بقلم - فاطمة ناعوت
أُكملُ معكم ما بدأتُه فى مقالى السابق: «لماذا صوتى للرئيس السيسى» يوم الخميس الماضى.. أمنحُ صوتى للرجل الذى واصل الليلَ بالنهار على مدى سنواتٍ عشر مضت من عُمر مصر الطيبة: يرمّم ما تهالك من جدران الوطن، ثم يُشيدُ ويُعمّر، آخذًا بيد «المرأة المصرية» حتى تتعرفَ على حقوقها المهدورة سنواتٍ وعقودًا وآمادًا، ثم يُمكّنها من نيلها كما لم تنلها فى أى عصر مضى، ذلك لإيمانه بأن المرأة ليست وحسب نصفَ المجتمع بل هى صانعةُ نصفِه الآخر، وآخذًا بيد «الطفل المصرى» حتى ينمو صحيحَ البدن صحيحَ النفس صحيح العقل، لإيمانه بأن الاستثمار فى الطفل وبنائه البنية السليمة هو ضمانة المستقبل المشرق، وآخذًا بيد «التعليم المصرى» لكى يتطور وينصُع عبر مناهجَ تربوية حديثة تعلو بالفكر وتخلق العقلية المفكرة الناقدة غير الناقلة، وعبر تشييد المدارس المتطورة والجامعات الدولية على أرض مصر، وآخذًا بيد «العمالة المصرية» عبر تشييد المصانع ومدن للطاقة ومدن للدواء والرخام والأثاث والجلود لخلق فرص للاستثمار والتحقق، وعبر مد الفدادين الزراعية والصُّوب والمزارع السمكية ومشروعات لتنمية الثروة الحيوانية، وآخذًا بيد «الكود الوظيفى والعملى المصرى» عبر تحويل الجهاز الإدارى المتهالك إلى الأنظمة الذكية لتيسير الجهد وتوفير الوقت، وشق شبكات جديدة للطرق والجسور وشبكات السكك الحديدية وإصلاح الجهاز المرورى وتوفير الحافلات والقطارات، من أجل توفير وقت التنقلات فى عاصمة مكتظة ومدن ومحافظات مزدحمة بالسكان.
أمنح صوتى للرئيس المثقف «عبدالفتاح السيسى» الذى احترم «حقَّ المواطَنة» فلم يفرّق بين مواطن وآخر على أسس عَقَدية، فدخل الكاتدرائية فى عيد الميلاد المجيد ليهنئ أقباطَ مصر فى عيدهم مثلما يدخل الأزهر فى أعيادنا، وتلك سابقةٌ تاريخية لم يفعلها رئيسٌ سابق رغم أن «العدل» من أبجديات الحاكم. أمنحُ صوتى للرجل الذى احترمَ «القوى الناعمة» كونَها سلاح العقول، واحترمَ «الهوية المصرية» المنسية وأعاد لها جلالَها المُغتال وافتتح المتاحفَ فى جميع ربوع مصر لتعزيز السياحة العالمية فى مصر.
والحقّ أن سرد ما أنجزه الرئيسُ الوطنى «عبدالفتاح السيسى» فى عشر سنوات، أمرٌ عسير، فما حصدناه نحن المصريين من منجزات فى عهد «السيسى» ما كان ليُنجز فى مائة عام على روزنامة الكود الزمنى، وعلينا الإيمانُ بحقنا فى استكمال ما بدأه. وبعد عشر سنوات من حكمه أدركتُ لماذا حين سألناه عن برنامجه الانتخابى عام ٢٠١٤، فى لقائه مع الأدباء والمفكرين، فقال: «مقدرش أقول برنامجى!»، اندهشنا يومها لكننا أدركنا مع الوقت أنه لو كان أخبرنا بما كان ينتوى تقديمه وما قدمه بالفعل لمصر، ما صدقناه، وكنا سنقول يومَها: «هكذا يعدُنا المسؤولون طوال الوقت، ثم لا يقرنون الوعودَ بالعمل!»، أثبتت الأيامُ والسنواتُ أن الرئيس السيسى رجلُ «عمل» لا رجل وعود لا تتم. عهدناه لا يتكلم عن منجز جديد قبل إتمامه، وكنّا، نحن الصحفيين، نتفاجأ بافتتاح المشاريع والمنجزات بعدما تصيرُ واقعًا ملموسًا، لا أحلامًا ومداعبة آمال. ولولا نوازلُ جسامٌ حلّت بالعالم مثل التضخم الاقتصادى والكساد العالمى وجائحة كورونا وحرب أوكرانيا، ومؤخرًا حرب غزة، لكانت مصرُ فى مكان آخر، وسوف تكون بإذن الله فى المكان والمكانة التى تستحقها فى عهد الرئيس العظيم «عبدالفتاح السيسى» الذى أمنحُه صوتى بكل اقتناع ورضا ورجاء فى غدٍ مشرق وشيك بإذن الله تعالى.
ودعونى أتذكّر معكم واقعتين سجّلهما التاريخ ولا أنساهما حدثتا وقت ترشّح الرئيس السيسى قبل عشر سنوات. الحاجة «ناريمان»، سيدة مصرية بسيطة من مدينة المنيا، ذهبت لتعطى صوتها فى الانتخابات الرئاسية ٢٠١٤، وقفت أمام ورقة التصويت، ثم طرحت جانبًا القلمَ الذى منحوه لها، وأخرجت من طيات طرحتها دبوسًا وخزت به إصبعها، وانتخبت المرشّح: «عبدالفتاح السيسى» بقطرات دمائها. وهكذا قد أوفت النذرَ الذى قطعته على نفسها بأن «تمنحه دمَها» لأنه منحنا الحريةَ من النازية الإخوانية. هكذا سجَّلْ التاريخ. أما الواقعة الثانية فكانت لطفلة مصرية صغيرة راحت تلاحق جنديًّا من القوات المسلحة كان يقوم بتأمين العملية الانتخابية عام ٢٠١٤. إن مشى الجندى مشت إلى جواره، وإن توقّفَ توقفتْ. ضحك المجندُ وسألها أن تكفَّ عن ملاحقته حتى يلتفت إلى عمله، لكن دون جدوى! ولما سألها المارةُ: «لماذا تلاحقينه يا صغيرة؟» أجابت فى براءة الطفولة: «عشان شبه السيسي!»، ثم التفتت الطفلةُ للمجند تسأله: «هو إنت رايح عند السيسى؟» فقال لها: «نعم!»، فقالت بتلقائية: «هاجى معاك». سألها: «ليه؟ عاوزة تقوليله ايه؟« أجابت بعفوية: «هاقوله: بحبك أوى يا سيسى!» سجِّلْ يا تاريخ.
بكل اقتناع ورضا أمنحُ صوتى لرجل صنع فى سنوات قليلة أمجادًا حقيقية، تُنبئ عن قادمٍ أجمل وأقوى بإذن الله تعالى. تحيا مصر.