بقلم - فاطمة ناعوت
كلُّ صحافةٍ إنسانيةٌ، حرّةٌ، راقيةٌ، تتقصّى الحقيقةَ، تدقّقُ فى الحرف قبل الكلمة، وتضعُ صالحَ الوطنِ وصالحَ المواطن نُصبَ عينيها، هى بالضرورة صحافةٌ تستحقُّ أن نطلق عليها «ضمير الوطن». وفى تلك المعادلة الصعبة العصيّة على التحقيق، تأتى جريدة «المصرى اليوم» فى المقدمة. حلَّ عيدُ الميلاد العشرين للجريدة الجميلة التى وُلدَت بدرًا منذ أشرقت فى العاشر من يونيو عام 2004، ولأن الميلادَ عنوانُ الحياة، علينا أن نعرفَ كيف وُلِدت «المصرى اليوم»، ولماذا، لكى ينفضَّ سرُّ جمالها واكتمالها.
وُلِدت «المصرى اليوم» من رحِم «الضمير». فوراء ميلادها حكايةٌ نبيلةٌ قصَّها مؤسسُها المهندسُ «صلاح دياب»، أدعو القارئ العزيز للبحث عنها لكى يقف على مفتاح السرّ النبيل، حين يعرف أن «المصرى اليوم» جاءت للوجود فقط لكى تنتصر «للضمير»، ولرد الحقّ لصحفى محترم فُصِل من العمل، لأنه عبّر عن رأيه الحرّ فى قضية وطنية فى إحدى الصحف. فما كان من رجل الأعمال المثقف المهندس «صلاح دياب» إلا أن قرر استئناف رسالة جده «توفيق دياب» المناضل الثورى ورائد الصحافة المستقلة فى جريدة «الجهاد» العريقة عام 1931، وأصدر جريدة «المصرى اليوم» عام 2004، ليترأس تحريرَها هذا الصحفى المحترم، وهو الراحل «أنور الهوارى»، تكريمًا له وتعويضًا عمّا خسره لقاءَ قول الحق. وتوالى على الجريدة رؤساءُ تحرير أكفاءٌ، ليستمر إشراقُها وعطاؤها على مدى عقدين، وإلى مدى الأعوام بإذن الله.
ولأن ميلادَها كان «ميلادُ ضمير»، فأنا أفخرُ كلَّ الفخر بأننى واحدةٌ من أقدم كتّاب هذه الجريدة المحترمة. فى عيد ميلادها العشرين، كتبتُ على صفحتى هذه الكلمات: (النهارده عيد ميلاد جورنالى الحبيب «المصرى اليوم»، الجريدة الأجمل والأصدق والأرقى والأكثر وطنية واستنارةً)، وهالنى كمُّ الحبّ والاحترام الذى تحظى به الجريدةُ فى قلوب قرائها من جميع أرجاء الوطن العربى، ورد فى تعليقات رواد صفحتى. أقتطفُ بعضَها، لأن البعضَ يشى بالكلّ:
«أدهم منصور»: («المصرى اليوم» الغرّاء تحمل اليوم لواءَ الصحافة الموضوعية التنويرية الحرة، قاطرة الخطاب الوطنى، السياسى، الاجتماعى، الثقافى، الدينى. تشبه فى أصالتها تمثال «نهضة مصر»). «أمير نسيم»: (هى الجريدة التى أسأل عنها بالاسم. جريدة احترمت وجودها فاحترمناها. يكفيها كتّابُها الأفاضل). «عبده نصيف»: (الجريدة الغراء تعبر عن حال كل مصرى، تتمتعُ بالمصداقية وتعدّد الآراء). «عمرو العراقى»: (تحية من العراق للشوكة فى عيون دواعش المجتمع المصرى وأعداء الفكر الحر). «جميل شاهين»: (هنيئًا للجريدة أن تتزين صفحاتُها بأقلام قامات ثقافية ووطنية بمقامكم. دمتم صامدين فى وجه كل العواصف التى تريد النَّيل من مصر الحضارة ومصر الماضى والحاضر والمستقبل). «على رديف»: (خزينٌ معرفى عميق. تحية من «بغداد» لجريدة «المصرى اليوم»، أرقى الصحف المصرية). «أشرف الطويل»: (جريدة محترمة تعبر عن حال كل المصريين). «د. مجدى حسن»: «أ. فاطمة، ما ذكرتِه عن الجريدة صحيح ١٠٠٪، وأنا من عشّاقها). «وجدى صادق»: («المصرى اليوم» نالت ثقتنا واستحقت وسام الشرف المهنى، فهى لا تجامل حاكمًا ولا تنحاز إلى فصيل دون آخر. كان سبب اهتمامى بها البحث عن مقالات الكاتبة «فاطمة ناعوت» ثم استمر عشقى لها.. كل عام وهى هرمُ الصحافة صاحبة الجلالة). «محمد يحيى»: (نبارك للصحيفة وكوادرها المتميزة، ومساهماتها الفاعلة على مدار العشرين عامًا، ومزيدًا من النجاح إن شاء الله). «غادة خالد»: (خالص الشكر والتقدير لجريدة «المصرى اليوم» على جهودها المستمرة فى تقديم محتوى صحفى متميز يعكس الواقع بموضوعية ومصداقية. شكرًا لالتزامكم الدائم بنقل الأخبار وتحليل الأحداث بدقة، ولإسهاماتكم القيّمة فى إثراء المشهد الإعلامى والثقافى فى مصر. دمتم مصدرًا موثوقًا للإعلام وأمنياتنا لكم بمزيد من النجاح والتقدم). وليت المقال من مليون كلمة لأقتطف المزيد من الكلمات الجميلة فى حق جريدة جميلة نعتزُّ بها.
فى الحفل البهى الذى أُقيم فى «دار الأوبرا المصرية» احتفالا بعيد ميلاد الجريدة العشرين، والذى اختُتم بنغم المايسترو العظيم «عمر خيرت»، قُدمت جوائزُ «المصرى اليوم» لنوابغ الصحفيين. وأما دُرّة الجوائز فكانت من نصيب الصحفى الأمريكى الشريف «كريس هيدجيز» الذى عارض سياسة دولته الاستعمارية ورفض «غزو العراق»، وفضح ما تفعله إسرائيلُ فى فلسطين من إجرام، وكتب فى ذلك شهادة نارية ضد المحتل الصهيونى تُعرّى وجهَه الدميم، عنوانها: «إسرائيل وضيوف نيرون»، تستحقُّ أن يقرأها العالمُ بأسره. لهذا استحق «جائزة توفيق دياب»، وهى جائزة «المصرى اليوم» الكبرى، وقيمتها نصف مليون جنيه.
ألم أقل لكم إنها جريدة «الضمير !.»