توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هناك استراتيجية للعودة؟

  مصر اليوم -

هل هناك استراتيجية للعودة

بقلم : جيهان فوزى

 سلمت غزة مفاتيح أسرارها إلى «مسيرة العودة»، لعلها تفتح الأبواب التى أوصدت فى وجهها منذ سنوات ذاقت فيها قسوة الحصار وألم الانقسام ومرارة العزلة، اتفقت الفصائل على دعمها وباركت استمرارها لأنها وحدت الهدف لأول مرة منذ غزا الانقسام بنيتهم السياسية والأيديولوجية وفرقت بينهم السبل فى إيجاد هدف مشترك يلتفون حوله يوحد فرقتهم ويلملم شتات قوتهم التى مزقتها الصراعات والخلافات، فهل تنجح مسيرات العودة فى تغيير الواقع الغزى؟ لقد جاءت المسيرة تنفيساً عن أوجاع القطاع التى تراكمت نتيجة استمرار الانقسام والعقوبات والحصار والكبت والرد على القرارات الأمريكية الأخيرة بشأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ورغم تحميل حركة حماس المسئولية المطلقة فى تسيير وتنظيم مسيرات العودة غير أنها لم تكن سوى جزء من قرار وتوافق وطنى شامل بعد أن طفح الكيل وازدادت الإشارات تمهيداً لتطبيق «صفقة القرن» التى يجهزها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ليفرضها على الفلسطينيين وتهدف لتصفية القضية الفلسطينية، فيما بدأت حربها التجريبية باتخاذه قرار الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، متحدياً بذلك القرارات الأممية والشرعية الدولية والإرادة الفلسطينية والعربية.

ورغم محاولات إسرائيل إلصاق التحريض والإعداد لهذه المسيرات بحركة حماس، إلا أن الواقع الذى يعيشه قطاع غزة هو من ساعد فى إنجاح تلك الفعاليات التى شارك فيها معظم الفصائل والتيارات الشبابية والمثقفين والأكاديميين بعد الوصول إلى طريق مسدود بفعل الحصار والانقسام والعقوبات الجائرة التى فرضتها سلطة الرئيس محمود عباس لاستعادة غزة من الباب إلى المحراب، على حد قوله. وبتزايد عدد الشهداء وسقوط مئات الجرحى أخذت تلك المسيرات بعداً سياسياً جديداً، وأولى لها العالم اهتماماً واسعاً جعل إسرائيل تشن حرباً شعواء تتهم القائمين عليها بأنهم ينتمون لحركة حماس، ومسلحون يهدفون لاختراق السياج الأمنى الفاصل بينها وبين قطاع غزة لتنفيذ عمليات تخريبية ومحاولات تسلل للداخل الإسرائيلى، مهددة بنشوب حرب واسعة على القطاع، فقد أزعجت تلك المسيرات دولة الاحتلال كونها تشغل وتستنزف جميع أجهزتها الأمنية والاستخباراتية وتعرى وجهها الحقيقى أمام المجتمع الدولى وتخلق أمراً واقعاً قد يعطل تنفيذ مخططاتها المتعلقة بتنفيذ صفقة القرن، فضلاً عن خشيتها من امتداد تأثيرها إلى الضفة الغربية ومخيمات اللجوء فى الدول العربية خاصة مع اقتراب ذكرى النكبة الفلسطينية.

أحرجت مسيرات العودة بعض الدول العربية التى تربطها علاقات وطيدة بالولايات المتحدة وإسرائيل، وأعادت إلى الصدارة وهج التفاعل مع الأزمات المتتالية لقطاع غزة بعد تجاهل طويل والانشغال بتوطيد العلاقة مع إسرائيل والدفاع عن التطبيع معها بدلاً من البحث عن حلول ممكنة لخروج القطاع من كبوته التى استمرت لأكثر من عقد وكادت تفتك به فى الوقت الذى أشارت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى جهود عربية مكثفة لوقف المسيرات واحتواء التوتر الحاصل درءاً للتصعيد المحتمل، أما محاولات إسرائيل الإيحاء بعدم سلمية المسيرات وتشويهها أمام العالم فقد ارتدت عليها بعد أن دحض الجيش الإسرائيلى ادعاءات وزيره أفيجدور ليبرمان حول تسيير الشهيد المصور الصحفى ياسر مرتجى طائرة تصوير كانت تحوم فوق الجنود فى الجمعة الثانية للمسيرات وقتله بدم بارد، إذ اعترفت قيادة الجيش بأنه بعد الفحص والتحقيق لم يعثر الجيش على دليل يثبت مزاعم «ليبرمان» بأن الصحفى كان قد طيَّر حوامة صغيرة لتصوير الجنود، الأمر الذى يؤكد استهداف الصحفيين منعاً لنقل الصورة والحقيقة!. ورغم ذلك فإن التطورات الميدانية التى شهدتها مسيرة العودة الكبرى منذ انطلاقها تظل فى مرمى نيران جيش الاحتلال وقيادته السياسية مع تزايد الاحتمال بشن عملية واسعة على القطاع، فالمشكلة الأساسية بالنسبة للحكومة الإسرائيلية ما زالت مستمرة لأنها لا تملك استراتيجية واضحة بالنسبة لغزة وحكم حماس فى القطاع، لكن يبقى السؤال الأهم وهو: هل هناك استراتيجية تمتلكها السلطة الفلسطينية وحماس للتعامل مع الواقع الجديد فى غزة خلافاً لما نعرفه ونتوقعه من كلتيهما؟!

نقلاً عن الوطن اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك استراتيجية للعودة هل هناك استراتيجية للعودة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon