توقيت القاهرة المحلي 13:08:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من ملف الإخوان النسائى

  مصر اليوم -

من ملف الإخوان النسائى

بقلم - فاطمة ناعوت

بالأمس اتصلت بى إذاعة «دوتش فيله» الألمانية «Deutsche Welle» تسألنى: «ما الفارقُ بين ثورة يناير ٢٠١١، وثورة يونيو ٢٠١٣؟»، فأجبتُها بأن الأولى كانت محاولةً لتحريك المياه الراكدة فى وطن لا يتقدم ولا يسعى لحلّ المشاكل التى راحت تتراكمُ على كاهله وتتفاقم عامًا بعد عام؛ حتى بات المواطنُ المصرى يشعرُ بأن تلك المُعثرات من طبائع الأمور ولا مجال لإصلاحها، أما الثانية فكانت ثورة حياة أو موت من أجل استعادة وطن مسروق وهُوية تتهاوى ومجتمع يتحلّل، وشتان بين الحالين. ثورة يناير كانت محاولة للعيش بشكل أفضل، أما ثورة يونيو فكانت محاولة للحياة أصلا، ونحن نرى بأعيننا مصرَ تحتضرُ والوطنَ يغيب.

بمناسبة تزامن «ثورة يونيو الخالدة» مع «عيد الأضحى المبارك» دعونى أحدثكم عن سيدتين تحملان نفس اللقب: «أم أيمن»، الأولى من الصحابيات المقرّبات من النبى (ص)، والثانية من جماعة الإخوان التى حاولت هدم مصر. الأولى هى الصحابية «بركة بنت ثعلبة» الحبشية، حاضنة الرسول ومُربيّته فى طفولته، والتى ظلّت ملازمة له طيلة حياته حتى توفاه الله. وكان يقول عنها: «أم أيمن أمى، بعد أمى».

أما الثانية فهى القيادية الإخوانية «عزة الجرف» ولقبها «أم أيمن». كانت عضوًا فى البرلمان الإخوانى واشتهرت بتشفّيها العلنى فى استشهاد سبعة عشر جنديًّا شريفًا من أبناء قواتنا المسلحة على يد الإرهابيين فى شمال سيناء، وأعلنت كذلك فرحتها بتصفية النائب العام بيد الإخوان الآثمة. ولمن نسى فقد كان اغتيالُ المستشار «هشام بركات» النائب العام، يوم ٢٩ يونيو ٢٠١٥، واحدة من جرائم تصفية الحساب التى ارتكبها الإخوانُ بعد إسقاطهم عن حكم مصر فى يونيو ٢٠١٣، وانتقاما إرهابيًّا إثر تنفيذ حكم الإعدام فى ستة من العناصر الإرهابية من أذرع «داعش» بعد دعوة «ولاية سيناء». فما كان من «أم أيمن» إلا أن كتبت تغريدةً أبدت فيها فرحتها باغتيال النائب العام وتشفّيها فى استشهاد جنودنا الأبرار!، «أيخونُ إنسانٌ بلادَه؟! إن خانَ معنى أن يكونْ، فكيف يمكنُ أن يكونْ؟!».

أتذكّرُ حلقة تليفزيونية جمعتنى بالسيدة «أم أيمن» فى ضيافة الإعلامى «طونى خليفة»، فى برنامج «أجرأ كلام»، وكانت من أجرأ وأطرف حلقات هذا البرنامج وأكثرها كوميدية ومرحًا. سألها «طونى خليفة» هل تقبل أن يتزوج «أبو أيمن» عليها بامرأة ثانية؟، فقالت بحسم: «ميقدرش. مش هيلاقى واحدة زيى»!. وحين أخبرتُها برأى عرّابها وعرّاب الإخوان «حسن البنا» فى تعدد الزوجات، فوجئتُ بأنها لا تعرفُ شيئًا عن آراء هذا الرجل الذى يتبعونه حذوَ الحافر!.

فى مجلة «الإخوان المسلمون» العدد ١٣ سنة ١٩٤٤، كتب «حسن البنا»: «إن خيرًا للمرأة وأقرب إلى العدالة الاجتماعية والإنصاف فى المجتمع أن تستمتع كلُّ زوجة بربع رجل أو ثلثه أو نصفه من أن تستمتع زوجةٌ واحدة برجل كامل وإلى جانبها واحدة أو اثنتان أو ثلاث لا يجدن شيئًا»!. تصوروا نظرته للزواج بأنه «استمتاع»!، وليس حياةً وشراكةً ومودة ورحمة!، بُهتَتْ «أم أيمن» حين قرأتُ عليها ما سبق، ثم قالت من فورها: «ربنا محلل ده، ها تعترضى على كلام ربنا؟»، ونسيتْ أنها مَن اعترض قبل دقيقة؛ بحجة أن «أبا أيمن» لن يجد مثلها!!.

واكتشفتُ أيضًا أنها لا تعرف رأى «حسن البنا» فى خروج المرأة من بيتها للانتخاب!، أخبرتُها أن «حسن البنا» كتب فى مجلة «الإخوان المسلمون» عدد يوليو ١٩٤٧: «منحُ المرأة حقَّ الانتخاب إنما هو ثورةٌ على الإسلام وثورة على الإنسانية»!، وسألتُها: تُرى ماذا كان سيقول «حسن البنا» إن علم أن «أم أيمن» دخلت البرلمان وتجادل فى البرامج التليفزيونية ولها صفحة على تويتر تشمتُ عليها فى الموتى؟!، بُهتت «أم أيمن» من جديد، ثم بررت تويترها وبرلمانيتها قائلة: «أنا نموذج المرأة المصرية، ونموذج المرأة العربية، ونموذج المرأة المسلمة». ياللتواضع!.

لم أقل لها: «تواضعى يا (أم أيمن)؛ لأن مَن تواضعَ لله رفعَه»، ولم أسألها كيف لنموذج المرأة المصرية المسلمة أن تتشفى فى مقتل جنود وطنها؟!، ولم أسألها كيف تكون إخوانية وتجهل آراء مولاها «حسن البنا»؟!، إنما أسألها سؤالا واحدًا لا غير:

هل سمعتْ «أم أيمن» عن المصرية كابتن طيار «لطيفة نادى»، أو العالمة النابغة «سميرة موسى»، أو التربوية «نبوية موسى»، أو الحقوقية «هدى شعراوى»، أو القاضية «تهانى الجبالى»، أو المستشارة السفيرة «فايزة أبو النجا»، أو عالمة الفلك السورية «مريم الإسطرلابية»، أو عالمة الجبر والهندسة العراقية «ستيتة البغدادية»، أو الفيلسوفة السكندرية «هيباتيا» عالمة الفيزياء، وغيرهن الكثيرات الكثيرات؟!. أغلبُ الظن لو سمعت عنهن ما تجاسرت وقالت عن نفسها إنها «النموذج المُحتذَى للمرأة المصرية والعربية والمسلمة».. كل ٣٠ يونيو وأنتم بخير، كل عام ومصرُّ حرّة. وتحيا مصر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من ملف الإخوان النسائى من ملف الإخوان النسائى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon