توقيت القاهرة المحلي 10:54:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ميري كريسماس» يا أستاذ «أشرف يوسف»

  مصر اليوم -

«ميري كريسماس» يا أستاذ «أشرف يوسف»

بقلم - فاطمة ناعوت

هذا المقال بمثابة تهنئة خاصة، واعتذار وترضية للسيد المحترم «أشرف يوسف» سائق النقل، الذى أفسد فرحتَه برأس السنة وعيد الميلاد المجيد شخصٌ متطرفٌ موتور من الذين يفنون أعمارَهم فى «التنكيد» على خلق الله بمناسبة ودون مناسبة. السيد/ «أشرف يوسف» كتب على صفحتى تعليقًا حزينًا سوف أورده إليكم لتنظروا حجم الوجع والعتاب والدهشة من العقول المظلمة التى لم تزل تبثُّ الفتن فى مجتمعنا رغم قطعِنا شوطًا لا بأس به فى درب التنوير والتوعية المجتمعية بمبدأ العدالة والمساواة وتكريس قيم المواطنة فى «الجمهورية الجديدة». تعليقُه كان على بوست نشرتُه على صفحتى لتهنئة قرائى برأس السنة الميلادية الجديدة ٢٠٢٤، وأعياد الميلاد المجيد. وهذا نصُّ تعليقه:

«كل سنة وحضرتك بألف خير يا أستاذة فاطمة، وكل سنة وأسرتك الكريمة بألف صحة وسعادة. وإننى أستغيث بحضرتك التواصل معى لتقديم بلاغ إلى سيادة النائب العام لتقديم بلاغ رسمى فى أحد الأشخاص من أصحاب النفوذ لإشعاله نار الفتنة الطائفية فى مصرنا الحبيبة، حيث إن هذا الشخص يتعمد فى كل مناسبة مسيحية الإساءة إلينا ووصفنا بالكفار والمشركين ويعتمد أن يطفئ فرحتنا بأعيادنا، وآخر تنزيل على صفحته كان بالأمس. وأتوسل إلى شخصكم الكريم بتوجيهى إلى الجهات المختصة للتحقيق معه وحمايتى من بطشه وظلمه عند معرفته بتقديمى هذا البلاغ ولسيادتكم جزيل الشكر والعرفان. أنا أعمل سائقا على سيارة نقل وحاصل على دبلوم تجارة فقط. رجاء من حضرتك أن تعذرينى على عدم معرفتى الكتابة بشكل صحيح. لكننى أعلم جيدا أنك تشعرين بحالتى النفسية من أمثال هؤلاء الأشخاص. عندما أنظر إلى بلدى الجميلة وأجد رئيسها يحكم ويحمى كل المصريين ويحتفل مع شعبه فى جميع المناسبات الدينية والعامة وأجد فضيلة الإمام الأكبر يهنئنى هو وكل علماء الأزهر الشريف الذين يعلمون العالم كله تعاليم الإسلام الصحيحة والسماحة يبقى الناس دول مش مصريين. أرجو من حضرتك الاهتمام. وإخوتى المصريون المحبون أصحابى وجيرانى بمنطقتى الشعبية الجميلة بولاق أبوالعلا أقسم بالله العلى العظيم يهنئوننى ويتأذون ممن يحاولون تعكير صفونا وسلامنا.

والحقُّ أننى لا أعرف من هو الشخص المقصود فى تعليقه، ولا تعنينى معرفته. فـ«الاسمُ» لا يعنى الكثير، جوهر الحال هو «القلبُ الغليظ» الذى يمتلكه شخصٌ يستمرئُ كسر فرحة الناس فى أعيادهم، و«كسرُ الخواطر» لو تعلمون عند الله إثمٌ عظيم. هذا الشخص، أيًّا ما كان اسمُه أو لقبُه أو مكانتُه المجتمعية، لم يتربَّ على قيم الأخلاق القويمة وجوهر الدين الذى يأمرنا بالتهذّب مع الآخرين والفرح لفرحهم والحزن لأحزانهم وألا نجرح مشاعرهم وإدراك أن الدين لله والوطن لأبناء الوطن. هذا الشخصُ، مهما كان اسمُه، لم يتعلّم فى طفولته أن «الكلمة الطيبة صدقة»، وأن الكلمةَ نورٌ وبعضَ الكلمات قبور. هذا الشخص، أيًّا ما كانت نشأته، له أمٌّ فى الغالب تشبه الأم العجيبة التى كتبت كلمات عجيبة فى كتاب ابنها المدرسى يوم ٢٥ ديسمبر ٢٠١٨ فى درس «الأعياد المصرية». وإليكم قصتها.

فى كتاب المدرسة الرسمى مكتوب: «اقرأ القصة لتكتشف ما يحدث أثناء الأعياد المختلفة. ارسم صورة لما يحدث أثناء كل عيد، واختر عنوانًا لكل صورة». ثم تُقسّم الصفحة إلى قسمين. الأول مكتوبٌ فيه كلمات عن «عيد الفطر» وفى المساحة الفارغة رسم ابنُها التلميذُ الأطفالَ يطيّرون البالونات ويلعبون الكرة ويتأرجحون على الأراجيح. وفى القسم الثانى مكتوب ما يلى: «فى ليلة رأس السنة تحتفل الأسرة معًا، تنطلق الألعاب النارية فى السماء، ويرتدى الجميع ثيابًا جديدة زاهية الألوان. كما يحصل الأولادُ والبناتُ على حلوى وألعاب». فى المساحة الشاغرة، وبدلا من رسم التلميذ صورة للاحتفال، كتبتْ والدةُ الطفل رسالة تحذيرية عنيفة، (أنقلُها لكم بأخطائها الإملائية كما وردت، ومعذرة لذلك): «آسفة لعدم إتمام الواجب لأنه لا يوجد فى أعياد المسلمين عيد يسمى برأس السنة.

هكذا كتبتْ تلك الأمُّ التى قتلتِ طفولةَ ابنها!! وكأن الاحتفال بميلاد السيد المسيح، عليه السلام، يُخرجُ المسلمَ من عقيدته!، بينما من صحيح ديننا، نحن المسلمين، أن نؤمن به: «وجِيهًا فى الدُّنيا والآخِرةِ ومِن المُقَرَّبين» (آل عمران ٤٥)، مثلما نؤمن بعذرية أمّه البتول أطهر نساء العالمين التى اختصَّها القرآنُ الكريم بسورة كاملة باسمها الشريف! وكأن تلك الأمَّ تنسى كيف يحتفل المسيحيون معنا بشهر رمضان فيقيمون لنا مآدبَ الإفطار الرمضانى، وينتظر أولادُهم صائمينا على نواصى الطرق بالماء والتمر لنكسرَ صيامنا ويُزين أطفالُهم مع أطفالنا الشوارعَ بالزينات والفوانيس!.

عم «أشرف يوسف» العزيز أعتذرُ لك. ميرى كريسماس عليك وعلى أسرتك وعلى مصر الجميلة بشعبها الطيب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ميري كريسماس» يا أستاذ «أشرف يوسف» «ميري كريسماس» يا أستاذ «أشرف يوسف»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon