توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كوشنر» يدس السم فى العسل

  مصر اليوم -

«كوشنر» يدس السم فى العسل

بقلم-جيهان فوزى

فى لقائه مع «سكاى نيوز عربية» تحدّث جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكى ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، عن تأثيرات الخطة السياسية لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى على الاقتصاد فى المنطقة، والمعروفة إعلامياً بـ«صفقة القرن»، قائلاً: «لا أعتقد أن الأثر الاقتصادى للخطة سيقتصر على الإسرائيليين والفلسطينيين فقط، بل سيشمل المنطقة برمتها، بما فى ذلك الأردن ومصر ولبنان». وأضاف: «الخطة السياسية مفصّلة جداً وتركز على ترسيم الحدود وحل قضايا الوضع النهائى، لكن الهدف من حل قضية الحدود هو القضاء على هذه الحدود. وإذا تمكنا من إزالة الحدود وإحلال السلام بعيداً عن الترهيب، يمكن أن يضمن ذلك التدفق الحر للناس والسلع، ويؤدى ذلك إلى إيجاد فرص جديدة». وربط «كوشنر»، فى خطة السلام، بين المسارين السياسى والاقتصادى، معتبراً أن الحد من التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين من شأنه «تحسين فرص الاقتصاد الفلسطينى الذى كان مقيداً فى ظل غياب السلام».

وقال «كوشنر» إنه لا يمكن حل قضية يتنازع فيها شعبان منذ 70 عاماً ونتوقع أن يصبحوا أصدقاء بين ليلة وضحاها عندما يتم حل قضايا الوضع النهائى، وعقدنا الكثير من المشاورات مع الإسرائيليين والفلسطينيين والعديد من القادة العرب والجهات التى كانت معنية بهذه القضية فى الماضى. وأضاف: نود مشاركة بعض الدول تفاصيل بشأن ما نتطلع لتحقيقه فى خطة السلام، لا سيما فيما يتعلق بالرؤية الاقتصادية والفرص التى ستتوفر عندما يحل السلام، وأن الجانب السياسى فى الخطة مفصّل جداً ويركز على ترسيم الحدود وحل قضايا الوضع النهائى، وأن الفريق حاول صياغة حلول تكون واقعية وعادلة لهذه القضايا فى عام 2019 من شأنها أن تسمح للناس بعيش حياة أفضل.

وقال إن «الوضع فى قطاع غزة سيئ للغاية، وإن الشعب الفلسطينى يريد حكومة غير فاسدة تدافع عن مصالحه، وإن إدارة ترامب تود أن ترى قطاع غزة والضفة الغربية موحدين تحت قيادة واحدة، وإن فريق ترامب درس الاقتصاد الفلسطينى ووجد قدرات كبيرة للاستثمار، لكن من أجل تحقيق ذلك لا بد من الحد من التوتر».

من يستمع لحديث «كوشنر» لا بد أن يشعر بالغرابة لأنه ظن للحظة بالتآمر الأمريكى على المنطقة العربية! حديث كوشنر ملىء بالأمل والتفاؤل والخير للمنطقة، فيا للأسف نحن نظلم الأمريكان. الرئيس ترامب حمل وديع ليس فى نيته تفتيت المنطقة ونهب ثرواتها وضرب شعوبها!! هذا الخداع والتضليل الذى ينضح من حديث كوشنر يثير الاشمئزاز! فالثقة التى يتحدث بها تجعلنا (يا حرام) يعترينا الخجل لأننا نظلم ماما أمريكا حمامة السلام فى المنطقة! أراد كوشنر بحديثه المنمق أن يداعب أحلام الشعوب من خلال الاقتصاد وسطوة المال فى التنمية والاستقرار، وتجاهل تماماً حقيقة أطماع إسرائيل فى السيطرة والتمكن وتعزيز سياسة فصل الفلسطينيين بمن فيهم عرب 48 وسحب الهوية منهم، فالأمر الجامع لهذه الأفكار هو الترويج لضم وتهويد القدس من خلال سحب الهويات المقدسية من نحو 130 ألف مقدسى، بهدف تعديل التركيبة السكانية لصالح اليهود، فضلاً عن محاولة الترويج باستبدال مدينة القدس كعاصمة لفلسطين بأحياء أو بلدات فى محيطها مثل بلدة أبوديس، وإذا كانت ما تسمى صفقة القرن تخطط فعلاً لتبنِّى هذه الأفكار، فلا بد من القول إن ذلك يمثل إثباتاً جديداً أن خطة السلام الأمريكية ليست سوى نسخة من المطالب والمخططات الإسرائيلية، بل إنها نسخة تفتقر للإبداع والتجديد على سبيل حفظ ماء الوجه.

يحاول كوشنر وإدارته تكرار نمط أوسلو الذى سبّب للشعب الفلسطينى خسائر لا تُحصى بسبب طابعه المرحلى والانتقالى مع تأجيل القضايا الجوهرية، كالقدس واللاجئين والحدود والاستيطان، فالتجزئة والتأجيل ليسا سوى وصفة لدفن القضايا أو شطبها، وأى مفاوضات ستجرى فى ظل الاحتلال مع اختلال ميزان القوى لن تكون سوى غطاء لعملية فرض الحقائق من جانب واحد هو إسرائيل.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كوشنر» يدس السم فى العسل «كوشنر» يدس السم فى العسل



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon