بقلم - فاطمة ناعوت
فى دعوة الناس للنزول والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية وشيكة الحدوث الشهر القادم بإذن الله، لا أودُّ أن أقولَ كلامًا استهلاكيًّا كلاشيًّا مكررًّا من قبيل: إن صوتنا حقٌّ لمصر علينا سداده، وواجبٌ وطنىّ نحو الوطن علينا تأديته، فتلك أبجديات الديمقراطية التى نعرفها جميعًا. بل أقول إن النزول الحاشد وذهابنا جميعًا كـ أُسرٍ وعائلات وأصدقاء وزملاء عمل إلى صناديق الانتخاب، ليس فقط يرسم «الصورة الحضارية» للمواطن المصرى الإيجابى على صفحات عيون العالم، بل كذلك، وهذا هو الأهم، يرسم «الصورة الحضارية» التى نحلم بها لأنفسنا على «صفحات عيوننا»، نحن المصريين، أمام أنفسنا وأمام مصرَ الطيبة التى أعطتنا السكن والأمان وتنتظر منّا أن نكبرَ بها ولها حتى نستحقَ شرف الانتماء إليها فنكون «مصريين»، وتلك نعمةٌ علينا الحفاظ عليها، بالعمل والفعل وليس بالشعارات والكلام. انزلْ وامنح صوتك لمَن تريد من المرشحين الأربعة. فإن ارتأيتَ أن اللحظة الراهنة تتطلب التغيير، فواجبك أن تنزل وتعلن هذا فى ورقة التصويت، وإن كنتَ ترى- مثلى- أن قائد الفترة القادمة هو الرجل الذى غزل ثوب مصر الجديدة على مدى عشر سنوات مضت بصبر وتعب وجد وكد وتضحية وثبات وحب لمصر والمصريين، وهو المرشح «عبدالفتاح السيسى»، فعليك النزولُ وإعلان ذلك فى ورقة التصويت، وعدم الارتكان إلى «كسل المطمئن».
فإن كنتَ تريد «السيسى» لفترة رئاسية قادمة عليك النزول وإعلان هذا فى صندوق الانتخاب. أقول هذا الكلام لأننى سمعتُ تلك العبارة كثيرًا من قرائى وأصدقائى فى معرض حديثى عن «الانتخابات الرئاسية» القادمة: «كلنا عاوزين السيسى فهو رجل المرحلة، فما جدوى الانتخابات؟!» ذاك هو «كسل المطمئن» الذى يرسم الصور المغلوطة للوطن فى أرقام صناديق الانتخاب. فإن كنتَ تريد هذا المرشح أو ذاك، انزل وقل هذا وامنح صوتك لمن تراه قادرًا على إكمال المسيرة. ولماذا أمنحُ صوتى للرئيس السيسى؟ هناك ألفُ سببٍ يجعلنى أمنحُ صوتى للمرشح الرئاسى: «عبدالفتاح السيسى» لفترة رئاسة قادمة حتى يكتملَ سطوعُ المشروع الحضارى التنموى الثقافى المشهود الذى أشرقت ثمارُه منذ لحظة غرس بذورها فى أرض مصر الخصبة الطيبة قبل عشر سنوات، يوم أهدانا اللهُ هذا الفارسَ العظيم مُنقذًا لمصر الطيبة فى لحظة مريرة شديدة الوعورة والخطورة والعسف، كانت فيها مصرُ تتجرّف تحت أقدامنا بمعاول الإخوان العمياء، وتخبو الحياةُ فى عينيها شيئًا فشيئًا، حتى كاد الوطنُ يضيعُ من بين أيدينا ونضيعُ معه، لولا رحمةُ الله التى أرسلت لنا فارسًا جسورًا ينقذها وينقذنا. هو الرجلُ النبيل الذى أحبَّ مصرَ وشعبَ مصر فحمل روحَه على كفيّه حتى حرّرها من المحتلّ التترى الإخوانى الذى رسم خطّة تسليمها للخراب والشتات، ثم حمل الفارسُ روحَه من جديد على كفيّه حتى حررها من الإرهاب الأسود الذى ضرب أنحاءَ مصرَ بعد تحريرها من الغول الإخوانى، ثم واصل الليلَ بالنهار على مدى سنواتٍ عشرٍ يرمِّم ما تهالكَ من جدران الوطن ويبنى ويشيد ويُعمّر، آخذًا بيد «المرضى» حتى يشفوا عبر مبادرات صحية مدهشة واعدة، لإيمانه بأن الصحة حقٌّ لكل إنسان وأن مصرَ تستحقُ أن ترفعَ لواءَ «وطنٌ بلا أمراض»، قريبًا بإذن الله، وآخذًا بيد «الفقراء» ليقدّم لهم «حياة كريمة» يستحقونها، لإيمانه بأن «المواطن المصرى» بأمر الدستور المصرى له حقُّ الحياة الكريمة، وآخذًا بيد «ذوى الهمم» ليمنحهم حقوقًا وطنية وإنسانية طال حرمانهم منها، وذلك لإيمانه بأن «ذوى الهمم» طاقةٌ هائلة علينا تفجيرُها بدلا من الركون والاستسلام إلى تعطيلها القَدَرى، وآخذًا بيد المشردين البلا-مأوى وأطفال الشوارع و«سكّان العشوائيات» المتهالكة المهدِّدة لحياتهم حتى يسكنوا مساكن صحية فى مدن مشرقة بنور الشمس والتحضّر بها: حدائقُ وملاعبُ ومكتباتٌ ووحداتٌ صحية ومدارسُ ودورُ عبادة كما ينبغى لأى تجمّع سكنى، وذلك لإيمانه بأن العيش فى مكان آدمى صحى هو أولى خطوات الكرامة وبناء الإنسان المصرى، ولإيمانه بأن «ظاهرة العشوائيات» التى استفحلت فى مصر بسبب الانفجار السكانى منذ سبعينيات القرن الماضى عارٌ لا يليقُ بمصرَ وآن وقت محوه من ذاكرة الوطن والارتقاء بحياة الناس.. وبكل أسف انتهت مساحةُ مقالى هنا، ولذا أُكملُ فى مقال قادم أسباب انتخابى لرجل صنع أمجادًا حقيقية فى سنوات قليلة، تُنبئ عن قادمٍ أجمل وأقوى. تحيا مصر.