توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الجديد فى «قانون القومية»؟

  مصر اليوم -

ما الجديد فى «قانون القومية»

بقلم : جيهان فوزى

فجر الخميس الماضى أقرّ الكنيست الإسرائيلى، بصورة نهائية، «قانون القومية» الذى ينص على أن «حق تقرير المصير فى إسرائيل يقتصر على اليهود، والهجرة التى تؤدى إلى المواطنة المباشرة هى لليهود فقط»، كما ينص «قانون القومية» على أن «القدس الكبرى والموحدة هى عاصمة إسرائيل»، وأن «العبرية هى لغة الدولة الرسمية»، وهو ما يعنى أن اللغة العربية فقدت مكانتها كلغة رسمية فى ظل حقيقة أن الفلسطينيين المقيمين على أرض فلسطين التاريخية يمثلون أكثر من 50% من السكان، وأن الفلسطينيين من حمَلة جوازات السفر الإسرائيلية يزيدون على 20%، ومن ثم فإن هذا القانون يكرس إسرائيل كنظام أبارتهايد عنصرى هو الأسوأ فى تاريخ البشرية.

الأمر ليس غريباً على دولة الاحتلال التى تحارب، منذ إقامتها، لإثبات وجودها كدولة ذات جذور وتاريخ وسيادة وقومية موحدة. الغريب حقيقة فى رد الفعل الدولى والعربى وحالة الاستنكار والاستهجان، وكأن إسرائيل اخترعت بدعة لا تدور فى فلك القانون الدولى الذى لم تحترم أياً من قراراته منذ نشأتها ولم تنفذ أياً من بنوده مهما كانت ملزمة!

الفلسطينيون ذاهبون إلى الأمم المتحدة لبحث الآثار السياسية والقانونية لقانون القومية وطرق مواجهته؟! ويصعّدون من رد الفعل الغاضب الذى لن يكون له صدى إلا فى مخيلتهم، فواقع الأمر أن القضية الفلسطينية فى طريقها إلى النسيان ما لم يحافظ على وجودها الفلسطينيون أنفسهم، وذلك بالعودة إلى الاصطفاف والوحدة وإنهاء الانقسام والصراع وإنجاز المصالحة دون شروط مسبقة ودون تفاصيل تُفشل الهدف الأسمى. وغير ذلك هو العبث بعينه ومجرد مزايدات يطلقها القيادات لحفظ ماء الوجه، فقد أثبتت الوقائع المتعاقبة أن العالم لا ينشغل بالقضية، بل يصطف إلى جانب إسرائيل وأمريكا لتصفيتها وإنهاء هذا الصراع الذى طال أمده ويشكل صداعاً مزمناً لدى المجتمع الدولى.

يقول الفلسطينيون إن أمريكا شريك كامل لإسرائيل فى هذا القانون، وإن «صفقة القرن» بدأ تنفيذها بقرار نقل السفارة وتجفيف دعم «الأونروا» بهدف إسقاط ملف اللاجئين من طاولة المفاوضات، وإن هناك اتصالات مع دول العالم لإطلاعهم على خطورة هذا القانون، والتوجه إلى محكمة العدل الدولية لتقديم رأى كامل حول اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وحول هذا القانون لمعرفة موقفه، خاصة أنه يدمر كل ما سعت الأمم المتحدة لتطبيقه!

والحقيقة أن رد الفعل الفلسطينى يثير الدهشة، فهل ما زالوا يعتقدون فى السلام مع إسرائيل بعد كل الإجراءات التى تقوم بها على أرض الواقع من مصادرة وتجريف لأراضى الفلسطينيين وتهويدها وهدم منازل المقدسيين وتهجيرهم وعدم الموافقة على إعطائهم تصاريح للبناء وإقرار قانون منع رفع الأذان وإقامة المستوطنات الجديدة مع توسعة ما هو قائم؟! كل ذلك على مرأى ومسمع العالم، ولم يصدر فعل واحد «لاجم» لممارساتها. والغريب أن الفلسطينيين ما زالوا يطالبون بتطبيق القرارات الأممية والقوانين الدولية، ويسعون لإطلاع دول العالم على خطورة كل قانون تسنُّه إسرائيل لمصلحة وجودها وهويتها!

فى الماضى كان المطلب الإسرائيلى الاعتراف بإسرائيل ونبذ الإرهاب كشرط للتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية، أما الآن فقد انتقلت إسرائيل إلى مطلب الاعتراف بيهودية الدولة كتعبير عن حق تقرير المصير لشعب تربطه بما يسمى أرض إسرائيل علاقة «حق تاريخى». وهى تطرح هذا المطلب منذ فترة كشرط للحل الدائم الذى لا يبدو أنه سيرى النور فى ظل التراجع الخطير الذى تشهده القضية الفلسطينية والمنطقة العربية متزامناً مع التصعيد الإسرائيلى الأمريكى ضد الفلسطينيين تمهيداً لإتمام «صفقة القرن» المنتظرة، وإذا كانت إسرائيل دولة الأبارتهايد العنصرية بامتياز فإن ما تفعله يجعله حقاً لها، مع تجاهل المجتمع الدولى لجرائمها المستمرة فى الأراضى المحتلة وعدم قدرته على ردعها، مصحوباً بالدعم الأمريكى اللانهائى، ومؤخراً دخول روسيا كلاعب رئيسى، بعد أن أرسل «بوتين» وزير خارجيته ورئيس الأركان للقاء عاجل مع «نتنياهو» فى القدس المحتلة، ما يضع علامات استفهام على التطورات فى المنطقة، فضلاً عن غياب الرؤية الوطنية لدى القيادات الفلسطينية وعدم تدارك خطورة الانقسام ورفض المصالحة والوحدة الوطنية لمواجهة هذه المخططات العنصرية الاستعمارية التى فاقت فى عنصريتها نظام الأبارتهايد فى جنوب أفريقيا.

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الجديد فى «قانون القومية» ما الجديد فى «قانون القومية»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon