توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«شهيدة الإنسانية» ولحظة العبور إلى الحقيقة

  مصر اليوم -

«شهيدة الإنسانية» ولحظة العبور إلى الحقيقة

بقلم-جيهان فوزى

جنازة مهيبة وقلوب حزينة وعيون باكية انطلقت تجوب شوارع مدينة خان يونس جنوب غزة تودع شهيدة الإنسانية «رزان النجار» المسعفة الفلسطينية المتطوعة التى دفعت حياتها ثمناً لمداواة جراح مصابى مسيرة العودة، ذهبت رزان 21 عاماً واختفت ابتسامتها البريئة التى كانت تخفف آلام الجرحى وتضمد أوجاعهم منذ انطلاق مسيرات العودة فى غزة، ابتلع الموت حيويتها ونشاطها وطموحها وتفاؤلها بغد أفضل ستشرق عليه شمس الحرية يوماً ما، هل كانت تتوقع وداعها بهذه الحفاوة؟ هل كانت على موعد مع من سبقوها من الجرحى الذين داوتهم ولم تكتب لهم النجاة؟ هل فكرت يوماً وهى تؤدى واجبها الإنسانى الشجاع على خط المواجهة بأن ثمة رصاصة ربما تخطئ طريقها لتستقر فى جسدها النحيل؟ هل تخيلت هذا اليوم فوجف قلبها لثوان مترددة، فتباطأت عن الاندفاع نحو المواجهات لتتفادى الرصاص الذى يمر فوق رأسها؟ لم يحدث. ولم تتردد لحظة فى تلبية نداء الواجب وإسعاف المصابين مهما اقترب منها الخطر والتف حول عنقها ليخنقها، بل كانت لا تعرف الخوف ولا تهاب الموت! تلك هى رزان التى يعرفها الجرحى والمسعفون والأطباء وزملاؤها وأسرتها، كان حلمها أن تعود إلى مسقط رأسها فى قرية سلمة قضاء مدينة يافا المحتلة، لكن القدر لم يمهلها، فرصاص الغدر الذى اخترق صدرها قضى على حلمها فى العودة، وتركت مفتاح العودة لمن يحمل الراية من بعدها.

جيش الاحتلال يتهم حماس بالمسئولية عن استشهادها والادعاءات جاهزة، فهناك مسلحون فلسطينيون كانوا يهاجمون قواته على طول الحدود بالرصاص وقنبلة يدوية؟! نيكى هايلى، مندوبة أمريكا فى الأمم المتحدة، تبرر لإسرائيل جرمها المشهود متذرعة بأنها فى حالة دفاع عن نفسها وحدودها من إرهاب حماس، وهى الوحيدة التى رفعت يدها بالموافقة على مشروع يدين حماس لم يوافق عليه أحد، فكان مشهداً يدعو للخجل! ولم تكترث لإصرار جيش الاحتلال على خرق كل المعاهدات الدولية والاتفاقات التى تسعى لحماية المسعفين أوقات النزاعات، فتعطى لنفسها الحق بالتصويت ضد أى إجراء يعاقب دولة الاحتلال بحق النقض «الفيتو»! بينما الجامعة العربية تشجب وتستنكر وترفض، ومواقع التواصل الاجتماعى تشتعل غضباً وحزناً وإشادة بمناقب «الشهيدة الملاك»، وبعدها يمر المشهد سريعاً ويطويه النسيان، فهناك ملفات أهم وأخطر لينشغل بها العالم عن «توافه» مسيرات العودة وسقوط الشهداء والجرحى بالآلاف منذ انطلاقتها فى شهر مارس الماضى!! ملف إيران النووى وحرب تقسيم وتفتيت سوريا وجنون التصريحات المتخبطة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وآخرها التى يتهم بها كندا بأنها خطر على الأمن القومى الأمريكى! فالعالم كله يجب أن يدور فى الفلك الأمريكى وإلا فالعصا تسبق الجزرة.

لائحة طويلة من الإعدامات الميدانية التى ينفذها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين تعبر عن هويته الإرهابية، ويبدو أن هذه الجرائم وفقاً للمعيش فى عالمنا الذى لا يعترف إلا بسياسة القوة وفرض الأمر الواقع، فإن القضية الفلسطينية تلفظ أنفاسها بعد أن أصبحت ردود الفعل لا تخرج عن الشجب والإدانة وقرارات أممية مصيرها الأدراج المهملة، فلا بأس من بعض دموع تذرفها العيون، وما إن ينتهى المشهد الجنائزى المهيب الذى يوجع القلوب يذهب كل إلى طريقه ومحطته المجهولة فى رحلة الانتظار، أما شهيدة الإنسانية «رزان النجار» التى لأول مرة يكتب موقع فيس بوك المنحاز لإسرائيل على صفحتها جملة «رزان فى قلوبنا»! فى سابقة لم تحدث من قبل، فإن هذا الإجراء يعد الأول من نوعه! أن يكتب موقع فيس بوك على صفحة شهيد فلسطينى استشهد برصاص قوات الاحتلال جملة من هذا النوع لهو دليل دامغ على مصداقية الحدث وبشاعة الجرم الإسرائيلى الذى تجاوز كل المواثيق والأعراف الدولية، الشهيدة «المسعفة رزان» لن تكون الأخيرة وكذا دماء الأبرياء فى يوم العودة المنتظر.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شهيدة الإنسانية» ولحظة العبور إلى الحقيقة «شهيدة الإنسانية» ولحظة العبور إلى الحقيقة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon