توقيت القاهرة المحلي 15:38:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجهُ إسرائيل القبيح ينكشفُ أمام العالم

  مصر اليوم -

وجهُ إسرائيل القبيح ينكشفُ أمام العالم

بقلم - فاطمة ناعوت

بوسعكَ أن تخدعَ كلَّ الناس بعضَ الوقت، وبوسعك أن تخدع بعضَ الناس كلَّ الوقت، ولكن ليس بإمكانك أن تخدع كلَّ الناس كلَّ الوقت». تلك الحكمة البليغة قالها الرئيس الأمريكى المثقف «إبراهام لينكولن». ولشدَّ ما تنطبق تلك العبارة على إسرائيل، منذ ميلادها عام ٤٨ دولةً غير شرعية غرست نفسَها عُنوةً وجبرًا في جسد الأرض العربية، وحتى بربريتها السفّاحة الراهنة مع أبناء فلسطين المدنيين العُزّل في قطاع غزّة، منذ ٧ أكتوبر الماضى، وحتى أجل يعلمه الله تعالى، نرجو أن يحلّ قريبًا. ضربت منظمةُ حماس الإخوانية العمياءُ إسرائيلَ خبطَ عشواءَ أحمقَ غير محسوب العواقب، فكالت إسرائيلُ الكيلَ بألف كيل وراحت تضرب وتقصف وتُفجّر وتفجُر، غيرَ مستهدفةٍ «حماسَ» الباغية، بل المدنيين المسالمين في قطاع غزّة!، وياللعجب!، وبعيدًا عن دهشتنا من عدم سقوط قتيل حمساوى واحد من بين الأحد عشر ألف شهيد فلسطينى الذين لقوا حتفهم منذ بدء القصف، وبعيدًا عن دهشتنا من هروب قادة «حماس» خارج فلسطين، حيث ينعمون بالأمان والرغد ويتركون أبناء غزة يسددون فاتورة حمقهم، وبعيدًا عن شكّنا أصلًا في منطق السيناريو العجيب كلّه منذ البدء، حيث حدث «الثالث المرفوع»، وهو اتفاق توجّهات «إسرائيل» (المُحتلة) مع توجهات «حماس»، (والمفروض أنها حركة مقاومة)، حيث اتفقا معًا (!) على فلسفة تهجير سكان غزة خارج وطنهم فلسطين، وبهذا تفرغ القضية من مضمونها، وهنا نفتح قوسًا كبيرًا ونضع عشرين علامة تعجب (!!!!)، بعيدًا عن كل هذا الجنون، إلا أن إسرائيل «المحتلّة» مازالت تلعب «دور الضحية» أمام المجتمع الدولى!!!!.

للوقاحة حدودٌ، لم يسمع عنها بنو صهيون فيما يبدو. خلال شهر وبضعة أيام، أسقطت الآلةُ العسكرية الإسرائيلية الغاشمة حوالى ١١ ألف شهيد فلسطينى، نصفهم من الأطفال، وأكثر من ٦٠ مدرسة ومئات الآلاف من الوحدات السكنية، ودمّرت أكثر من ١٠٠ منشأة صحية، والخراب طال كل شبر في قطاع غزة، ومع هذا يخرج «نتنياهو» أمام شاشات العالم ليتكلم بمنتهى التبجح عن «الحضارة»، معتبرًا إسرائيل ممثلة الحضارة في حربها ضد «الهمجية» الفلسطينية!!، ويعلن بغرور أن «حرب الإبادة» مستمرة، ويشكر الدول التي تناصرهم في حرب «التحضر»!!!، ونجحت بالفعل الآلة الإعلامية الإسرائيلية في خداع معظم دول أوروبا والعالم الغربى «لبعض الوقت». ولكن هيهات أن يستمر الخداع!. بدأ العالمُ ينتبه للإجرام الفاشى البغيض الذي تمارسه إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة. وبدأت تنطلق في جميع أنحاء أوروبا المظاهرات داعمة لفلسطين، مندّدة بالفاشية الإسرائيلية، مطالبة بالتوقف الفورى غير المشروط عن قصف قطاع غزة.

وفق السيناريو المُعلن، نعم «حماس» كانت الباغية يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، قصفت ثم اختبأت لكى يدفع ثمن بغيها مدنيون أبرياء، ولكن علينا ألّا ننسى أن «إسرائيل» هي الباغية والمحتلّة والغاصبة أرضًا والمعتدية على شعبٍ منذ خمسة وسبعين عامًا!.

رغم مرارة ما يجرى اليوم على أرض فلسطين الحبيبة، ورغم الدم الفلسطينى المُراق، إلا أن ثمرة هذا الوجع المرّ هو انتباه العالم اليوم إلى قضية الشعب الفلسطينى المغبون عقودًا طوالًا وحقهم الأصيل في وطن حرّ يكونون فيه شعبًا حرًّا ذا سيادة على أرضهم. وجهُ إسرائيل القبيح بدأ ينكشف أمام العالم الغربى، وهذا هو المغنم الحقيقى الذي أسفرت عنه هذه الحرب الفاشية. في النرويج، افترش المواطنون أرضية محطة القطار الرئيسية في «أوسلو» العاصمة، ورقدوا مثل جثامين رمزية، وغطّوا أنفسهم بأكفان من قماش «الحطّة الفلسطينية» الشهيرة، رمز المقاومة. وكان ذلك المشهد المهيب تنديدًا بحرب الإبادة التي تديرها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، الذي يتحول يومًا بعد يوم إلى شهداء يشيعون شهداء. وفى كوريا الشمالية وصفت الآلة الإعلامية الكورية «إسرائيل» بأنهم «قُطّاع طرق مُشرَّدون». ومن اليابان طافت سفينة تجوب العالم تحمل متظاهرين يابانيين يتوقفون في موانئ العالم ينددون بالوحشية الإسرائيلية ويطالبون بوقف إبادة أهل غزة، وعند رسوّ السفينة في ميناء بورسعيد، استقبلهم نقيب الصحفيين المصرى، السيد «خالد البلشى»، وشاركهم تظاهرتهم. وفى ميادين فرنسا وبريطانيا وأمريكا تخرج اليوم مظاهرات قوامها عشرات الآلاف من مواطنى الدول الثلاث ينددون بالإجرام الإسرائيلى ويدعمون أبناء فلسطين وحقهم المشروع في وطن آمن حر مستقل ذى سيادة، ويطالبون بوقف العدوان الصهيونى الحاقد والذى جاوز جميع الخطوط الحمراء. اليوم، بوسعنا أن نقول مطمئنين إن كل فرد «إسرائيلى» قد صار مستحقًا للقب «مجرم حرب» يستحق أن تُطبّق عليه عقوبات «مجرمى الحرب» كما تنصُّ عليها أدبيات العسكرية. هذا ما انتبه إليه العالمُ بأسره اليومَ، وتلك هي الثمرة الوحيدة التي حصدناها، فليس بوسع المخادع أن يخدع الناس كلهم طوال الوقت. أخى جاوز بنو صهيون المدى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجهُ إسرائيل القبيح ينكشفُ أمام العالم وجهُ إسرائيل القبيح ينكشفُ أمام العالم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 13:18 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon