توقيت القاهرة المحلي 07:52:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شهرٌ من الإجرام الإسرائيلي!

  مصر اليوم -

شهرٌ من الإجرام الإسرائيلي

بقلم - فاطمة ناعوت

ضربَ ظالمون ظالمين، لكن الأبرياءَ يسددون الفاتورة الباهظة من أرواحهم وأرواح أطفالهم. بدأت «حماس الإخوانية» بالشرِّ، وردّت إسرائيلُ الفاشيةُ بشرٍّ أشر وأفجر. باغون يقصفون باغين مُحتلين قصفًا غبيًّا أحمقَ غيرَ مدروس، ثم يختبئون! فيردُّ الباغون المحتلون المقصوفون بقصف مضادّ أعنفَ وأغبى وأكثر حمقًا، لا على الباغين القاصفين المعتدين المختبئين، بل على مدنيين أبرياءَ لم يعتدوا ولم يكونوا من الباغين!.

شهرٌ كامل ويومان مرّوا كدهور ثقيلة الخطو على الإجرام الوحشى الذى ترتكبه إسرائيل فى قطاع غزة، أسفر عما يربو على ١٠ آلاف شهيد من المدنيين العُزّل، نصفهم من الأطفال!، وتفجير وهدم أكثر من ٦٠ مدرسة ومئات الآلاف من الوحدات السكنية وتدمير أكثر من ١٠٠ منشأة صحية، وفق تقرير منظمة الصحة العالمية، كان آخرها مستشفى لعلاج الأورام (أيُّ خِسّةٍ وانحطاط أخلاقى!)، ما نجم عن تشريد آلاف المرضى الفلسطينيين من المدنيين، منهم مرضى قلب وأطفال ونساء ومسنّون وعدد ضخم من مرضى السرطان فى مراحل حرجة لا يجدون علاجًا بعدما تهدّمت مشافيهم، وتم نقلهم إلى مستشفياتنا المصرية فى الشيخ زويّد والإسماعيلية وبورسعيد والقاهرة لإنقاذهم واستئناف علاجهم المبتور بسبب إجرام بنى صهيون الآثمين الذين ضنّوا على المرضى الفلسطينيين بالعلاج فى وطنهم فلسطين!.. أىُّ مجرم حرب بوسعه استهداف مرضى طريحى الفراش لا حيلة لهم؟!.. شىءٌ عجيبٌ بغيضٌ لا يستوعبه عقل!، لكن حين تُذكر كلمة «إسرائيل» فى المعادلة، يصيرُ العجيبُ عاديًّا ومن طبائع الأمور!.. فتلك أدبياتهم التى نعرفها منذ احتلوا فلسطين وغرسوا أنفسهم المريضة فى قلب المجتمع العربى لكى يصيروا شوكة مُدمّاة لا تخرجُ إلا بالدم والنار.

ومن تجليّات الفُجر الإسرائيلى فى حرب الإبادة الدائرة الآن فى غزّة الجريحة استخدامهم مادة الفوسفور الأبيض الحارق، ما نتج عنه حالات لا حصر لها من الحروق وبتر الأطراف، إضافة إلى تهتك الرئة وغيرها من الكوارث الصحية المخيفة!.. ومن تجليات فُجر إسرائيل فى الخصومة استئجارها مرتزقة أجانب لا قلوب لهم للقتال فى صفها مقابل ٣٩٠٠ يورو فى الأسبوع الواحد لكل فرد مرتزقة. وكأن برابرة العالم قد اجتمعوا على المدنيين الفلسطينيين الأبرياء!. ويعترفُ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى بكل صلفٍ بأنهم تمكّنوا من شق قطاع غزة وتقسيمه إلى شمال وجنوب، وبأنهم يرفضون دخول الوقود إلى قطاع غزة، وبأنهم دمّروا ٢٥٠٠ هدف فى غزة حتى اليوم!.

هذه هى إسرائيل المجرمة التى نعرفها نحن المصريين حقّ معرفة، بسبب تاريخنا الطويل مع الصهاينة واحتكاكنا المباشر معهم فى خمس حروب ضروس، شاهدنا خلالها خستهم وغلاظة قلوبهم، ولكن المجتمع الغربى فى مجمله- للأسف- لا يعرف الوجه القبيح لإسرائيل؛ لأنها تجيد إدارة الآلة الإعلامية «بحرفنة الصايع» لكى تبدو أمام العالم الكيانَ الطيب المسالم المتحضر المُضطهد المجنى عليه من جميع الدول العربية المحيطة به!. لعن الله «بلفور» وجميع من ساهم فى زرعها فى
أرضنا العربية!.

والحديث عن إجرام بنى صهيون وفُجرهم فى الخصومة، فى الحرب وفى السلم كذلك، يضيق عنه مقالٌ أو مجلّد. فنحن المصريين أكثر مَن يعرف ذلك خلال حروبنا معهم منذ عام ١٩٤٨، حيث قيام دولتهم المزعومة، وحتى كسر شوكتهم ودحرهم فى حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣ مرورًا بحروب شتى فى ١٩٥٦ حيث العدوان الثلاثى على مصر و٦٧، وحرب الاستنزاف ١٩٦٨-١٩٧٠، وجميع تلك الحروب التى خاضتها مصرُ بجيشها العظيم الباسل كانت دفاعًا عن قضية فلسطين العادلة وحفاظًا على الأمن القومى والعربى. ومن نافلة القول إن التاريخ يشهد بأن مصرَ العظيمة هى أكثر وأهم مَن ناصر القضية الفلسطينية، ليس منذ قيام دولة إسرائيل عام ٤٨ وحسب، بل قبل ذلك، حين ظهرت بوادر تلك الكارثة بهجرة اليهود المتزايدة إلى فلسطين، فعقد «الملك فاروق» أول مؤتمر برلمانى للبلاد العربية والإسلامية دعمًا لفلسطين وأمنها، وكان الجيش المصرى فى طليعة الجيوش فى حرب ٤٨، ثم تسلم راية النضال من أجل فلسطين جميع زعماء مصر التالين. هذا تاريخٌ ناصعٌ ليس بوسع أحد أن ينكره؛ فلا مزايدة على مصر فيما يخص قضية فلسطين.. فأكثر دمٍ أُهرق من أجل فلسطين كان الدم المصرى. وهذا واجبٌ نبيلٌ لا ننتظر مقابله شكرًا، فقط نُذكّر به أمام أعين المزايدين الكذبة.

المحزنُ بحق أن فاتورة الحرب الراهنة بين إسرائيل المحتلة المجرمة وحماس الباغية، والتى لا يعلمُ إلا اللهُ متى تنتهى وعلام سيكونُ مُنتهاها، لا يسدّدُ فاتورتَها إلا المدنيون الفلسطينيون والأطفالُ الأبرياء الذين صاروا رغمًا عنهم دروعًا بشرية تُقصفُ فى البيوت والمدارس والمشافى، يدفعون أرواحهم نيابة عن منظمة حماس الإخوانية التى أشعلت نارًا غير محسوبة العواقب وتركت أبرياء عُزّل من الأطفال والشيوخ والنساء المدنيين يحترقون بها.

حسبنا الله هو نعم الوكيل، فقد جاوز بنو
صهيون المدى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهرٌ من الإجرام الإسرائيلي شهرٌ من الإجرام الإسرائيلي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon