توقيت القاهرة المحلي 10:22:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذكرى شهدائنا الأقباط فى ليبيا

  مصر اليوم -

ذكرى شهدائنا الأقباط فى ليبيا

بقلم - فاطمة ناعوت

تحلُّ بعد يومين ذكرى عودة رفات شهدائنا الأقباط فى مذبحة «سِرت» الليبية إلى تراب أرضنا الطيبة، حتى تقرَّ جثامينُهم الطاهرةُ فى حضن أمِّهم مصرَ. «ولا تَحسبَنّ الذين قُتلوا فى سبيلِ الله أمواتًا، بل أحياءٌ عند ربِّهم يُرزقون». واحدٌ وعشرون شريفًا من عمّال مصر تغرّبوا عن ديارهم وأهليهم ليسافروا إلى ليبيا، علّهم يعودون ببعض المال لتعليم أطفالهم ورعايتهم.. لكنهم ما عادوا؛ بل صعدت أرواحُهم للسماء وهم أعزّاء رافعو الرأس لا يهابون الموت فى سبيل الله والوطن. نحرت أعناقَهم يدُ داعش الخرقاءُ الخؤون فى فبراير ٢٠١٥، وعادت رُفاتهم إلى أرض الوطن فى ١٥ مايو ٢٠١٨. يوم استشهادهم أعلن الرئيسُ «عبدالفتاح السيسي» الحدادَ الرسمى فى سماء مصر سبعةَ أيامٍ، وتوجه إلى الكاتدرائية لتقديم واجب العزاء فى أرواح أبناء مصر الكريمة، ثم عاد من فوره ليتابع بنفسه العمليات العسكرية الجوية المصرية التى دمرت عددًا من معسكرات ومناطق تمركز وتدريب داعش ومخازن أسلحتها وذخائرها فى ليبيا، ثأرًا لأرواح شهداء مصر.
وتردد فى أرجاء مصرَ بيانٌ شديدُ اللهجة من القيادة العامة للقوات المسلحة بتاريخ ١٦ فبراير ٢٠١٥، أعلن إتمامَ القصاص للشهداء، ويحملُ إنذارًا مخيفًا ووعيدًا لجميع التنظيمات الإرهابية التى تستهدفُ الأرواح المصرية داخل مصر وخارجها. ومازالت كلماتُ البيان محفورةً فى ذاكرتى: (تؤكد القواتُ المسلحة المصرية أن الثأرَ للدماء المصرية حقٌّ واجبُ النفاذ. وليعلم القاصى والدانى أن للمصريين درعًا تحمى وتصون أمنَ البلاد، وسيفًا يبترُ يدَ الإرهاب والتطرف).. بيانٌ عسكرى سيادىّ عظيمٌ أشعرنا نحن المصريين بالأمان، إذْ يُظلِّلنا جيشٌ جسورٌ يحمى حدود الوطن، ويذود عن أرواحنا داخل الوطن وخارجه، ولا يسامحُ فى قطرة دم مصرية، لا مجال للمساومة بشأنها.

جاء الردُّ الجوى القاصم من قواتنا المسلحة ثأرًا لدم شهدانا فى ليبيا، استمرارًا وتأكيدًا على نهج الرئيس السيسى الجسور الذى أعلنه منذ يومه الأول فى الحكم: إن كرامة أى مواطن مصرى هى كرامة مصر وشرفها. كانت رسالة الرئيس السيسى واضحةً منذ يومه الأول فى الحكم بشأن مبدأ المواطَنة. فزيارة الرئيس المصرى التاريخية للكاتدرائية المصرية يوم ٦ يناير ٢٠١٥ وتوجيه كلمة إلى العالم لم تكن وحسب تهنئة لقداسة البابا وأقباط مصر بعيد الميلاد المجيد، بل كانت إيذانًا بعهد جديد من العدالة والمواطنة، يقف فيه رأسُ الدولة المصرية على مسافة متساوية من جميع المصريين كافة، مهما اختلفت عقائدهم.. إذ العقيدةُ شأنٌ خاصٌّ بين الإنسان وربه، بينما الوطنُ شأنُنا العام نحن جميع المواطنين، وهمّنا المشترك.

وتاريخنا المصرى العريق يشهد بأن تعاقُبَ الأديان على المصريين قد زرع فينا التسامحَ العقدىّ. فيذكر المؤرخون أن الأقباط المسيحيين كانوا يستعيرون فى أعيادهم البُسُطَ والشمعدانات من المساجد، مثلما كان الأقباطُ المسلمون يستعيرون الأشياء ذاتها من الكنائس فى أعيادهم. وكانت الأديان الثلاثة تنظّم موكبًا مقدسًا مشتركًا على ضفاف نيل مصر إن تأخر الفيضان، يتقدمه السلطان، ثم الخليفة، ثم قاضى القضاة ثم شيخ الأزهر ورجال الكنيسة المصرية وأحبار اليهود.. يتبعهم حَمَلَةُ الكتب المقدسة الثلاثة، ليتضرع الجميع إلى الله، كلٌّ عبر معتقده، حتى يفيض النيل وتزدهر البلاد.. هكذا أراد اللهُ لمصرَ، وهكذا أردنا نحن المصريين. هكذا كنّا، وهكذا سنظلُّ، إلى أن يستردّ الله الأرضَ ومَن عليها.

هنا أتذكر موقفًا رسميًّا كريمًا آخر كنتُ شاهدةً على أحداثه قبل سنوات، أحبطت فيه مصرُ مذبحةً أخرى خططها داعش لتصفية عمال أقباط آخرين فى ليبيا. راسلنى مواطنٌ مصرى يستغيث لإنقاذ شقيقه «رومانى طلعت سامى» وخمسة من أقربائه يعملون فى ليبيا فى مجال المعمار، فشلوا فى العودة لمصر بعد تفجيرات مطار طرابلس، وسطو بلطجيةٍ على أموالهم وجوازات سفرهم.. خافوا من الوقوع فى يد داعش إن عادوا برًّا. اتصلتُ بالسفير العظيم «بدر عبدالعاطى»، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية آنذاك، وخلال دقائق هاتفنى سفيرُنا المصرى لدى ليبيا د. «محمد أبوبكر»، للوقوف على تفاصيل الرسالة.. وعلى الفور، أرسلت لهم الخارجيةُ المصرية طائرةً خاصة انتشلتهم من ليبيا وعادوا سالمين إلى أرض الوطن العزيز الذى لم ولن يخذلنا. فى اليوم العالمى للعيش فى سلام ١٦ مايو، أدعو اللهَ أن يجعل شهداءنا جميعًا قربانًا لنهاية التطرف فى العالم على يد جيشنا المصرى العظيم. اللهم اربطْ بالصبر الجميل على قلوب أهالى شهدائنا الأطهار، وأحسن مقامهم فى فردوسك الأعلى، واحمِ جيشنا العظيم، واحفظ رئيسنا الجسور «عبدالفتاح السيسى»، الذى يحفظ كرامتنا ويشهرُ سبابةَ النذير فى وجه كل من يستهدف بالشرّ مواطنًا مصريًّا.

«تحيا مصر»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكرى شهدائنا الأقباط فى ليبيا ذكرى شهدائنا الأقباط فى ليبيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon