توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسيحيون.. يغنّون لعيد الفطر

  مصر اليوم -

مسيحيون يغنّون لعيد الفطر

بقلم - فاطمة ناعوت

نستقبلُ «عيدَ الفطر المبارك» في جمهوريتنا الجديدة ونحن نشكرُ اللهَ على «نعمة الوطن»، الذي يعلو يومًا بعد يوم ويزدادُ قوةً واستقرارًا رغم محاولات جبهة الشرِّ بين الحين والحين لغرس بذور الشِّقاق وإشعال بارود الفتن؛ حقدًا على مصرَ وحسدًا لوحدة صفّ المصريين شعبًا واحدًا حول قائد استثنائى عظيم تتمناه شعوبٌ كثيرة، أنقذ مصرَ من براثن الخاطفين ثم راح يُرمّم صدوعها ويشيد دعائمها على قيم المواطنة والعلم والعدالة والتحضر.

على هواتفكم ابحثوا عن أغنية «غنيتُ مكةَ»، وأنصتوا إلى صوت فيروز السماوى يشدو: (غنيتُ مكة أهلَها الصيدا/ والعيدُ يملأ أضلُعى عيدا/ فرحوا فلألأ تحت كلِّ سمًا/ بيتٌ على بيتِ الهُدى زِيدا/ وعلى اسم ربِّ العالمين/ علا بُنيانُهم كالشَّهبِ ممدودا/ يا قارئَ القرآنِ صَلِّ لهم/ أهلى هناك وطَيِّبِ البِيدا/ مَن راكعٌ ويداه آنستا/ أنْ ليس يبقى البابُ موصودا/ أنا أينما صلّى الأنامُ/ رأتْ عينى السماءَ تفتحت جودا/ لو رملةٌ هتفتْ بمبدعها شجوًا/ لكنتُ لشجوها عودا/ ضجَّ الحجيجُ هناك فاشتبكى بفمى هنا يا وُرْقُ تغريدا/ وأعزَّ ربّى الناسَ كلَّهمُ/ بيضًا فلا فرّقتَ أو سُودا/ لا قَفرةٌ إلا وتُخصِبُها/ إلا ويُعطَى العطرَ لا عودا/ الأرضُ ربى وردةٌ وُعِدَت بكَ أنت تقطفُ/ فاروِ موعودا/ وجمالُ وجهِك لا يزالُ رجًا يُرجى/ وكلٌّ سواهُ مردودا).

تأملوا كلماتِ الأنشودة الإسلامية العذبة التي تُلخصُ «رسالة المحبة والتنوير» التي نحاولُ تكريسَها تحت مظلة الإنسانية. تصوروا أغنيةً عن مكّة المكرمة والقرآن الكريم ومشاهِد ركوعنا وسجودنا وحَجّنا وحجيجنا وأعيادنا الإسلامية، كتبها ولحّنها وعزف موسيقاها وشدا بها.. «مسيحيون»!. ذاك هو الجمال والتحضر و«الكود الأخلاقى» الرفيع الذي نصبو إليه دائمًا في رسالة التنوير. القصيدة البديعة: كتبها «سعيد عقل»، ولحّنها الأخوان «عاصى ومنصور رحبانى»، وعزفها أوركسترا وكورالُ الرحابنة، وغنّتها «جارةُ القمر» فيروزةُ الكوكب «نهاد حدّاد»، المعروفة باسم «فيروز»، وجميعُ مَن سبق عباقرةٌ «مسيحيون» أحبوا الله فأحببهم اللهُ في جميع خلق اللهِ مهما اختلفت عقائدُهم. كلما سمعتُ تلك الأغنية أتأملُ الفكرة من ورائها وأتأكدُ أن التنوير قادرٌ على صياغة المجتمع على النحو الصحى، النقىّ من الأدران العنصرية، وأن القوى الناعمة إذا أُحسِن توظيفُها، قادرةٌ على النهوض بالبشر فكريًّا وأخلاقيًّا. الفنّان «الحقيقى» يجيدُ صناعة الفن مضفورًا «بالحق والخير والجمال»، وتلك هي رسالة التنوير التي نرجوها. تُفرّقنا المصالحُ والسياسات أحزابًا وتكتلاتٍ وشِيعًا وجبهات وأغنياءَ وفقراء ويمينًا ويسارًا وبيضًا وسودًا وصُفرًا وأقرباءَ وغرباء وأكثريات وأقليات ومواطنين ووافدين ولاجئين، وتُشتتنا الطائفياتُ: طوائفَ ومذاهبَ ونِحلًا ومِلَلًا وحروبًا خاسرة لجميع أطرافها.. ولا يجمعُ شتاتنا تحت مِظلّة الإنسانية إلا التنويرُ والتحضّر والحب.

بعد انتهاء شهر الصوم الفضيل، أهديكم في عيد الفطر المبارك أغنيةً أخرى شدا بها صوتٌ مسيحى آخر هو عظيمُ الغناء: «وديع الصافى» يغنى لشهر رمضان: «شهرنا السمحُ قد بدا/ خيّرًا يغدقُ الندى/ يمنحُ الطِيبَ والسنا/ يرسلُ النورَ والهدى/ يسعدُ المؤمنَ الذى/ نالَ بالصومِ مقصدا».

هذا عيدُ الفطر المبارك، أعاده اللهُ علينا بالبركة والمغفرة. والعامَ القادم بإذن الله يعاودنا العيد، وقد رفعَ الله عن البشرية الجوائح والحروب ومَنَّ برحمته على العالمين. اللهم تقبّلْ صيامَنا مسلمين ومسيحيين واستجبْ لدعوات قلوبنا واحمِ مصرَ من أهل الشرّ الذين يكيدون لها ويكرهون نهضتَها المشهودة التي صدق بها الرئيسُ السيسى وعدَه؛ حين قال لنا في بداية عهده: (مش عاوزين نجرى بس، عاوزين نقفز عشان نعوّض ما فاتنا). وهذا بالفعل ما نشهده بعيوننا على مدار الساعة في جميع ربوع مصر من عجلة تنمية مستدامة تتواثب في ثقة وطموح في جميع مناحى الحياة ولا تتوقف ولن تتوقف؛ بل تُدهشُ العقول وتملأ قلوبَ المصريين بالثقة في غدٍ وشيك مُشرق يبهر عيونَ الدنيا بإذن الله. كلُّ عامٍ ومصرُ أبهى وأجمل كما يليقُ باسمها العظيم العريق المتجذِّر في أولى صفحات كتاب التاريخ.

التوحدُ على مبدأ الإنسانية والمواطَنة هو السُّلَّم المتين الذي ترتقى به الأوطانُ على دَرَج النهوض والتقدم. بينما نصالُ الشتات والتنمّر والغلظة والتناحر الطائفى تنخرُ كما السوس في جسد الإنسانية والأوطان حتى تتهاوى المجتمعات وتموت. لهذا حرص الرئيس «عبدالفتاح السيسى» منذ توليه الحكم عام ٢٠١٤ على تكريس مبدأ العدالة والمواطنة وإخماد نيران الفتن لأنه يدركُ أن تلك هي اللبنةُ الأولى التي بها يُشيّدُ «الجمهورية الجديدة» على أسس حضارية محترمة وراقية. عيد فطر مبارك على مصر والعالم، وكل عام ومصرُ بهيةٌ مشرقة تثبُ نحو النور والرخاء بخطى رشيقة واسعة. «الدينُ لله والوطنُ لمَن يحبُّ الوطنَ، وتحيا مصر».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسيحيون يغنّون لعيد الفطر مسيحيون يغنّون لعيد الفطر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon