توقيت القاهرة المحلي 10:37:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مهرجان «جرش».. يصدحُ ويزهو

  مصر اليوم -

مهرجان «جرش» يصدحُ ويزهو

بقلم: فاطمة ناعوت

صادحٌ مشرقٌ مبهجٌ وثرى، كعادته منذ أورقت أول براعمه قبل واحد وأربعين عامًا على يد جلالة الملكة «نور الحسين» عام ١٩٨١. هكذا كان «مهرجان جرش للثقافة والفنون» فى عامه هذا ٢٠٢٢، مثلما كان دائمًا منذ ميلاده، وسوف يظل بإذن الله حتى يتخطّى يوبيلَه الماسى. المهرجانُ العريق الذى لم يتوقف طوال تلك العقود إلا أعوامًا قليلة بسبب عثراتٍ عارضة شأن ما يواجه المهرجانات الكبرى، ليعود بعدها أقوى وأنصع، كما شهدناه هذا العام فى دورته السادسة والثلاثين بهيًّا ثريًّا بفعالياته الكثيرة المتنوعة بين المسرح والأدب والشعر والنقد والفكر والتشكيل والطرب والموسيقى والفنون الشعبية والرقصات الفولكلورية الأردنية والعربية. وبالطبع كان للطفل نصيبٌ فى عديد الفعاليات التى تنهضُ به ثقافيًّا وترفيهيًّا. ولهذا المهرجان مكانةٌ رفيعة فى وجدان كل أديب وفنان مصرى وعربى. مكانةٌ تحتلُّ «خانةَ الشغفِ» من القلب والعقل والروح. نقولها بفخر لأطفالنا وأصدقائنا: «لقد شاركنا فى مهرجان جرش يومًا ما». وقد كان لى شرفُ المشاركة فى مهرجان جرش عام ٢٠٠٧، وعام ٢٠٠٩، حين تغيّر اسمُه إلى «مهرجان الأردن»، ثم عاد سيرته الأولى: «مهرجان جرش»، عطفًا على مشاركتى قبل

  حمل مهرجان هذا العام شعار: «نوَّرت ليالينا» ليختصرَ فلسفتَه بوصفه منارةً ثقافيةً لإشاعة حال البهجة والفرح الممزوجة بالإبداع والفن الراقى والتجوال السياحى بين المدن القديمة والآثار العريقة فى مملكة الأردن، متوسّلةً تضفيرَ سحر الماضى بضوء المستقبل. نجح مهرجان جرش عبر عقوده الأربعة الماضية فى اجتذاب رموز فكرية وفنية وازنة من جميع الدول نشدانًا لنسج مظلة إنسانية شاسعة تطفر منها إشراقاتُ الحضارات المختلفة لتمتزج فى بوتقة واحدة تساهم فى الترويج السياحى وإنعاش الاقتصاد والتنمية المستدامة للمجتمع الأردنى. إلى جانب وزارة الثقافة الأردنية الراعى الرسمى للمهرجان، تساهم العديدُ من المؤسسات الحكومية والنقابات والرابطات والجمعيات الأهلية والدوائر الإعلامية والسياحية الأمنية وغيرها من المنابر من أجل إنجاح هذه التظاهرة الثقافية السنوية الهائلة. أماكنُ عديدة أضاءت بأمسيات المهرجان: مسرح الصوت والضوء، المسرحان الشمالى والجنوبى، مسرح آرتيمس، شارع الأعمدة، المركز الثقافى الملكى، سينمات مدينة «إربد»، العاصمة العربية للثقافة، مركز الحسين الثقافى برأس العين، بالإضافة إلى المكان العمدة فى المهرجان وهو مسرح «جرش» المفتوح. وتحت اسم «بشاير جرش» دُشِّن برنامجٌ رائد يهتم بفرز وتقييم ودعم المواهب الشبابية الجديدة المبشرة فى مجال المسرح والسينما، والموسيقى والغناء، والشعر والقصة، عن طريق لجان محكمة متخصصة.

خلال مشاركتى هذا العام، كان لى شرفُ المشاركة فى ندوة حول أثر التكنولوجيا على تلقّى القصيدة واللوحة، وكذلك إلقاء الشعر فى المركز الثقافى الملكى فى عمّان. أما درّة العقد فكانت الأمسية الشعرية التى حضرناها فى المنتدى الثقافى بمدينة «مادبا» الأثرية الساحرة، بعد جولة سياحية غنيّة بين آثار جبل «نيبو» الذى يزهو بما يحمل من مقدسات أثرية نفيسة يحجُّ إليها السياحُ من جميع أنحاء العالم، مثل كنيسة الخارطة وكنيسة الفسيفساء، وعصا موسى، وغيرها من المحطات الأثرية العالمية التى تحتضنها جدارياتٌ هائلة لحفظ المقدسات فى أرض الفسيفساء العريقة. أما جائزة المهرجان الحقة بالنسبة لى فكانت لقاء أصدقاء أعزاء قُدِّر ألا نلتقيهم إلا على شرف الشعر والجمال والفكر والفنون مثل الشعراء الكبار: زهير أبو شايب، جلال برجس، آدم فتحى، عيد بنات، موسى حوامدة، سعيد يعقوب، بكر السواعدة، جمال مقابلة، مخلد بركات، بشير البكر، عائشة بلحاج، عبدالرزاق الربيعى، لويزة ناظور، والفارسة الآسرة جمانة الطراونة، وصديقتى الفنانة الأردنية الجميلة عبير عيسى، التى أهدتنى فستانا فلسطينيا فاتنا لألقى به الشعر فى ختام المهرجان، وغيرهم من أصدقاء القلب رفقاء القلم.

من بين ما ألقيتُ فى مهرجان جرش، هذه المقاطع: «الكهولُ النيئونَ يا عَمّة/ يبحثون داخل فساتينِ الصبايا عن فصوصِ الثومِ/ والصبايا يسترقنَ السمعَ لحفيفِ الطواحين/ وأنا، أرفعُ بحذرٍ طرْفَ الرصيفِ القديم/ كى أطمئنَ على أحلامى المخبأةِ/ يا عمَّة.. الرجلُ الجالس عند الصخرة ألقى عروستى فى النيل!/ هاتى أغطيةً وسكاكينَ وكأسًا من ماءِ الأردنْ/ ولفافةَ تبغٍ تحملُ شيئًا من عطرِ امرأةٍ كان يُخاصرُها عند النبع/ وهاتى قنديلَ نُحاسٍ أصفرَ/ مدموغًا بتجاعيدِ الجبهةِ/ مشقوقًا عند فتيلِ الزيتْ/ استدعى من عمقِ الكهفِ (فيفالدى)/ الشاهدَ مأساتَكما/ مُدّى فوقَ الرملِ الجسدَ المطروحَ المنذورَ لوهمِ نساءٍ لم يفهمنَ اللُعبةَ فى موعدِها...».

شكرًا للمملكة الأردنية الهاشمية على هذا المهرجان الجميل، وشكرًا للدكتور مازن قعوار، المدير التنفيذى للمهرجان، وكل الشكر لجميع الشباب القادة الذين أهرقوا الجهدَ والوقتَ والصبر على متاعبنا، من أجل إخراج هذا المهرجان العالمى على هذا النحو الرفيع. و«مَن لم يعشق جفرا فليدفن رأسَه فى الرمضاء».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهرجان «جرش» يصدحُ ويزهو مهرجان «جرش» يصدحُ ويزهو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon