعتداءات وسرقة للأراضى والقتل بدم بارد، إضافة إلى الدور الذى تقوم به أجهزة السلطة الفلسطينية من خلال نشاطها الأمنى وتنسيقها مع الاحتلال فى القضاء على كل مظاهر المقاومة وملاحقة المقاومين، جعلت من الانفجار مسألة وقت، لأنه ببساطة كثرة الضغوط تولد الانفجار.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العدوى التى تخيف إسرائيل العدوى التى تخيف إسرائيل



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:20 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
  مصر اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon