توقيت القاهرة المحلي 08:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«محمود العلايلى».. إليكَ سنبلةَ القمح

  مصر اليوم -

«محمود العلايلى» إليكَ سنبلةَ القمح

بقلم: فاطمة ناعوت

كيف يحقُّ لك أن تمضى قبل أن أوقّعَ لك نسخةً من كتابى «حوار مع صديقى المتطرِّف» الذى أقنعتنى بضرورة إعادة طباعته من جديد تحت عنوان «محاكمةُ القمح»، عسانا نساهمُ فى تنبيه النشء الصغير لخطر «جماعة الإخوان» الذى عشناه نحنُ، ولم يعشه الصغار؟!، كيف ترحلُ قبل أن ترى الكتابَ الذى قلتَ إنه جرس إنذار للأجيال الجديدة لئلا تقعَ فى شَرَك الجماعة الإرهابية التى تكيد للوطن منذ عام ١٩٢٨ ومازالت، ولا تزالُ، ولن تزالَ؟!. كتابى، الذى تدورُ صفحاتُه الآن فى المطابع، يعودُ إليكَ فضلُ ميلاده الجديد. فأنت مَن قرأ الكتابَ وقت صدوره قبل ثمانى سنوات وتحمّس له، وأنت مَن ناقشه فى «صالون علمانيون» فى إبريل الماضى مع الصديق «أحمد سامر»، وأنت مَن تكلّم عن أهمية طباعته مُجددًا، واقترح دارَ النشر، وأنت مَن عطّل نفسَه عن أعماله فى أحد صباحات مايو الماضى ليلتقى بى فى «مكتبة مدبولى» بوسط البلد، لنقدّم نسخةً من الكتاب للصديق «محمود مدبولى» ويشرح له أهميته وضرورة طباعته، وأنت مَن وعدته بتوقيع أولى نسخه له.

لهذا، فـ عِوضًا عن توقيع إهداءٍ عابرٍ مكتوبٍ بخط اليد على صفحة الكتاب الأولى بالقلم الحبر، سيكونُ الإهداءُ مطبوعًا فى صدره كجزءٍ أصيل مِن مَتنِه. ومثلما أهديتُ الكتابَ فى طبعته الأولى عام ٢٠١٦ إلى «مُحيى الدّين بن عربى، وغاندى، وجبران، وجلال الدين الرومى، وغيرهم من رُسُل السّلام والمحبّة»، وكذلك إلى ابنى «عمر»؛ «عساه يعيشُ فى مجتمع عادل خيّر، يليقُ بجماله ونقائه»، أهديه اليومَ إلى روحك الوطنية المثقفة أيها الصديق النبيل الدكتور «محمود العلايلى» الذى غدَرَنا وغادرنا مبكرًا جدًّا، وسط دعائنا وتضرّعنا إلى لله أن ينقذك من الزائر الخبيث المباغت الذى اختطفكَ من بين أيدينا فى وقت جدّ قصير، قبل أن نفهمَ ما يحدثُ أو نتمكنَ من زيارتكَ ووداعك، وقبل أن توقّعَ لنا روايتَك الجديدة عن «دار مدبولى» «عزرائيل وطقوسُ الدماء الذهبية» التى تنبأتَ فيها برحيلك المفاجئ، فكتبتَ على غلافها الخلفى: «من أيام وأسابيع، كان الموت بيطاردنى، كنت خايف أموت، دلوقت بقيت خايف أعيش، هو فاكر إنه هو اللى بيحقق العدل فى الدنيا، واللا تكون إنت اللى فاكر كده!!.. إحنا بقينا نتكلم عن الموت أكثر ما بنتكلم عن الشغل والأكل والعيال. أنا كنت فاكر إن عزرائيل شغلته يقبض الأرواح بس، لكن طلع إنه ممكن يدمر حياة الناس وهما عايشين».

العزيز د. «محمود العلايلى».. سوف نفتقدك صديقًا راقيًا ابن أصول لا مثيل له، ووطنيًّا فاعلا ساندَ وطنَه فى جميع الأزمات التى مرَّ بها، وناشطًا سياسيًّا لامعًا له رؤيةٌ محترمة فى الاقتصاد وعلوم الوطن، ومناضلا تنويريًّا واعيًا راقيًا، وقلمًا رفيعًا جسورًا عزَّ نظيرُه. سوف تفتقدكَ أسرةُ جريدة «المصرى اليوم» التى ترافقت أقلامُنا على صفحاتها سنواتٍ طوالاً، وسوف يفتقدك قراؤك وجمهورك أديبًا جميلا وكاتبًا صحفيًّا مهمًّا، مثلما يفتقدك مرضاك طبيبًا جادًّا خففت آلامهم بعلمك وقلبك. أما زوجتك الجميلة «نانسى»، وأسرتك وذووك، فهنا يتوقف القلمُ عاجزًا عن خطِّ كلمات مواساة وعزاء.. فأنا أعلمُ هولَ الصدمة وحجمَ الوجع الذى يعيشونه اليوم، ولا كاشفَ له إلا اللُه الرحمنُ الرحيم. اللهم أحسنْ عزاءهم وطيِّبْ قلوبَهم بـ بَرَدِ الصبر الجميل والاحتساب. ولا نقولُ إلا ما علّمنا اللهُ أن نقول: «يا أيتها النفسُ المطمئنة ارجعى إلى ربّك راضيةً مرضية، فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى».

■ ■ ■

ومن نُثار خواطرى:

(اختطاف)

هذا الشاهدُ الباردُ

فوق ضريحكَ

ما كان ينبغى له

أن يكونَ رُخامًا

باردًا

مادام كان بوسعِه

أن يغدوَ

كلمةً فى كتابك الجديد

أو قبسَ نورٍ

يضيئ مكتبك

فى ليلةٍ معتمة

قررتَ فيها أن تخطَّ

مانيفستو

تحرير الوطن

...

هذا الزائرُ اللصُّ

الذى اختطفك منّا

ما كان له أن يكونَ ما كان

إذْ كان بوسعه أن يكون

ريشةً

فى جناح طائر

يحملُ

علمَ بلادى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«محمود العلايلى» إليكَ سنبلةَ القمح «محمود العلايلى» إليكَ سنبلةَ القمح



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon