توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبناء الشيخ زايد.. في عيون مصر

  مصر اليوم -

أبناء الشيخ زايد في عيون مصر

بقلم - فاطمة ناعوت

«الشيخ زايد». كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى كتاب مصر، تمثلان لدى كل مصرى جملةً مفيدة حاشدة بالمعنى والتاريخ المضىء. يكفى أن نذكرَ عبارةَ: «… بن زايد» مُلحقةً باسم عَلَمٍ إنسان، لنُدركَ على الفور حجمَ القيم الإنسانية والوطنية الرفيعة التى تربّى عليها ذلك الإنسان. فجميعُ من اقترب من «الشيخ زايد»، رحمه الله، نهلَ من روحه الطيبة المفطورة على العطاء والتحضّر، فكيف بأبنائه الذين اغتنوا بتعليمه الشخصى، وأثروا بإرث الصفات الموروثة!.

نباركُ للشعب الإماراتى الشقيق انتخابَه سمو الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» رئيسًا لدولة الإمارات العربية المتحدة، خلفًا لشقيقه المغفور له سمو الشيخ «خليفة بن زايد»، الذى رحل عن عالمنا قبل أيام إلى رحاب الله.

أعلنت مصرُ الحدادَ أيامًا ثلاثة، وسافر الرئيسُ «عبدالفتاح السيسى» إلى الإمارات، لا لتقديم واجبِ العزاء وحسب، بل لتقبُّل العزاء مع أشقائه أبناء زايد فى رحيل الفقيد الكبير الشيخ «خليفة بن زايد». فنحن المصريين تربطنا بأبناء زايد وشائجُ حب عميق وقُربى، تمتد إلى عقود قديمة مع ميلاد الاتحاد الإماراتى عام ١٩٧١ على يد القائد العربى الاستثنائى الشيخ «زايد آل نهيان»، رحمه الله تعالى وأحسن مُقامه فى عليّين، لقاء ما قدّم لوطنه الشقيق وللعروبة ولمصر الطيبة وللإنسانية بشكل عام. تجلّت محبةُ الشيخ زايد وأبنائه لمصرَ فى كل محكٍّ خاضته مصرُ فى السلم والحرب، فى العسر واليسر. فى حربنا مع إسرائيل عام ١٩٧٣ كان للشيخ زايد وأبنائه مواقفُ تاريخيةٌ لا تُنسى. وفى حربنا مع الاحتلال الإخوانى المقيت وجميع ما مررنا به من إرهاب ومحاولات خؤون لتدمير مصر، وحتى لحظتنا المشرقة مع «الجمهورية الجديدة»، كان لأبناء زايد مواقفُ راقيةٌ لا تُنسى. والحقُّ أن جميع أبناء زايد قد ساروا على النهج الحضارى الإنسانى الرفيع الذى رسم معالمَه والدُهم الكريم، فأكملوا مشوار التشييد الحضارى والاستثمار فى الإنسان على ذلك النحو المدهش الذى نلمسه فى دولة الإمارات العربية الشقيقة، قيادةً وشعبًا، حتى صارتِ الإماراتُ خلال عقود قليلة أحد أعظم وأرقى دول العالم وأكثرها تحضرًا وإنسانية وتسامحًا، بفضل حكامٍ وقادة أتقنوا «صناعة الحضارة وبناء الإنسان». لهذا أحبهم شعبُهم، واحترمهم العالمُ بأسره، وصاروا نموذجًا يحذوه كلُّ قائدٍ يقرر الارتقاء بشعبه ووطنه.

تعلّم أبناءُ زايد من أبيهم أن بناء منظومة الوطن يبدأ من المعايشة اليومية للناس والوقوف على همومهم ومشاكلهم وأحلامهم، ثم ترجمة تلك الأحلام إلى قرارات تنموية تعلو بالوطن وتشدُّ عودَ «الإنسان»، الذى يراه الحاكمُ الإماراتى دائمًا «أثمنَ الكنوز» التى يُستثمرُ فيها. لهذا كانت «سعادةُ ورفاه» المواطن الإماراتى والوافدين من أولويات القيادة الإماراتية، صِنوًا وصَونًا للنهج الحضارى الطيب الذى أسّسه الشيخ زايد، وسار على دربه أبناؤه قادةُ الإمارات جميعُهم. فالشاهدُ أن الإمارات العربية قد أسّستْ دعائمَ نهضتها منذ اتحادها دولةً واحدة عام ١٩٧١، على رعاية «الإنسان» عقلا وجسدًا، بالنهوض بالتعليم والبحث العلمى والصحة والإسكان والرعاية الاجتماعية وتأمين المستقبل وتشييد الحضارة العصرية من أجل تحقيق السعادة لكل من يمر على/ أو يقطن فى تلك الأرض الطيبة. فجميعُ أبناء زايد، كلٌّ فى موقعه من السلطة، مشهودٌ لهم بالعطاء الإنسانى والخلق الطيب والتواضع والتباسط مع المواطنين والوافدين، مثلما هو مشهودٌ لهم بحسن التخطيط والقيادة العصرية والتفكير خارج الصندوق والحسم فى مواجهة التطرف والعنصرية، حتى صار المواطن الإماراتى نموذجًا عالميًّا للتسامح وحسن الخلق.

من القاهرة، نقدم خالص العزاء والمواساة القلبية للشعب الإماراتى الشقيق فى رحيل «الشيخ خليفة بن زايد» الذى لا ننسى له وقوفه معنا على جبهتنا المصرية فى حرب أكتوبر ٧٣، ونبارك لهم عهدهم الجديد مع «الشيخ محمد بن زايد»، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ونرجو لهم مزيدًا من التحضر والرغد. فنحن فى مصرَ نعرفُ قيمة أبناء زايد ونقدّر مواقفهم الكريمة تجاه مصر، والعروبة، وتجاه الإنسانية بوجه عام، بالقدر الذى يضيقُ عن ذكره مقالٌ ومقالاتٌ، مثلما ضاق عن حصره كتابى الذى خططتُه على مدى شهور ثمانية أقمتُها فى دولة الإمارات العربية المتحدة عام ٢٠١٦، وصدر فى العام التالى عن «دار روافد» المصرية بعنوان: «إنهم يصنعون الحياة- بناءُ الإنسان فى الإمارات».

وتشرّف الكتابُ بتصدير راقٍ بقلم سمو الشيخ «عبدالله بن زايد آل نهيان»، وزير الخارجية فى دولة الإمارات العربية.

اللهم أحسنْ مُقامَ «الشيخ خليفة بن زايد» فى فردوسك الأعلى وأحسنْ عزاء أشقائه وأبنائه وشعبه، وبارك مسيرتهم الحضارية الطيبة القادمة تحت قيادة سمو الشيخ «محمد بن زايد» حفظه الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبناء الشيخ زايد في عيون مصر أبناء الشيخ زايد في عيون مصر



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon