توقيت القاهرة المحلي 10:22:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«١٠٠ سنة غنا».. التأريخ الفنى للوطن (٢)

  مصر اليوم -

«١٠٠ سنة غنا» التأريخ الفنى للوطن ٢

بقلم - فاطمة ناعوت

أستأنفُ معكم اليومَ ما بدأتُه الخميسَ الماضى في مقال: «على الحجار.. ١٠٠ سنة غُنا»، حول بداية تبرعم ذلك الحُلم في قلب الفنان «على الحجار» حول التأريخ الفنى لتراثنا الموسيقى الثرىّ واستعادته من غبار الأراشيف العريقة، وإحيائه بتوزيعات جديدة تحافظ على أصالة القديم وتمسُّه بريشة العصر، بصوت الفنان المثقف «على الحجار» وأصوات جديدة تشرّبت حلاوة الفن المصرى الخالد. إنه وعىُ الفنان المثقف بأن الفنَّ الرفيع قادرٌ على تأريخ حضارة الوطن، ما جعله يبدأ في دراسة مشروع جادّ لإحياء تاريخنا الموسيقى بدءًا من الروّاد العظام رفيعى المقام: «محمد عثمان، عبده الحمولى، أبوالعلا محمد، سلامة حجازى، سيد درويش، زكريا أحمد»، وجميع مَن سبقوا كان «الحجار» قد غنّى لهم في فرقة «إحياء التراث الموسيقى»، ثم نفتح قوسًا جديدًا لنستأنف أسماء عظماء من الجيل التالى، مثل: «محمد القصبجى، محمد عبدالوهاب، رياض السنباطى، أحمد صدقى، محمود الشريف»، ونغلقُ القوسَ لنفتح قوسًا جديدًا من جيل أحدث، مثل رفيعى المقام: «محمد الموجى، كمال الطويل، بليغ حمدى»، ثم عظماء من جيل أحدث مثل الأساتذة الكبار: «عمار الشريعى، عمر خيرت، ياسر عبدالرحمن، أحمد الحجار، خليل مصطفى، هانى شنودة». جميع مَن سبق من أساطين الموسيقى والتلحين، عكف «على الحجار» على دراستهم بعمق، بمساعدة اثنين من أصدقائه، أحدهما يمتلك كنزًا موسوعيًّا من التسجيلات القديمة لأولئك الرواد الكبار، والثانى مؤرخ موسيقى كان يوثّق تواريخ إصدار كل عمل من تلك الخوالد الفنية وربطها بالأحوال الاجتماعية والسياسية لمصر في كل حقبة زمنية مرّت بها. وبعد اختمار فكرة المشروع وخطة العمل في ذهن الفنان الشابّ «على الحجار»، ذهب «على الحجار» عام ٢٠٠٢ إلى وزير الثقافة آنذاك الفنان «فاروق حسنى»، وطلب الموافقة على تقديم مشروع «١٠٠ سنة غُنا» على سبعة شرائط كاسيت، كبداية للمشروع الكبير، واختبار جماهيرى لمدى نجاحه. لو كتب اللهُ النجاحَ لتلك الألبومات، واستقبلها الناسُ بشكل جميل، كان هذا إيذانًا باستئناف العمل والبدء في سبعة ألبومات أخرى، وهكذا، حتى يكتمل المشروعُ الكبير بتخليد تراثنا الفنى خلال مائة عام. وبالفعل تحمّس الفنان «فاروق حسنى» للفكرة، وحوّل المشروع إلى صندوق التنمية الثقافية. وذهب «الحجار» بالدراسة كاملة متضمنة ميزانية المشروع وأجور الموزعين والموسيقيين والكورال، وأسعار استئجار الاستديوهات ومهندسى الصوت. ولم يضع لنفسه أجرًا، وطلب تعيين مدير إنتاج متخصص من صندوق التنمية لمتابعة المصروفات والميزانية والأمور المالية الخاصة بالمشروع. وحين سُئل: «لماذا لم تحدد لنفسك أجرًا؟!»، أجاب «على الحجار» بأن ذلك المشروع هو حُلم حياته، ولن يتقاضى عن حُلمه أجرًا مهما كان الجهد، فهو عملٌ قومى للوطن، لا يؤخذ عليه أجرٌ. وقال إن هذا المشروع لو تم كما حَلُم به، فسوف يكون بمثابة درجة علمية ورسالة أكاديمية أنجزها. وفجأة توقف حماسُ المسؤولين لاستكمال المشروع دون أسباب معلنة!، لكن الحلمَ في قلب «على الحجار» لم يمت. قدّم اقتراحًا جديدًا للدكتور «أنس الفقى»، وزير الإعلام آنذاك، حول تقديم مشروعه خلال برنامج تلفزيونى أسبوعى يستضيف خلاله في كل حلقة مطربًا أو مطربة، بحيث ينقسم الاستديو إلى ديكورين، في أحدهما أتيليه يقوم فيه «على الحجار» برسم لوحة لبطل الحلقة الموسيقى «سيد درويش» مثلًا، أثناء الحديث عن تاريخ ذلك الفنان وأسلوبه الموسيقى ومدرسته الفنية. وهنا علىَّ أن أُذكّركم بأن الفنان الكبير «على الحجار» يجيد الرسم، فهو فنان تشكيلى، وخريج كلية «الفنون الجميلة». ثم يخرج الضيوف إلى قاعة أكبر ويدخل المطرب أو المطربة مع بريتيكابل على عجل يحمل عازفى التخت الشرقى القديم: (قانون- عود- ناى- رق- عازف كمان واحد + المذهبجية أو الكورال) يعزفون اللحن بصورته القديمة، ومن الجهة المقابلة يدخل بريتيكابل آخر عليه أوركسترا حديث يبدأ في عزف المقدمة الموسيقية بالتوزيع الجديد بروح العصر ومن نفس نسيج الأغنية الأصلية القديمة التي قُدمت قبل برهة بالتخت القديم، ثم يتقدم المطرب الضيف ليغنى الأغنية ذاتها بالتوزيع الجديد. ثم يدخل المؤرخ الموسيقى المستضاف ليحكى عن الأغنية وتاريخها وأحوال مصر خلال صدور الأغنية. بعد ذلك يقول «الحجار» للضيوف: «عاوز أسمّعكم صوت جميل جديد»، ويدخل مطرب أو مطربة من جيل الشباب، يقوم بأداء المذهب في ثوبه القديم، ثم تُعاد المقدمة الموسيقية بالتوزيع الجديد، ليُكمل المطرب الشاب الأغنية القديمة بالمعالجة الموسيقية الحديثة.

هكذا نقفُ على مدى رسوخ «١٠٠ سنة غُنا» كمشروع متكامل وحلم قديم جديد لا يموت ولا يخفُت في قلب وعقل صوت مصر المثقف «على الحجار». وأتمنى أن تتصدى وزيرةُ الثقافة الجميلة «نيفين الكيلانى» لتنفيذ هذا المشروع الثقافى الفنى، إحياءً لتراثنا الفنى الخالد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«١٠٠ سنة غنا» التأريخ الفنى للوطن ٢ «١٠٠ سنة غنا» التأريخ الفنى للوطن ٢



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon