توقيت القاهرة المحلي 10:22:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوركسترا وطني بقيادة المايسترو عبدالفتاح السيسي

  مصر اليوم -

أوركسترا وطني بقيادة المايسترو عبدالفتاح السيسي

بقلم : فاطمة ناعوت

هل بوسعنا، نحن المصريين، أن نُكوّن فريق أوركسترا مصريًّا قُوامه تسعون مليون عازف؟ فتكون أنت عازف تشيللو، وأنا عازفة هارب، وابن خالتك عازف بيانو، وابنة خالتى عازفة ڤيولين، وجارى العجوز عازف كونترباص، وجارتى الشابة عازفة ماريمبا، وصديقة طفولتى عازفة فلوت؟ على أن تتراوح عيوننا جميعًا بين نوتة السيمفونية التى نعزفها وهى: (صالح مصر)، وبين المايسترو قائد الأوركسترا وهو: (قائد مصر)؟ اسمعوا معى ما يلى:

(فريقى الموسيقىّ الضخم الذى ترونه الآن، مُكوّنٌ من رجال ونساء جاءوا من بلادٍ كثيرة مختلفة من أنحاء العالم. لهذا فإنهم شديدو الاختلاف. أعراقٌ وألوانٌ مختلفة، عقائدُ ومعتقداتٌ ومذاهبُ عديدة، أفكارٌ وأيديولوجيات وتوجّهاتٌ وثقافاتٌ متباينة. ولكننا، هذا الجمع المتنافرُ، سنتوحّد بعد برهةٍ فى معزوفة واحدة، كأننا نحمل روحًا واحدة، وصوتًا واحدًا، وعينًا واحدة تقرأ نوتةً واحدة، وتتبعُ عصا واحدة فى يد مايسترو واحد. نعيشُ معًا، ونعملُ معًا، فى سلام وتناغم ومحبة حقيقية لا تعرفُ الشِّقاقَ ولا الشتاتَ ولا التناحر. لأن نجاحَ كل فردٍ فينا، هو نجاحٌ لنا جميعًا، وفشلُ أى عضو منّا، هو إخفاقٌ محقّقٌ للمعزوفة التى نعزفُها، وبالتالى: فشلٌ لنا جميعًا دون استثناء. طاقم الأوركسترا أُناسٌ يعيشون معًا، ويعملون معًا فى سلام وهارمونية، دون تناحر ولا نزاعات.)

هذا ملخّصُ الكلمة البليغة التى ألقاها ملك الڤالس والمؤلف الموسيقىّ الهولندى الشهير أندريه ريو، فى قاعة راديو سيتى ميوزيك بنيويورك قبل أن يبدأ الأوركسترا فى عزف عدة مقطوعات موسيقية بديعة، امتدت ساعات طوالا مرّت علينا كلحظة خاطفة؛ لأن الجمالَ الفريد، كما تعلمون، يمرُّ مرور السحاب.

أما الملك ريوو، André Rieu، فمن مواليد 1949. بدأ عزف الڤيولين ودراسته فى الكونسرڤتوار الملكى البلچيكى من عمر الخامسة. ثم تعلّم على يد كبار الموسيقيين حتى تخرّج من معهد الموسيقى الملكى فى بروكسيل. أسّس ريو أوركسترا «يوهان شتراوس» عام 1987، وقدّم الكونشرتو الأول بعدها بعام، بعدد 12 موسيقيًّا فقط. فى عام 2008 اتسع الأوركسترا ليضمَّ 43 عضوًا ثابتًا، وبدأ يؤدى عروضه باستضافة موسيقيين ومغنين ذائعى الصيت على أكبر مسارح ودور الأوپرا فى العالم. واشتهر الأوركسترا بتقديم الأعمال الكلاسيكية الكبرى على نحو غير تقليدى مع شيء من الرعونة فى الأداء الموسيقى، إضافة إلى «كسر الحائط الرابع»، بتعبير بريخت، عن طريق التفاعل مع الجمهور ومداعبتهم بالنكات والقفشات والحيل الكوميدية أحيانًا. يضم الأوركسترا الآن ما بين ثمانين إلى مائة وخمسين عازفًا وعازفةً. تلك العازفات اشتهرن بارتداء فساتين ڤيكتورية فاتنة تنجح فى نقلنا إلى عالم الكلاسيكيات التى نُنصتُ إليها فى شغف؛ لأن تلك الموسيقى لا تخاطب الأذن والعقل، بقدر ما تتسلل مباشرةً إلى الروح؛ فتعيد ترتيب أوتارها المتنافرة لتضبطها و«تدوزنها» على نغمة الجمال النقىّ؛ فيصفو الإنسان ويشفُّ ويكاد يحلّق فى علياء السماوات.

أكتبُ عنه اليوم ليس لأننى من المفتونين بالڤالس، وأضعه دُرّةً فوق تاج الموسيقى، التى أعتبرها بدورها دُرّة فوق تاج الفنون الستة، كما صنّفها الإغريقُ، أو السبعة إذا ما أضفنا السينما. ولا لأننى لا يمرُّ يوم دون أن أكافئ نفسى بقطعة ڤالس لتشايكوڤسكى أو شتراوس أو شوبان. ولا حتى لأننى أدركتُ عبقرية عبد الوهاب حينما سخّر الڤالس الغربى فى نغم شرقيّ عميق. بل أكتبُ عنه اليومَ لأننى، فيما أتأمل حال الشتات التى وصلنا إليها اليوم، تذكّرتُ تلك الخطبة القصيرة التى استمعتُ إليها قبل أعوام، فترجمتُها للعربية، بتصرّف، لكى نتأمل عمق فلسفتها.

هل بوسعنا أن نستلهم تلك الفلسفة الذكية العميقة فى رحلة بنائنا مصر؟ هل من سبيل لأن نعتبر أنفسنا، نحن المصريين، أعضاءَ فى أوركسترا ضخم قوامه الشعب المصرى بأسره بكافة طوائفه، يقوده مايسترو وطنىٌّ عظيم اسمه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى ينهض بمصرَ فى خطًى واسعة وعلى نحو علمى مدروس أدهش العالمَ بأسره؟ هل من العسير أن ننتظم معًا كمصريين، على اختلاف عقائدنا وانتمائاتنا الفكرية، فى كونشرتو متناغم واحد يعزف معزوفة (صالح مصر) دون نشاز ولا عِوَج ولا إهمال ولا فساد؟ هل من العسير أن نبنى مصرَ معًا دون تخوين أو تكفير أو تنمّر أو تسفيه جهد أو غلاظة قلب؟ أليس بوسع الشعب الذى بنى الهرم وشقّ القناة وشيّد السدَّ وأشعل ثورة يونيو وطرد الإخوان الخونة، أن يعزف هذا الكونشرتو الجميل؟ تُرى ماذا نسميه؟ كسّارة البندق؟ الدانوب الأزرق؟ كليوباترا؟ لا، دعونا نطلق عليه: «فالس الزهور فى حديقة مصر». مصرُ العظيمةُ تستحق. «الدينُ لله، والوطنُ لمن يعزفُ معزوفة الوطن».

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوركسترا وطني بقيادة المايسترو عبدالفتاح السيسي أوركسترا وطني بقيادة المايسترو عبدالفتاح السيسي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon