توقيت القاهرة المحلي 20:57:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى البدء كانت «عُمان»

  مصر اليوم -

فى البدء كانت «عُمان»

بقلم-جيهان فوزى

«صفقة القرن» تحط أوزارها كما الحرب على كاهل الشعب الفلسطينى، بتخطيط أمريكى- إسرائيلى وتنفيذ عربى بامتياز.. كيف ولماذا؟! سؤال ينطوى على الكثير من التعقيد، نتنياهو منذ زمن يتباهى بإقامة إسرائيل علاقات سرية مع دول عربية، وتأتى تصريحاته المتكررة للفت الانتباه إلى تسابق الدول العربية لبناء علاقات قوية مع إسرائيل، فعلى حد تعبيره تتمنى كل الأنظمة العربية أن تكون لها ميزة القربى أكثر من غيرها!

إن هدف إسرائيل من وراء ذلك واضح لإحباط الشعوب العربية والزج بها فى قفص الاستسلام لفكرة أن إسرائيل باتت واقعاً لا مفر منه، لكن ما هو هدف الأنظمة والحكام العرب؟ قال نتنياهو فى أحد تصريحاته الصحفية: «عندما تكون لإسرائيل والدول العربية الرئيسية رؤية واضحة لا بد من التنبه. هذا يعنى أن هناك شيئاً ما يحصل». وللأسف فإن أغلب الدول العربية مهيأة لعلاقات علنية مع إسرائيل، لأنها تشعر أنها مهددة من إيران وليس من إسرائيل، ولم تعد الاتصالات بين دول خليجية -خصوصاً السعودية والإمارات- طى الكتمان والسرية بعد ظهور تسريبات إسرائيلية تكشف عن وجود علاقات تتجاوز الاتصالات مع دول عربية لا ترتبط معها باتفاقيات سلام، لكن المشترك فى تلك العلاقات أنها ضد عدو مشترك هو (إيران). تلك الاتصالات التى تجرى بصورة غير معلنة هى أوسع نطاقاً من تلك التى جرت فى أى حقبة سابقة من تاريخ إسرائيل. بدأ نتنياهو يكشف علناً عن اتصالاته بالدول العربية التى لا تربط بلاده علاقات دبلوماسية معها، ففاجأ العالم بزيارة علنية إلى سلطنة عُمان الشهر الماضى، ورغم أن الطرح الرسمى للزيارة لا يعدو كونه رغبة السلطنة فى مساعدة الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى دون لعب دور الوسيط للتقارب باتجاه مفاوضات التسوية السلمية، ورهان عُمان على الولايات المتحدة ومساعى رئيسها ترامب باتجاه «صفقة القرن»، فإن نتنياهو يرى أن الزيارة تثبت أن نهجه الإقليمى يؤتى ثماره ويهمش الرئيس الفلسطينى محمود عباس، فالزيارة لم تقتصر على الموضوع الفلسطينى، بل تبين دور مسقط كقناة خلفية محتملة مع إيران ربما فيما يتعلق بسوريا.

أما البحرين، وهى على قائمة زياراته المرتقبة، فهى تدعم دور السلطنة فى محاولة لإقرار السلام الفلسطينى الإسرائيلى، كذلك السعودية التى ترى أن عملية السلام العادل هى مفتاح التطبيع مع إسرائيل، حيث يروج نتنياهو والإدارة الأمريكية لفكرة أن تقاطعاً جديداً للمصالح بين إسرائيل وبعض الدول العربية يمكن أن يقود إلى هيكلة دبلوماسية إقليمية، فيما كانت محطة الزيارة الثانية لنتنياهو «تشاد»، وهى الجمهورية الإسلامية التى أغلقت باب العلاقات الرسمية وغير الرسمية نهائياً مع إسرائيل قبل 40 عاماً وانحازت حينها إلى موقف الدول العربية والإسلامية الموحد الذى طالب بقطع كل الاتصالات معها فى أعقاب حرب 1973، فلم يعد الباب التشادى مغلقاً فى ظل التطورات السياسية المتسارعة فى المنطقة والتقارب الواضح مع إسرائيل ضمن قطار التطبيع الذى وصل إلى محطات مهمة داخل بعض الدول، ودفع تشاد لتغيير موقفها وترك الباب مواربا لدخول الهواء الإسرائيلى فى أجوائها بأمر من الرئيس التشادى «إدريس ديبى اتنو»، فكشفت القناة الإسرائيلية الثانية عن أن تشاد تقيم علاقات مع إسرائيل منذ ثلاثة أشهر، وفى حال وصلت للتطبيع الرسمى فمن المتوقع أن تتبعها علاقات مماثلة مع دول أفريقية مسلمة مثل مالى والنيجر، ونجاح إسرائيل فى اختراق القارة السمراء خلال الفترة المقبلة سيكون عبر بوابة تشاد، واختراق أفريقيا يبدأ منها لأنها تمثل بوابة الدول العربية كالجزائر وليبيا وغيرها وهذه سياسة الاحتلال الإسرائيلى، فضلاً عن أن تشاد لن تكون عربية وفلسطينية أكثر من العرب والفلسطينيين بعد انهيار السد العربى المنيع ضد التطبيع. تبدو السلطة الفلسطينية عاجزة وفى أضعف حالاتها، تراقب تطور العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية بقلق بالغ، كالاتصالات الجارية مع السودان والبحرين وتجدد العلاقات مع تشاد، محاوِلةً لجم هذا التقارب. لكن كيف يحدث ذلك فيما يتجاوزها الجميع سياسياً ودبلوماسياً؟!

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى البدء كانت «عُمان» فى البدء كانت «عُمان»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon