توقيت القاهرة المحلي 07:54:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجهُ إسرائيل القبيح ينكشفُ أمام العالم

  مصر اليوم -

وجهُ إسرائيل القبيح ينكشفُ أمام العالم

بقلم - فاطمة ناعوت

بوسعكَ أن تخدعَ كلَّ الناس بعضَ الوقت، وبوسعك أن تخدع بعضَ الناس كلَّ الوقت، ولكن ليس بإمكانك أن تخدع كلَّ الناس كلَّ الوقت». تلك الحكمة البليغة قالها الرئيس الأمريكى المثقف «إبراهام لينكولن». ولشدَّ ما تنطبق تلك العبارة على إسرائيل، منذ ميلادها عام ٤٨ دولةً غير شرعية غرست نفسَها عُنوةً وجبرًا في جسد الأرض العربية، وحتى بربريتها السفّاحة الراهنة مع أبناء فلسطين المدنيين العُزّل في قطاع غزّة، منذ ٧ أكتوبر الماضى، وحتى أجل يعلمه الله تعالى، نرجو أن يحلّ قريبًا. ضربت منظمةُ حماس الإخوانية العمياءُ إسرائيلَ خبطَ عشواءَ أحمقَ غير محسوب العواقب، فكالت إسرائيلُ الكيلَ بألف كيل وراحت تضرب وتقصف وتُفجّر وتفجُر، غيرَ مستهدفةٍ «حماسَ» الباغية، بل المدنيين المسالمين في قطاع غزّة!، وياللعجب!، وبعيدًا عن دهشتنا من عدم سقوط قتيل حمساوى واحد من بين الأحد عشر ألف شهيد فلسطينى الذين لقوا حتفهم منذ بدء القصف، وبعيدًا عن دهشتنا من هروب قادة «حماس» خارج فلسطين، حيث ينعمون بالأمان والرغد ويتركون أبناء غزة يسددون فاتورة حمقهم، وبعيدًا عن شكّنا أصلًا في منطق السيناريو العجيب كلّه منذ البدء، حيث حدث «الثالث المرفوع»، وهو اتفاق توجّهات «إسرائيل» (المُحتلة) مع توجهات «حماس»، (والمفروض أنها حركة مقاومة)، حيث اتفقا معًا (!) على فلسفة تهجير سكان غزة خارج وطنهم فلسطين، وبهذا تفرغ القضية من مضمونها، وهنا نفتح قوسًا كبيرًا ونضع عشرين علامة تعجب (!!!!)، بعيدًا عن كل هذا الجنون، إلا أن إسرائيل «المحتلّة» مازالت تلعب «دور الضحية» أمام المجتمع الدولى!!!!.

للوقاحة حدودٌ، لم يسمع عنها بنو صهيون فيما يبدو. خلال شهر وبضعة أيام، أسقطت الآلةُ العسكرية الإسرائيلية الغاشمة حوالى ١١ ألف شهيد فلسطينى، نصفهم من الأطفال، وأكثر من ٦٠ مدرسة ومئات الآلاف من الوحدات السكنية، ودمّرت أكثر من ١٠٠ منشأة صحية، والخراب طال كل شبر في قطاع غزة، ومع هذا يخرج «نتنياهو» أمام شاشات العالم ليتكلم بمنتهى التبجح عن «الحضارة»، معتبرًا إسرائيل ممثلة الحضارة في حربها ضد «الهمجية» الفلسطينية!!، ويعلن بغرور أن «حرب الإبادة» مستمرة، ويشكر الدول التي تناصرهم في حرب «التحضر»!!!، ونجحت بالفعل الآلة الإعلامية الإسرائيلية في خداع معظم دول أوروبا والعالم الغربى «لبعض الوقت». ولكن هيهات أن يستمر الخداع!. بدأ العالمُ ينتبه للإجرام الفاشى البغيض الذي تمارسه إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة. وبدأت تنطلق في جميع أنحاء أوروبا المظاهرات داعمة لفلسطين، مندّدة بالفاشية الإسرائيلية، مطالبة بالتوقف الفورى غير المشروط عن قصف قطاع غزة.

وفق السيناريو المُعلن، نعم «حماس» كانت الباغية يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، قصفت ثم اختبأت لكى يدفع ثمن بغيها مدنيون أبرياء، ولكن علينا ألّا ننسى أن «إسرائيل» هي الباغية والمحتلّة والغاصبة أرضًا والمعتدية على شعبٍ منذ خمسة وسبعين عامًا!.

رغم مرارة ما يجرى اليوم على أرض فلسطين الحبيبة، ورغم الدم الفلسطينى المُراق، إلا أن ثمرة هذا الوجع المرّ هو انتباه العالم اليوم إلى قضية الشعب الفلسطينى المغبون عقودًا طوالًا وحقهم الأصيل في وطن حرّ يكونون فيه شعبًا حرًّا ذا سيادة على أرضهم. وجهُ إسرائيل القبيح بدأ ينكشف أمام العالم الغربى، وهذا هو المغنم الحقيقى الذي أسفرت عنه هذه الحرب الفاشية. في النرويج، افترش المواطنون أرضية محطة القطار الرئيسية في «أوسلو» العاصمة، ورقدوا مثل جثامين رمزية، وغطّوا أنفسهم بأكفان من قماش «الحطّة الفلسطينية» الشهيرة، رمز المقاومة. وكان ذلك المشهد المهيب تنديدًا بحرب الإبادة التي تديرها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، الذي يتحول يومًا بعد يوم إلى شهداء يشيعون شهداء. وفى كوريا الشمالية وصفت الآلة الإعلامية الكورية «إسرائيل» بأنهم «قُطّاع طرق مُشرَّدون». ومن اليابان طافت سفينة تجوب العالم تحمل متظاهرين يابانيين يتوقفون في موانئ العالم ينددون بالوحشية الإسرائيلية ويطالبون بوقف إبادة أهل غزة، وعند رسوّ السفينة في ميناء بورسعيد، استقبلهم نقيب الصحفيين المصرى، السيد «خالد البلشى»، وشاركهم تظاهرتهم. وفى ميادين فرنسا وبريطانيا وأمريكا تخرج اليوم مظاهرات قوامها عشرات الآلاف من مواطنى الدول الثلاث ينددون بالإجرام الإسرائيلى ويدعمون أبناء فلسطين وحقهم المشروع في وطن آمن حر مستقل ذى سيادة، ويطالبون بوقف العدوان الصهيونى الحاقد والذى جاوز جميع الخطوط الحمراء. اليوم، بوسعنا أن نقول مطمئنين إن كل فرد «إسرائيلى» قد صار مستحقًا للقب «مجرم حرب» يستحق أن تُطبّق عليه عقوبات «مجرمى الحرب» كما تنصُّ عليها أدبيات العسكرية. هذا ما انتبه إليه العالمُ بأسره اليومَ، وتلك هي الثمرة الوحيدة التي حصدناها، فليس بوسع المخادع أن يخدع الناس كلهم طوال الوقت. أخى جاوز بنو صهيون المدى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجهُ إسرائيل القبيح ينكشفُ أمام العالم وجهُ إسرائيل القبيح ينكشفُ أمام العالم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon