توقيت القاهرة المحلي 08:29:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذوو الأنوفِ الطِوالِ.. تنمَّروا على المجرمين!

  مصر اليوم -

ذوو الأنوفِ الطِوالِ تنمَّروا على المجرمين

بقلم - فاطمة ناعوت

أنوفُهم طويلةٌ كما الأبد، معقوفةٌ مُدبّبةٌ كما أنيابِ الكَمَد، ودون حقٍّ أو سند، يغرسون أنوفَهم في كل أرضٍ كما وتد، لا يترأّفون بأمٍّ ولا شيخٍ ولا ولد، ولا يستذئبون على لصٍّ ولا قاتلٍ ولا خائنِ بلد، بل على مسالمين عُزّل لم يجوروا على أحد!.

عن «المتنمرين ثقلاء الظلّ» أتحدثُ. الفعل: «تنمَّرَ»، والجذر اللغوى: «نَمِرَ»، ومعناه: «ساءَ خُلُقُه»، يعنى بالبلدى: «قليل الأدب مش متربى»!، والمقابل لـ«المتنمر» هو «المتحضِّر» لأن أحد تعريفات «الحضارة» هو: «رقّة التعامل مع الآخر». ولهذا فكل متنمر هو بالضرورة شخصٌ همجىٌّ غيرُ متحضر. تراهم في كل التوافه حاضرين يتصدّرون المشهد، شاغرين عن أي عمل مفيد، فهم يدركون أنهم من هامش المجتمع غير المفيد، ولا يُشعَر بغيابهم إن غابوا؛ لهذا يعمدون إلى إثبات حضورهم ولفت الأنظار عن طريق التنمّر والتطاول واستخدام أرخص المعاجم وأعلى الأصوات؛ لكى نترك ما في أيادينا من جادّ الأعمال، وننظر صوبهم، وهذا عينُ مَرامهم، فهم دون الضجيج والتنمر غيرُ مرئيين لأن لا منجزَ لهم ولا قيمة.

سلاحهم ليس العلم ولا العمل ولا الكدّ ولا الإنتاج، بل هو «المعجمُ الرخيص وثقلُ الظلّ»، وفقط. وظيفتهم على المدفع ليست «بوررم» حتى نضحك كما ضحكنا مع «إسماعيل ياسين»، فكما أسلفنا هم ثقلاءُ الظل، إنما وظيفتهم الوحيدة: «كسر الخواطر» بدلًا من «جبر الخواطر المكسورة»، كما يفعل المتحضرون النبلاء، بل تمتد جرائمُهم حتى تصل إلى «القتل» العمد مع سبق الإصرار والترصّد. ولا أقصد «القتل المعنوى»، بل أقصد «القتل الحقيقى»، أي «إزهاق الروح» حرفيًّا، عبر التنمر، وسأسوق لكم المثال خلال هذا المقال.

-«ولماذا تكتبين هذا المقال بسَوط وعصا بدلًا من كتابته بالقلم؟!، ألستِ تتنمرين عليهم الآن، بينما تنتقدين التنمُّر؟!». سؤال افتراضى موجّهٌ لى. وإجابتى: «نعم. بالفعل أنا أتنمَّرُ عليهم الآن. ذاك أن التنمّرَ على المُتنمّر مشروعٌ وحلال بلال، بل هو واجبٌ قومى؛ حتى يذوقوا الكأسَ التي يُذيقون للناس؛ فكلُّ ساقٍ سيُسقى بما سقى. مادام لم يردعهم أمرُ الله الصريح: (لا يسخرْ قومٌ من قومٍ)، ولم يردعهم قانون العقوبات وهذا نصُّه: (يُعاقبُ المتنمرُ بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة لا تقل عن ١٠ آلاف جنيه)». وكيف يفلتون من العقاب إذن؟!. آه، لقد نسيتُ أن أخبركم عن صفة أخرى للمتنمر غير طول الأنف وثقل الظل. المتنمرون الجدد جبناءُ، يتخفّون وراء الشاشات بأسماء وهمية، ويمارسون رذيلة التنمر على صفحات السوشيال ميديا.

أحدث ضحاياهم كان الفنان «شريف منير» وابنته الإعلامية «أسما». لسبب ما قامت «أسما» بقص شعرها كاملًا، وظهرت في مهرجان الدراما حليقة الرأس، فانهال عليها وعلى أبيها وابلٌ من سهام التنمر القاتلة، بكلمات يعفُّ قلمى عن كتابتها!، وبثَّ الأبُ فيديو يناصر فيه ابنته ويقول للمتنمرين: «إنتو مالكو؟!، شعرها وهى حرّة فيه!، فهى لم تؤذِ أحدًا!»، وهذا هو لبُّ الأمر. لماذا لا نرى المتنمرين «الحِشَريين» يمارسون رذالتهم على مَن يُكفّرُ ويهدرُ الدمَ ويغتصب ويتحرّش ويسرق ويخون الوطن؟!، ما أرخص أن تترك جميع مَن سبق من مجرمين يزيدون في غلوائهم، ثم تتنمّر على ضفيرة فتاة أو فستان سيدة أو عاهة مُعوّق أو شيخوخة عجوز!، ما هذا الرخص والتدنّى والإفلاس؟!.

وعلى ذكر الإفلاس أذكّركم بحديث الرسول، (ص)، حين قال: «أتدرون مَن المفلس؟»،، قالوا: «المفلسُ فينا مَن لا درهمَ له ولا متاع»، فقال: «إن المفلس من أمَّتى يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، وقد شتَم هذا، وقذف هذا، وأكَل مال هذا، وسفَك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإنْ فَنِيَتْ حسناتُه قبل أن يقضى ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار». وفى يقينى أنك لو بحثت وراء «متنمرى السوشيال ميديا»، فلن تجد صلاةً ولا زكاة ولا صيامًا، بل ستجد من بينهم مجرمين ومتحرشين وسارقى مال النبى، لكن غطاءَ الستر لم يسقط عنهم بعد، وريثما يسقط، يُنصّبون من أنفسهم قضاةً وديّانين وجلادين على عباد الله المُسالمين، غاضّين الطرف عمّن يدمرون المجتمع ويُفسدون في الأرض.

وأما «التنمُّر القاتل» الذي وعدتكم أن أحكى عنه، فدعونى أُذكّركم بالفنانة الكوميدية الجميلة «حنان الطويل» التي تنمّر عليها بعضُ الشاغرين وسخروا منها، فدخلت في نوبة بكاء، ثم انهارت ودخلت مستشفى الأمراض النفسية، وما لبثت أن ماتت عام ٢٠٠٤. وتعددت الأقاويل حول موتها انتحارًا أم إثر أزمة قلبية، لكن الحتمى أن القاتل هم المتنمرون الذين حطّموا معنوياتها واغتالوها بكل خسّة.

أيها المتنمرون مصاصو الدماء، الحقَّ أقولُ لكم إن عذابكم في الدارين لشديد، فتوبوا وأصلحوا واتقوا الله وارتقوا، فإن القاعَ تدنّسَ وفاضَ، بعدما امتلأ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذوو الأنوفِ الطِوالِ تنمَّروا على المجرمين ذوو الأنوفِ الطِوالِ تنمَّروا على المجرمين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon