توقيت القاهرة المحلي 15:34:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شهرٌ من الإجرام الإسرائيلي!

  مصر اليوم -

شهرٌ من الإجرام الإسرائيلي

بقلم - فاطمة ناعوت

ضربَ ظالمون ظالمين، لكن الأبرياءَ يسددون الفاتورة الباهظة من أرواحهم وأرواح أطفالهم. بدأت «حماس الإخوانية» بالشرِّ، وردّت إسرائيلُ الفاشيةُ بشرٍّ أشر وأفجر. باغون يقصفون باغين مُحتلين قصفًا غبيًّا أحمقَ غيرَ مدروس، ثم يختبئون! فيردُّ الباغون المحتلون المقصوفون بقصف مضادّ أعنفَ وأغبى وأكثر حمقًا، لا على الباغين القاصفين المعتدين المختبئين، بل على مدنيين أبرياءَ لم يعتدوا ولم يكونوا من الباغين!.

شهرٌ كامل ويومان مرّوا كدهور ثقيلة الخطو على الإجرام الوحشى الذى ترتكبه إسرائيل فى قطاع غزة، أسفر عما يربو على ١٠ آلاف شهيد من المدنيين العُزّل، نصفهم من الأطفال!، وتفجير وهدم أكثر من ٦٠ مدرسة ومئات الآلاف من الوحدات السكنية وتدمير أكثر من ١٠٠ منشأة صحية، وفق تقرير منظمة الصحة العالمية، كان آخرها مستشفى لعلاج الأورام (أيُّ خِسّةٍ وانحطاط أخلاقى!)، ما نجم عن تشريد آلاف المرضى الفلسطينيين من المدنيين، منهم مرضى قلب وأطفال ونساء ومسنّون وعدد ضخم من مرضى السرطان فى مراحل حرجة لا يجدون علاجًا بعدما تهدّمت مشافيهم، وتم نقلهم إلى مستشفياتنا المصرية فى الشيخ زويّد والإسماعيلية وبورسعيد والقاهرة لإنقاذهم واستئناف علاجهم المبتور بسبب إجرام بنى صهيون الآثمين الذين ضنّوا على المرضى الفلسطينيين بالعلاج فى وطنهم فلسطين!.. أىُّ مجرم حرب بوسعه استهداف مرضى طريحى الفراش لا حيلة لهم؟!.. شىءٌ عجيبٌ بغيضٌ لا يستوعبه عقل!، لكن حين تُذكر كلمة «إسرائيل» فى المعادلة، يصيرُ العجيبُ عاديًّا ومن طبائع الأمور!.. فتلك أدبياتهم التى نعرفها منذ احتلوا فلسطين وغرسوا أنفسهم المريضة فى قلب المجتمع العربى لكى يصيروا شوكة مُدمّاة لا تخرجُ إلا بالدم والنار.

ومن تجليّات الفُجر الإسرائيلى فى حرب الإبادة الدائرة الآن فى غزّة الجريحة استخدامهم مادة الفوسفور الأبيض الحارق، ما نتج عنه حالات لا حصر لها من الحروق وبتر الأطراف، إضافة إلى تهتك الرئة وغيرها من الكوارث الصحية المخيفة!.. ومن تجليات فُجر إسرائيل فى الخصومة استئجارها مرتزقة أجانب لا قلوب لهم للقتال فى صفها مقابل ٣٩٠٠ يورو فى الأسبوع الواحد لكل فرد مرتزقة. وكأن برابرة العالم قد اجتمعوا على المدنيين الفلسطينيين الأبرياء!. ويعترفُ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى بكل صلفٍ بأنهم تمكّنوا من شق قطاع غزة وتقسيمه إلى شمال وجنوب، وبأنهم يرفضون دخول الوقود إلى قطاع غزة، وبأنهم دمّروا ٢٥٠٠ هدف فى غزة حتى اليوم!.

هذه هى إسرائيل المجرمة التى نعرفها نحن المصريين حقّ معرفة، بسبب تاريخنا الطويل مع الصهاينة واحتكاكنا المباشر معهم فى خمس حروب ضروس، شاهدنا خلالها خستهم وغلاظة قلوبهم، ولكن المجتمع الغربى فى مجمله- للأسف- لا يعرف الوجه القبيح لإسرائيل؛ لأنها تجيد إدارة الآلة الإعلامية «بحرفنة الصايع» لكى تبدو أمام العالم الكيانَ الطيب المسالم المتحضر المُضطهد المجنى عليه من جميع الدول العربية المحيطة به!. لعن الله «بلفور» وجميع من ساهم فى زرعها فى
أرضنا العربية!.

والحديث عن إجرام بنى صهيون وفُجرهم فى الخصومة، فى الحرب وفى السلم كذلك، يضيق عنه مقالٌ أو مجلّد. فنحن المصريين أكثر مَن يعرف ذلك خلال حروبنا معهم منذ عام ١٩٤٨، حيث قيام دولتهم المزعومة، وحتى كسر شوكتهم ودحرهم فى حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣ مرورًا بحروب شتى فى ١٩٥٦ حيث العدوان الثلاثى على مصر و٦٧، وحرب الاستنزاف ١٩٦٨-١٩٧٠، وجميع تلك الحروب التى خاضتها مصرُ بجيشها العظيم الباسل كانت دفاعًا عن قضية فلسطين العادلة وحفاظًا على الأمن القومى والعربى. ومن نافلة القول إن التاريخ يشهد بأن مصرَ العظيمة هى أكثر وأهم مَن ناصر القضية الفلسطينية، ليس منذ قيام دولة إسرائيل عام ٤٨ وحسب، بل قبل ذلك، حين ظهرت بوادر تلك الكارثة بهجرة اليهود المتزايدة إلى فلسطين، فعقد «الملك فاروق» أول مؤتمر برلمانى للبلاد العربية والإسلامية دعمًا لفلسطين وأمنها، وكان الجيش المصرى فى طليعة الجيوش فى حرب ٤٨، ثم تسلم راية النضال من أجل فلسطين جميع زعماء مصر التالين. هذا تاريخٌ ناصعٌ ليس بوسع أحد أن ينكره؛ فلا مزايدة على مصر فيما يخص قضية فلسطين.. فأكثر دمٍ أُهرق من أجل فلسطين كان الدم المصرى. وهذا واجبٌ نبيلٌ لا ننتظر مقابله شكرًا، فقط نُذكّر به أمام أعين المزايدين الكذبة.

المحزنُ بحق أن فاتورة الحرب الراهنة بين إسرائيل المحتلة المجرمة وحماس الباغية، والتى لا يعلمُ إلا اللهُ متى تنتهى وعلام سيكونُ مُنتهاها، لا يسدّدُ فاتورتَها إلا المدنيون الفلسطينيون والأطفالُ الأبرياء الذين صاروا رغمًا عنهم دروعًا بشرية تُقصفُ فى البيوت والمدارس والمشافى، يدفعون أرواحهم نيابة عن منظمة حماس الإخوانية التى أشعلت نارًا غير محسوبة العواقب وتركت أبرياء عُزّل من الأطفال والشيوخ والنساء المدنيين يحترقون بها.

حسبنا الله هو نعم الوكيل، فقد جاوز بنو
صهيون المدى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهرٌ من الإجرام الإسرائيلي شهرٌ من الإجرام الإسرائيلي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 13:18 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon