توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لم أشتكِ «خجلاً»..

  مصر اليوم -

لم أشتكِ «خجلاً»

بقلم : جيهان فوزى

«التحرش الجنسى» مرض العصر، فرض نفسه بقوة على مستوى العالم هذه الأيام، خصوصاً فى السوشيال ميديا التى لا تدخر وسعاً لنشر الفضائح وكشف المستور، من أمريكا إلى السويد إلى فرنسا إلى الدول العربية، قضايا وفضائح تتناقلها وسائل الإعلام عن التحرش الجنسى، الذى أصبح يهز عروشاً ويخرب بيوتاً ويهدم أحزاباً ويدمر مناصب مرموقة، لم يقتصر الأمر على قضايا تحرش يومية يوثقها الشارع، لكنها امتدت إلى دول ومناصب قيادية رفيعة تهدد الاستقرار السياسى والثقافى والمجتمعى.

بسبب التحرش الجنسى لن يكون هناك جائزة نوبل للأدب هذا العام، فقد تعرضت الأكاديمية السويدية التى تمنح الجائزة المرموقة لاستقالات جماعية بعد أن اتهمت 18 امرأة الفرنسى «جان كلود أرنو» وهو شخصية مؤثرة فى المشهد الثقافى فى ستوكهولم لعقود، بالتحرش الجنسى والعنف والاغتصاب، ويخضع الرجل السبعينى للمحاكمة الآن فى ستوكهولم، ويواجه تهمتين تتعلقان باغتصاب امرأة قبل 7 سنوات، فصدور الحكم فى قضيته يتوافق مع انطلاق إعلانات جائزة نوبل لعام 2018، وينذر بإلغاء أو تأجيل منح جوائز نوبل، رغم أن آخر مرة ألغيت فيها جائزة نوبل كانت عام 1943 فى ذروة الحرب العالمية الثانية.

ومن السويد إلى أمريكا، حيث دُشن هاشتاج على وسائل التواصل الاجتماعى «لماذا لم أشتك؟» اكتسح مواقع السوشيال ميديا، وذلك بعد أقوال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التى صرح بها بعد أن ثارت ضجة عند تعيين القاضى «بريت كافانو» عضواً فى المحكمة العليا، رغم الادعاء بأنه متحرش جنسى، تساءل ترامب ومسئولون فى الحزب الجمهورى عن سبب عدم تقدم الدكتورة «كريستين فورد»، التى صرحت أمام مجلس الشيوخ بأنها تعرضت لتحرش جنسى، شكوى سابقاً عندما كانت فى سن 15 عاماً؟! وذلك قبل 36 عاماً فى أعقاب تلك الحادثة، انتشر هاشتاج ‏‎#Why I Didn’t Report‏ «لماذا لم أشتكِ» فى مواقع التواصل الاجتماعى فى الولايات المتحدة، وأصبح منتشراً الآن فى إسرائيل أيضاً، وفى فرنسا قضية المطرب المغربى «سعد المجرد» الشهيرة الذى اتهمته فتاة بأنه اغتصبها وبعد محاكمته بعام تقريباً عاد إلى الأضواء فى قضية تحرش جنسى جديدة، وفى مصر تضج مراكز الشرطة بشكاوى مهملة فى الأدراج ضد متحرشين رغم القوانين التى غلّظت العقوبة دون جدوى.

أما فى إسرائيل، فاستناداً إلى تقديرات وزارة الأمن الداخلى تتعرض امرأة من بين ثلاث نساء إسرائيليات إلى تحرش جنسى فى حياتهن، ويتعرض 84 ألف امرأة إلى تحرش جنسى فى السنة، وقد غردت «زوهر ألمليخ» الناشطة النسوية المسئولة عن المبادرة فى «تويتر»: «لم أشتكِ لأنى تعرضت لتحرش جنسى عندما كنت أعمل فى حانة، واختفى المعتدى بين الحضور»، واستدعت متصفحة أخرى قصتها قائلة: «لم أشتكِ لأن المعتدى كان بروفيسوراً مخضرماً مديراً محبوباً فى الإدارة والإعلام، ولم أجرؤ على تلطيخ سمعته، ولم أشعر أنى قادرة على مواجهة الضجة التى ستحدثها القضية»، وتحدثت متصفحات أخريات عن الخجل من استعادة التجربة الصعبة التى مررن بها، «لم أشتكِ لأنى خجلت من الإباحة أنى تعرضت لتحرش جنسى، وشعرت بأنى مذنبة لأنى زرته فى منزله، ولم أصدق حقاً أن المسئولين سيهتمون بالقضية»، هكذا غردت ضحية اغتصاب من بين المشاركات الكثيرات، ويمكن العثور على شهادات خطيرة كثيرة تعرضت فيها المشتكيات لصعوبات عند التوجه إلى المحاكم، «لم أشتكِ لأننى دافعت عن نفسى لاحقاً وتغلبت عليه!. احتفظت بطاقاتى من أجل العلاج النفسى.. إلخ».

وفق بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 35% من النساء فى العالم يتعرضن لتحرش جنسى جسدى خلال حياتهن، مَن لم يجتز تجربة التحرش الجنسى، لن يفهم مدى صعوبة التحدث عن الموضوع، لا تهتم الشرطة بمعالجة قضايا التحرشات الجنسية، لهذا فإن الهيئات المسئولة غير قادرة على فهم النساء اللواتى يتعرضن للتحرش الجنسى، من المفهوم ضمناً أنه يجب تصديق تصريحات الرجال والتفكير أن النساء يكذبن لمصلحتهن.

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لم أشتكِ «خجلاً» لم أشتكِ «خجلاً»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon