توقيت القاهرة المحلي 10:22:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«القيم واحترام الآخر».. شكرًا يا ريّس!

  مصر اليوم -

«القيم واحترام الآخر» شكرًا يا ريّس

بقلم : فاطمة ناعوت

انتظروا «قَطفةً» صالحةً من شجرة أجيال الوطن القادمة على الطريق بإذن الله. مع بزوغ شمس ٢٠٣٠، سوف تشهدُ مصرُ طفرةً نوعية فى شخصية المواطن المصرى يليقُ باسمها العريق. وأخيرًا تحقّقَ الحُلمُ الذى نادينا به عقودًا طوالا، وانتقلتْ مناهجُ التعليم المصرى من خانة «النقل» إلى خانة «العقل». أخيرًا بدأ الاهتمام العملى بتنشئة جيل صالح متفوّق أخلاقيًّا وأكاديميًّا. فى مدارس الراهبات، كنّا نتلقى مادة «الأخلاق» و«الأتيكيت» والتهذُّب فى القول والفعل، كركنٍ أساسىّ من العملية التعليمية، إلى جوار مستوى التعليم الأكاديمىّ الفائق. ذاك أن فكرةَ التعليم، فى أصلها، هى: خلقُ إنسان صالح يُفيد المجتمعَ بتحضّره وعلمه وإبداعه. لهذا أُطلق على المنبر المسؤول عن تلك العملية الخطِرة: «وزارةُ التربية والتعليم»، حيث التربيةُ تسبقُ التعليمَ. وفى المقابل، للأسف، فى معظم المدارس الحكومية، كان الاهتمامُ فقط بتحصيل الدرجات، والانتقال من صفٍّ إلى صف! الآن، اختلف الأمرُ فى وثبةٍ حضارية مشهودة. منذ ثلاثة أعوام بدأ غرسُ البذور الطيبة فى حقل التعليم المصرى، فانتظروا معى بفرح أن نحصدَ ثمارَها المشرقة خلال سنوات؛ مع جيل راق تربّى على مناهج واعية، وأيادى مُعلمين محترفين؛ يدركون خطورةَ الخدمة التى يقدمونها للوطن.

تحقَّق الحُلمُ وأُدخلت فى مناهج الصف الثالث الابتدائى مادة: «القِيَم واحترامُ الآخر». فشكرًا للرئيس المستنير «عبدالفتاح السيسى»؛ الذى قرّر، منذ يومه الأول فى الحكم، أن يعملَ على «إعادة بناء المواطن المصرى» وأرفقَ القرارَ بالتنفيذ، وشكرًا للوزير المثقف «طارق شوقى» الذى ينتقلُ بالتعليم من خانة التلقين الببغائى إلى براح إعمال العقل والضمير، وبناء الشخصية الصالحة؛ ويواجه جرّاءَ ذلك كثيرًا من الانتقاد غير الموضوعى؛ يتحمّله فى صبر وحكمة، لأنه يدرك أن «جراحة الجسد المعتلّ» مؤلمةٌ، ولا يُشكر الجرّاحُ إلا بعد التئام الجُرح وتعافى الجسد. ولا شكّ أن جسدَ منظومة التعليم مُعتلٌّ ومتهالكٌ منذ عقود، وعلاجه عصىٌّ وشاقٌّ وطويل المدى، يستلزمُ مِبضعَ جراحٍ عبقرى وصبور، يطاله الانتقادُ اللاذع، فيصمُّ أذنيه عن كلّ ما يُعرقلُ سيرَ العملية حتى نجاحها. فـتحيةَ احترامٍ لهذا الوزير المحترم الذى انتظرته مصرُ آمادًا ليُصلِحَ ما أفسدته الحِقبُ. ولم تكتفِ الوزارةُ بتنقية المناهج الدراسية من سمات العنف والطائفية والعنصرية والتلقين، ثمّ ضخِّ قيمِ الأخلاق واحترام الآخر وإعمال العقل والقدرة على التحليل من أجل بناء «العقلية النقدية» التى تبنى المجتمع؛ بل أضاف إلى كلّ ذلك كتابَ: «دليل المعلم»، مقرونًا بكل كتاب يتسلّمه التلميذ، من أجل تدريب المعلّم على كيفية شرح هذه المادة أو تلك. هذا هو الـ«Know-How» لشرح الأساليب التى أقرّتها منظماتُ التعليم العالمية لخلق كوادر من المعلمين تنهج الأسلوبَ العلمى والتربوى الرصين لتنشئة أجيال فائقة متحضرة ذات علم وذات أخلاق.

بالأصالة عن نفسى، بصفتى: «الأمين العام للثقافة» فى «منظمة التنوير العربية التابعة للأمم المتحدة»، وبالنيابة عن جميع زملائى فى المنظمة، ورئيسها الباحث فى الشأن الإسلامى: د. مصطفى راشد، مُفتى أستراليا ونيوزيلاندا، أنقلُ لكم نصَّ التحية التى نُقدمها لتلك الوثبة التنويرية المحترمة التى سنحصد ثمارها مع الأيام: (منظمةُ التنوير العربية التابعة للأمم المتحدة، وأعضاءُ مكاتبها الرئيسية والفرعية البالغ عددُها ستةً وأربعين مكتبًا فى جميع أنحاء العالم، يتقدمون بالشكر والامتنان للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، ووزير التعليم المصرى د. طارق شوقى، على تطبيق تدريس كتاب «القيم واحترام الآخر» بالمدارس المصرية فى الصفوف الابتدائية، كخطوة مهمة وأساسية على طريق التنوير والتحضّر. ونتشوّفُ بشغف أن تكون تلك الوثبةُ التنويرية إرهاصةً لتدريس مبادئ البيان العالمى لحقوق الإنسان، الذى تنادى المنظمةُ به أُسوةً بالدول المتقدمة التى قطعت شوطًا واسعًا على مضمار الحضارة والتنوير والنهضة التعليمية، لما فيه من قيم إنسانية عليا؛ تدعو للمساواة والعدل واحترام الآخر، وحماية كرامة الإنسان والحق فى الحياة فى سلام وأمان).

مصرُ هى الدولةُ التى غرستْ بذرةَ الأخلاق الأولى فى تُربة هذا العالم، قبل نزول الرسالات السماوية والأديان بآلاف السنين. مصرُ هى الدولة العظمى التى سنّت فى «قانون ماعت»، ربّة العدالة والضمير عند سلفنا المصرى الصالح، مانيفستو الأخلاق فى المحاكمة الأوزورية حيث يُقرُّ المرءُ باعترافات سلبية تضمن له الخلود فى الفردوس، قائلا: «لم أكذب، لم أقتل، لم أسرق، لم أعذّب حيوانًا، لم أتسبّب فى شقاء نبات بأن نسيت أن أسقيَه، لم أتسبّب فى دموع إنسان...»، هكذا وصلت رقّةُ المشاعر وعمق الخُلق عند «المصرى القديم»، وها نحن الآن نبنى «المصرى الجديد» على ذات القيم الرفيعة. فشكرًا لمن حقّقَ لنا الحُلم الذى خِلنا أن دونَه المُحال. «الدينُ لله، والوطنُ لمن يرتقى بأبناء الوطن».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«القيم واحترام الآخر» شكرًا يا ريّس «القيم واحترام الآخر» شكرًا يا ريّس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon