توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النكبة والاستقلال والفرح العربى

  مصر اليوم -

النكبة والاستقلال والفرح العربى

بقلم : جيهان فوزى

تتباهى إسرائيل بأن احتفالاتها بعيد الاستقلال السبعين تأتى بالتزامن مع الاحتفال بافتتاح السفارة الأمريكية فى القدس، وهو ذكرى يوم النكبة على الفلسطينيين، بما يحمل ذلك من دلالات، حتى وإن كان هناك ثمن باهظ لا بد أن تدفعه إسرائيل، فالأمر يستحق ذلك، فهل يستحق الأمر أيضاً بالنسبة للقيادة الفلسطينية؟!

كل الأحداث تسير فى اتجاه استقرار وأمن وسلامة دولة الاحتلال، إلغاء الاتفاق النووى مع إيران والتراجع الأمريكى عن الاتفاق، والضربات الجوية التى تشنها إسرائيل على قواعد عسكرية إيرانية فى سوريا، ورد الفعل العربى المتهلل فرحاً وحبوراً وسعادة، فقد امتلأ حساب الناطق باسم الجيش الإسرائيلى «أفيغاى أدرعى» بالتبريكات والتهليل من مغردين عرب يباركون الضربات الإسرائيلية التى حققت نجاحاً منقطع النظير ويكيلون اللعنات لكل من يؤيد نظام بشار وحزب الله، ليس لأنها أصابت أهدافها بدقة فحسب وإنما لأنها لاقت استحساناً عربياً غير متوقع فسببت فى المقابل ارتياحاً إسرائيلياً كبيراً، اختلطت الأوراق فى لحظة، وأصبحت إسرائيل حليفاً وصديقاً للعرب طالما استطاعت ضرب الغرور الإيرانى وكسر عنجهيته، وهى نفس الغاية التى تطمح إليها دول الخليج التى تشكّل إيران «بعبعاً» لهم لا يستطيعون صده.

تباهت إسرائيل بضربتها الناجحة لمواقع إيرانية فى سوريا، واستراحت أكثر بعد الهجوم عندما هتف السعوديون تأييداً للهجوم الإسرائيلى، فالحالة المزاجية التى تشعر بها القيادة الإسرائيلية استثنائية بكل المقاييس، ولم يكن إطلاق النيران من قبَل الحرس الثورى الإيرانى على هضبة الجولان إلا فرصة ذهبية قدمها قاسم سليمانى لإسرائيل ليعطى المبرر للجيش الإسرائيلى بهدف التحرك ضد التمركز الإيرانى فى المنطقة منذ سنوات. لقد شعر «نتنياهو» وداعموه السياسيون ووسائل الإعلام الإسرائيلية بالفرحة العارمة بعد انسحاب «ترامب» من الاتفاق النووى. وفى استطلاع نُشر أمس حصل حزب الليكود على 35 مقعداً، وشكّل هذا العدد القفزة الأكبر منذ سنوات، وبعد أن تبين حجم الهجوم الإسرائيلى ضد إيران فى سوريا بدأ أعضاء بالكنيست من الليكود، الواحد تلو الآخر، بكيل المديح لنتنياهو وتهديد الإيرانيين.

هناك شعور فى القيادة الإسرائيلية بالزهو والإجماع فى الرأى، ويتفق الجيش والسياسيون على أنه إذا كانت المواجهة مع إيران حتمية، فليس هناك وقت أفضل من الآن لإسرائيل لضربها، فإيران تعانى من أزمة اقتصادية خطيرة، وحليفها «حزب الله» مشغول فى السياسة الداخلية، وفيلق القدس لم يرسخ بعد سيطرته العسكرية فى سوريا.

يمكن أن نفهم الرضا العربى من الخطوات التى اتخذتها إسرائيل فى إطار الصراع التاريخى مع إيران، فبعد أن كان يبدو انتصار المحور الإيرانى فى سوريا كحقيقة مؤكدة، وهو الأمر الذى يؤرق دول الخليج، جاءت إسرائيل وزعزعت هذه الحقيقة. الإسرائيليون راضون بدعم السعودية، ولكن لن تستمر إسرائيل فى منح العطايا بلا مقابل، تماماً مثلما فعل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى قبض الإتاوة مقدماً من السعودية نظير الدفاع عنها بالوكالة، وقد بدأ المقابل يلوح فى الأفق بالفعل بعد أن اعترف ولىّ العهد السعودى محمد بن سلمان بحق إسرائيل فى الوجود وحق الشعب اليهودى فى دولته الخاصة! فالسعودية وإسرائيل لديهما قواسم مشتركة، ويكمن التشابه فى سياسات البلدين فى رفض تصرفات إيران فى الشرق الأوسط مع وصول الرئيس الأمريكى ترامب إلى السلطة، وأصبح تقارب القوتين الإقليميتين أكثر وضوحاً، ما يعنى تحولاً ملحوظاً فى الموقف السعودى من إسرائيل التى لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع السعودية حتى الآن! هناك غمز مستتر بأن التوجه نحو إسرائيل هو مسألة وقت ليس إلا. لذا لم نرَ على الأرض أى رد فعل عربى حازم عما تتناوله وسائل الإعلام الإسرائيلية حول التحضيرات الميدانية لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس فى ذكرى النكبة؟! وكأن النكبة أصبحت من الماضى ولم يعد هناك محتل اغتصب الأرض ولا احتلال دام لسبعين عاماً ولا يزال، ولا غرابة فى أن يركز الإعلام الإسرائيلى على فخامة احتفال السفارة الإسرائيلية فى مصر وتركيا بعيد «الاستقلال» ويُبرز بشكل مستفز مقاطع من الاحتفال والمشاركين فيه من مدعوين ذوى صفة اعتبارية واجتماعية! فى الوقت الذى تحتفل فيه السلطة الفلسطينية بنكبتها منذ سبعين عاماً بالتهيؤ لإعلان قطاع غزة إقليماً متمرداً.. وعاشت الوحدة الوطنية!

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النكبة والاستقلال والفرح العربى النكبة والاستقلال والفرح العربى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon