بقلم-جيهان فوزى
استكمالاً لما ذكرته فى المقال السابق وما أثارته تغريدة الكويتية فجر السعيد حول التطبيع مع إسرائيل والاستثمار فيها، أضيف ما قدمته حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل حفاظاً على الحقوق الفلسطينية المنهوبة فى الوقت الذى تطالب فيه «السعيد» بفتح صفحة جديدة من العلاقات العربية الإسرائيلية اعترافاً بالواقع وبعيداً عن الإنكار! فقد نجحت الحركة فى إلغاء مؤتمر أكاديمى فى جنوب أفريقيا مؤخراً بمشاركة باحثين إسرائيليين بسبب «قانون القومية» الذى كان من المقرر أن يعقد فى جامعة «ستيلينبوش» تحت عنوان «الاعتراف والتعويض والمصالحة»، وفى السياق ذاته أعلنت جمعية الأصدقاء الدينية «كويكر» فى بريطانيا أنها لن تستثمر بعد الآن فى الشركات التى تستفيد من الاحتلال بالضفة الغربية، كما أعلنت مؤسسة حجز الشقق والفنادق عبر الإنترنت «إير بى إن بى» انسحابها من المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية وسط تهديد إسرائيلى بفرض عقوبات، وأيدت أكبر منظمة طلابية فى كندا فى اجتماعها السنوى الذى عقد فى أوتاوا فى نوفمبر الماضى الـ«BDS» وتقديم الدعم لها وإدانة الاحتلال المستمر لفلسطين، فيما اتهم الفنان «روجر ووترز»، أحد مؤسسى فرقة «بينك فلويد» الشهيرة فى تشيلى، رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، بانتهاج سياسة عنصرية حيال الفلسطينيين، وأكد الفنان البريطانى على هامش حفلة موسيقية فى سانت ياجو قائلاً: «نعرف جميعاً أن الحياة فى الأراضى الفلسطينية لا تطاق»، مشبهاً ما يحدث فى قطاع غزة والضفة الغربية بنظام الفصل العنصرى السابق فى جنوب أفريقيا، وفى الولايات المتحدة، ورغم قوانين تحرم المقاطعة فى أكثر من 22 ولاية، بدأ نشاط المقاطعة يشق طريقه رغم ما يتردد فى العاصمة الأمريكية من محاولات تمرير مشروع مكافحة مقاطعة إسرائيل فى الكونجرس الأمريكى، ومؤخراً صوّت مجلس طلاب جامعة نيويورك للمرة الأولى لصالح اقتراح يدعو لمقاطعة الشركات التى تتعاون مع إسرائيل.
فمن مهاجمتها لفنانين يمثلون القوة الناعمة فى مصر، إلى إطلاق تصريحات شاذة تنتهى بمغازلة إسرائيل، تجد «السعيد» نفسها فى دائرة الضوء تنشد الشهرة، وتسير عكس التيار ليس لهدف يستحق التحدى والشجاعة، كما وصفتها الخارجية الإسرائيلية، ولكن لتثبت وجودها بغض النظر عن تأثير هذا الوجود، زارت «السعيد» القدس المحتلة مؤخراً وسط ترحيب قوات الاحتلال الإسرائيلى، وغردت للصحفى الإسرائيلى إيلى كوهين، ونعتته بـ«ابن العم» وفى الزيارة نفسها قابلت الرئيس محمود عباس! لكن هل يقبل الشعب الكويتى بهذا الشطط؟ لقد لاقت تغريداتها مئات ردود الفعل الرافضة خلال ساعات قليلة، ولأن الكويت تسبح ضد تيار التطبيع العربى بمواقفها الرسمية والشعبية الرافضة بشكل قاطع للتطبيع، فلا ننسى الموقف المشرف لـ«مرزوق الغانم»، رئيس البرلمان الكويتى، وهو يطرد الوفد الإسرائيلى فى اجتماع البرلمان الدولى قبل أشهر قليلة، واصفاً إياه بالمحتل وقاتل الأطفال، «الغانم» لاحقهم مجدداً فى جنيف وأجبرهم على المغادرة مرة أخرى، كذلك رياضى كويتى انسحب من بطولة العالم للمبارزة لوجود مستوطن، وقد أصدر البرلمان الكويتى تشريعات ترفض التطبيع وتجرم الشركات التى تتعامل مع إسرائيل انطلاقاً من مبدأ «لا مكان للصهاينة فى الكويت - التطبيع خيانة»، كما تساهم الكويت فى إعادة الإعمار فى قطاع غزة، فما هو هدف فجر السعيد من دعوتها للتطبيع والانفتاح على إسرائيل فى الوقت الذى تنشط فيه حركات دولية لمقاطعة مستوطناتها التى تساهم فى محو الهوية الفلسطينية؟!.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع