توقيت القاهرة المحلي 12:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملكاتُ وملوكُ السَّلف الجميل.. يجوبون العالم!

  مصر اليوم -

ملكاتُ وملوكُ السَّلف الجميل يجوبون العالم

بقلم : فاطمة ناعوت

لو علِم الرئيسُ السيسى ماذا فعلَ بنا- نحن المصريين، ونحن نشاهدُه يُنصِتُ فى إجلالٍ إلى إحدى وعشرين طلقةً أطلقتها المدفعية تحيةً للموكب الملكى العظيم، ثم ينهضُ من مقعده فى «المتحف القومى للحضارة المصرية» بالفسطاط، ليقطعَ الردهةَ الملكية فى خُطًى واثقةٍ، ثم يقفَ عند بوابة المتحف مُستقبِلًا نظراءَه من ملكات مصرَ وملوكها لحظةَ وصولهم من «المتحف المصرى» بالتحرير فى اثنتى وعشرين عربةً ملكية، محفور على كلٍّ منها بحروف مُذهَّبة اسمُ الملكة أو الملك التى تحمل- لأدركَ أنه منحَنا الكثيرَ من زاد الفرح والفخار، ما يدفعُنا للعمل الجادّ من أجل سموّ هذا الوطن العريق. وقف رئيسُنا العظيمُ ملكًا أمامَ ملوك، فى لحظة جلالٍ مَهيب، وكأنه يقول لهم: «أيها الأجدادُ العظام، ها نحن نحملُ مشاعلَكم المضيئةَ، لكى نُعيد أمجادَكم، ونبنى مصرَنا الحديثة بما يليقُ بما صنعتم من خلود، حتى يفخرَ الأجدادُ بالأحفاد».

ما كلُّ هذا الإبهار المدهش والفخامة واحترافية التنظيم والفن الرفيع الذى قدّمته مصرُ لنا وللعالم، لتُراكِمَ معجزاتِها الحديثةَ على معجزاتِ تاريخها الذى دوّخ العالمَ منذ آلاف السنين! نشكركَ أيها الرئيسُ المثقف/ عبدالفتاح السيسى، على تلك اللحظة التاريخية الفريدة فى تاريخ مصر البهيّة. نشكركَ أنْ عزّزت فينا فخرَنا بهُويتنا المصرية العريقة، وكرّستَ داخلنا شعورًا «مخيفًا» بمسؤولية أن نكونَ أهلًا لحمل هذا الإرث المجيد، فنعملُ ونُتقِن ونكدّ حتى نبنى مستقبلًا يليقُ بماضينا الخالد. شكرًا للوزير المثقف د. «خالد العنانى» الذى استعرضَ، فى بضع دقائق مكثفة، تاريخَ مصرَ البانورامى العريق: الفرعونى، اليونانى، الرومانى، القبطى، الإسلامى، خلال استعراضه مفردات المتحف أمام الرئيس، ومندوبة اليونسكو، وعيون العالم التى كانت ترقبُنا من وراء الشاشات ونحن نصنعُ تلك اللحظة الخالدة فى تاريخ مصر الحديث. شكرًا للمايسترو الجميل «نادر عباسى»، والأوركسترا المحترم الذى قدّم لنا وللعالم ذاك الإبهار الموسيقى المدهش بالغ التعقيد، والمحسوب بدقة فائقة لكى يتناغمَ ويتواكب ويُحايث موسيقيًّا وإيقاعيًّا، كلَّ لحظةٍ من لحظات هذا الحدث المهيب. شكرًا للجميلات: «ريهام عبدالحكيم، أميرة سليم، نسمة محجوب» ذوات الحناجر الذهبية اللواتى شدون بالفصحى والعامية وباللغة المصرية القديمة أغنياتٍ فائقةَ العذوبة والرقىّ. وشكرًا لحنجرة «محمد منير» الآسرة تشدو بلسان مصرَ وتحكى. شكرًا لطاقم العمل فى اللجنة العليا لسيناريوهات المتاحف بوزارة الآثار على هذا التنسيق العبقرى الذى أخرج الملحمة التاريخية كسيمفونية بالغة الإتقان والفرادة، من حيث التنظيم والتصوير ونقل الرقصات الفرعونية من كل أرجاء مصر: سفح الهرم، الأقصر، الدير البحرى، ومختلف أماكن مصر الزاخرة بالأثر العظيم. شكرًا للمصور السينمائى المصرى العالمى «أحمد المرسى» وفريقه المحترم الذين نقلوا لنا العرضَ الملكىَّ على هذا النحو الاحترافى المدهش. شكرًا لمصممة الأزياء «مى جلال»، والاستايلست «خالد عزام» على ملابس أبطال هذه الاحتفالية الخالدة.

على مدى عقود طوال، جفَّ مدادُ قلمى كتابةً ومناشدةً ومُناداة وحُلمًا بتدريس حضارتنا المصرية الخالدة لتلاميذ المدارس؛ حتى يشبّوا حاملين مسؤولية «الإتقان» العجيب، الذى كان صُلبَ فلسفة السَّلف المصرى الصالح. ولم يتحقق حُلمى العصىّ. بالأمس فقط، وخلال ساعتين، كان حفلُ موكب المومياوات الملكية بمثابة درسٍ مكثّف فى علم الـEgyptology الذى تمنيتُ أن يُدرّس فى مدارس مصر، فإذا به يُدرّس للعالم بأسره فى كبسولة فاتنة خلال الحدث الجليل. كان يوم 3 إبريل، وسوف يظلُّ، عُرسًا مبهجًا لقلبى وقلب كلّ مصرى شريف يعتزُّ بهويته المصرية وتاريخ سَلفه الخالد. السلف الذى علّمَ الدنيا: «قانون الأخلاق، والطبّ، والعمارة، والفلك، والزراعة، والسياسة، والهندسة وحساب المثلثات والرياضيات، والكتابة والتدوين، والموسيقى والرقص والغناء، والتشكيل والنحت، وفن صناعة الأزياء والمجوهرات، وبناء التقويم الزمنى. فى هذا العام 2021 ميلادية، 1443 هجرية، سوف نحتفل بالعام رقم 6263 على الروزنامة المصرية! تصوروا حجمَ القِدَم والعراقة وسباقة التقاويم، أن يفكّر سلفُنا المصرىُّ النابهُ فى حساب الزمن منذ ستة آلاف عام! وسبقت ذلك دون شك قرونٌ وقرون من «السَّعى الحضارى» الجادّ الذى كان المصرىُّ القديم يُنصِتُ فيها إلى إيقاع العالم ويكتشفُ أسرارَه وخبيئاته ويُشيّد حضارتَه العصيةَ على الاستيعاب والإدراك. ذاك هو تاريخُنا العظيم الذى نعيدُ اكتشافَه اليومَ؛ بعد محاولاتٍ طمس دؤوب مارسَها أعداءُ الجمال خصوم الحضارة على مدى عقود طوال؛ لكى ننسى ماضينا فنفقدَ القدرةَ على صناعة مستقبلنا. وهنا وجب تقديم الشكر للدكتور «طارق شوقى»، الذى أدخل منذ توليه وزارة التعليم فرائدَ مختارة من أدبيات الحضارة المصرية القديمة فى مناهج تلاميذ الابتدائى حتى ينشأوا مرتبطين بإرثهم المصرى الثرى. وفى الأخير نشكرك يا ‫مصر أنْ كنتِ لنا أمًّا لنحمل مجدَك العظيم فوق هاماتنا. «الدينُ لله، والوطن لمَن يعتزُّ بهُوية الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملكاتُ وملوكُ السَّلف الجميل يجوبون العالم ملكاتُ وملوكُ السَّلف الجميل يجوبون العالم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon