توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النكبة والاستقلال والفرح العربى

  مصر اليوم -

النكبة والاستقلال والفرح العربى

بقلم : جيهان فوزى

تتباهى إسرائيل بأن احتفالاتها بعيد الاستقلال السبعين تأتى بالتزامن مع الاحتفال بافتتاح السفارة الأمريكية فى القدس، وهو ذكرى يوم النكبة على الفلسطينيين، بما يحمل ذلك من دلالات، حتى وإن كان هناك ثمن باهظ لا بد أن تدفعه إسرائيل، فالأمر يستحق ذلك، فهل يستحق الأمر أيضاً بالنسبة للقيادة الفلسطينية؟!

كل الأحداث تسير فى اتجاه استقرار وأمن وسلامة دولة الاحتلال، إلغاء الاتفاق النووى مع إيران والتراجع الأمريكى عن الاتفاق، والضربات الجوية التى تشنها إسرائيل على قواعد عسكرية إيرانية فى سوريا، ورد الفعل العربى المتهلل فرحاً وحبوراً وسعادة، فقد امتلأ حساب الناطق باسم الجيش الإسرائيلى «أفيغاى أدرعى» بالتبريكات والتهليل من مغردين عرب يباركون الضربات الإسرائيلية التى حققت نجاحاً منقطع النظير ويكيلون اللعنات لكل من يؤيد نظام بشار وحزب الله، ليس لأنها أصابت أهدافها بدقة فحسب وإنما لأنها لاقت استحساناً عربياً غير متوقع فسببت فى المقابل ارتياحاً إسرائيلياً كبيراً، اختلطت الأوراق فى لحظة، وأصبحت إسرائيل حليفاً وصديقاً للعرب طالما استطاعت ضرب الغرور الإيرانى وكسر عنجهيته، وهى نفس الغاية التى تطمح إليها دول الخليج التى تشكّل إيران «بعبعاً» لهم لا يستطيعون صده.

تباهت إسرائيل بضربتها الناجحة لمواقع إيرانية فى سوريا، واستراحت أكثر بعد الهجوم عندما هتف السعوديون تأييداً للهجوم الإسرائيلى، فالحالة المزاجية التى تشعر بها القيادة الإسرائيلية استثنائية بكل المقاييس، ولم يكن إطلاق النيران من قبَل الحرس الثورى الإيرانى على هضبة الجولان إلا فرصة ذهبية قدمها قاسم سليمانى لإسرائيل ليعطى المبرر للجيش الإسرائيلى بهدف التحرك ضد التمركز الإيرانى فى المنطقة منذ سنوات. لقد شعر «نتنياهو» وداعموه السياسيون ووسائل الإعلام الإسرائيلية بالفرحة العارمة بعد انسحاب «ترامب» من الاتفاق النووى. وفى استطلاع نُشر أمس حصل حزب الليكود على 35 مقعداً، وشكّل هذا العدد القفزة الأكبر منذ سنوات، وبعد أن تبين حجم الهجوم الإسرائيلى ضد إيران فى سوريا بدأ أعضاء بالكنيست من الليكود، الواحد تلو الآخر، بكيل المديح لنتنياهو وتهديد الإيرانيين.

هناك شعور فى القيادة الإسرائيلية بالزهو والإجماع فى الرأى، ويتفق الجيش والسياسيون على أنه إذا كانت المواجهة مع إيران حتمية، فليس هناك وقت أفضل من الآن لإسرائيل لضربها، فإيران تعانى من أزمة اقتصادية خطيرة، وحليفها «حزب الله» مشغول فى السياسة الداخلية، وفيلق القدس لم يرسخ بعد سيطرته العسكرية فى سوريا.

يمكن أن نفهم الرضا العربى من الخطوات التى اتخذتها إسرائيل فى إطار الصراع التاريخى مع إيران، فبعد أن كان يبدو انتصار المحور الإيرانى فى سوريا كحقيقة مؤكدة، وهو الأمر الذى يؤرق دول الخليج، جاءت إسرائيل وزعزعت هذه الحقيقة. الإسرائيليون راضون بدعم السعودية، ولكن لن تستمر إسرائيل فى منح العطايا بلا مقابل، تماماً مثلما فعل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى قبض الإتاوة مقدماً من السعودية نظير الدفاع عنها بالوكالة، وقد بدأ المقابل يلوح فى الأفق بالفعل بعد أن اعترف ولىّ العهد السعودى محمد بن سلمان بحق إسرائيل فى الوجود وحق الشعب اليهودى فى دولته الخاصة! فالسعودية وإسرائيل لديهما قواسم مشتركة، ويكمن التشابه فى سياسات البلدين فى رفض تصرفات إيران فى الشرق الأوسط مع وصول الرئيس الأمريكى ترامب إلى السلطة، وأصبح تقارب القوتين الإقليميتين أكثر وضوحاً، ما يعنى تحولاً ملحوظاً فى الموقف السعودى من إسرائيل التى لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع السعودية حتى الآن! هناك غمز مستتر بأن التوجه نحو إسرائيل هو مسألة وقت ليس إلا. لذا لم نرَ على الأرض أى رد فعل عربى حازم عما تتناوله وسائل الإعلام الإسرائيلية حول التحضيرات الميدانية لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس فى ذكرى النكبة؟! وكأن النكبة أصبحت من الماضى ولم يعد هناك محتل اغتصب الأرض ولا احتلال دام لسبعين عاماً ولا يزال، ولا غرابة فى أن يركز الإعلام الإسرائيلى على فخامة احتفال السفارة الإسرائيلية فى مصر وتركيا بعيد «الاستقلال» ويُبرز بشكل مستفز مقاطع من الاحتفال والمشاركين فيه من مدعوين ذوى صفة اعتبارية واجتماعية! فى الوقت الذى تحتفل فيه السلطة الفلسطينية بنكبتها منذ سبعين عاماً بالتهيؤ لإعلان قطاع غزة إقليماً متمرداً.. وعاشت الوحدة الوطنية!

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النكبة والاستقلال والفرح العربى النكبة والاستقلال والفرح العربى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon