توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السحورُ على شرف النسيج المصرى

  مصر اليوم -

السحورُ على شرف النسيج المصرى

بقلم - فاطمة ناعوت

لا يمكنُك أن تمرَّ من جوار صرح «المتحف القومى للحضارة المصرية» المجاور لحصن بابليون بالفسطاط شرق القاهرة ثم تدلفَ من بوابته دون أن يخفقَ قلبُك، إذ تتذكّر ذلك اليوم التاريخى العالمى المهيب فى أبريل ٢٠٢١ الذى شهد «موكب المومياوات الملكية» وهى تغادر موقعَها القديم فى «المتحف المصرى» بميدان التحرير إلى موقعها الجديد الدائم بقاعات «المتحف القومى للحضارة المصرية» على ضفاف بحيرة القاهرة.

لا ننسى مشهد وقوف الرئيس المصرى «عبدالفتاح السيسى» مُنصتًا فى إجلالٍ إلى إحدى وعشرين طلقةً أطلقتها المدفعية تحيةً للموكب الملكى العظيم، ثم قطعه الردهةَ الملكية ليقف عند بوابة المتحف مُستقبِلًا نظراءَه من ملكات مصرَ وملوكها لحظةَ وصولهم فى اثنتى وعشرين عربةً ملكية، محفور على كلٍّ منها بحروف مُذهَّبة اسمُ الملك أو الملكة التى تحمل. كانت وتظلُّ لحظة خالدة ماجدة محفورة فى ذاكرة كل مصرى راهن، وكل إنسان عايشَ ذلك المشهد المصرى المهيب عبر شاشات فضائيات العالم. وها هى دُرَّةٌ جديدة تُضافُ إلى صندوق جواهر متحف الحضارة المصرية: «قاعة النسيج المصرى»، التى افتتحها قبل أيام د. «خالد العنانى» وزير السياحة والآثار المثقف بحضور كوكبة من الوزراء والسفراء والكتّاب والإعلاميين والشخصيات العامة المصرية والعالمية. واختير يوم الافتتاح ١٨ أبريل، الموافق لليوم العالمى للتراث، كما أقرّته اليونسكو من كل عام.

نقفُ الآن على مهابة متحفنا الاستثنائى الجميل الذى يقعُ على مساحة ١٣٠ ألف متر مربع، ويضمُّ أكثر من ٥٠ ألف قطعة أثرية تحكى تاريخَ مصرَ البانورامى العريق: الفرعونى، اليونانى، الرومانى، القبطى، الإسلامى، نُنصتُ إلى د. «مصطفى وزيرى» الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ليفيض علينا من علمه الغزير مفردات الفنّ المصرى العريق الذى حوّل به الجدُّ المصرى نباتَ الكتّان إلى منسوجاتٍ وفُرشٍ وفرائد فنية وملابس تُزيّن منازله ومعابده وتكسو جسده. كانت مصرُ العظمى من أولى الحضارات التى ابتكرت فن النسيج وبرعت فى غزله وتلوينه. وكانت الملابس والمنسوجات والمشغولات الغزلية الأنيقة من بين الهدايا التى تبادلها ملوكُ مصر الفراعنة مع ملوك العالم القديم. أتقن الجدُّ المصرى تلك الصناعة باستخدام النول الأفقى وأدوات الغزل المتنوعة والألوان المبهجة فى صباغة أزياء النبلاء ورجال الدين والعامة، كما تزينت القصور والمنازل والمعابد بالستائر والبُسط وفُرُش الآسرَّة، عطفًا على الملابس زاهية الألوان بديعة التصميمات، وأردية الكهنة المزخرفة بالكتابات الهيروغليفية والتى تغطى الأكتاف فى طقوس الصلاة والتعبد. وضمّت قاعةُ النسيج نماذجَ مصغرةً لورش النسيج المستخدم فيها النول الأفقى، عُثِر عليها بمقابر الدولة القديمة، ما يشير إلى قداسة حرفة الغزل والنسيج لديهم، والتى ساهمت فى اشتهار نبات الكتان فى كل بيوت الأزياء العالمية الراهنة.

فى البدء، ارتدى المصرى القديم ملابسه بلون الكتان الطبيعى، ثم أضاف صبغات طينية برتقالية اللون لصناعة منسوجات من البنى والأحمر والأصفر، ثم طوّر الجد المصرى من فنون التلوين بخلط مواد مستخرجة من أشجار السنط، ليظهر الأزرق والأبيض والأخضر فى ملابس الجد المصرى القديم.

وفى ذات القاعة، شهدنا باروكات بضفائر إفريقية سوداء ساحرة مجدولة بخيوط ملونة كانت تتزيّن بها السيدة المصرية القديمة التى اشتهرت بأناقتها وحُسن اهتمامها بجمالها. ولا شك أن قاعة النسيج المصرى التى افتتحت بالأمس فى «المتحف القومى للحضارة المصرية» أكثر ثراء من أن توصف فى مقال، ولا بديل عن زيارتها للوقوف على جانب من جوانب فرادة حضارتنا المصرية الخالدة.

بعد تلك الجولة الجميلة بين خيوط نسيجنا المصرى، ذهبنا إلى بحيرة القاهرة الساحرة الملاصقة للمتحف Le Lac du Caire لتناول السحور على أنغام ديفيليه مصرى استعراضى بديع يحمل تيمة Follow the Sun «اتبعِ الشمس»، وهو عنوان الحملة الدعائية الإلكترونية الجميلة التى أطلقتها وزارة السياحة والآثار والهيئة العامة للتنشيط السياحى من أجل الترويج للمقصد السياحى المصرى لموسم صيف ٢٠٢٢ لاجتذاب السياح من جميع أنحاء العالم إلى أرض مصر الخالدة. أهدتنا وزارةُ الثقافة وهيئة قصور الثقافة هذا الاستعراض المبهر الذى ارتدى فيه الراقصون والراقصات الأزياء المميزة لكل محافظة مصرية، يغنون تلك الأغنية البديعة بلهجات المحافظات المختلفة والرقصات المميزة لكل محافظة: «Sing for the sun with the riddle of the sun غنى للشمس أغنية الشمس، أهلا بك فى بلادنا، فى الجمهورية الجديدة، وضيوفنا أجمل هدية».

كانت بحق أمسيةً لا تُنسى. شكرًا لكل من شارك فى إخراجها على هذا النحو الراقى.. وشكرًا للدكتور «أحمد غنيم» الرئيس التنفيذى للمتحف القومى للحضارة المصرية على استضافتنا على شرف الجمال والخلود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السحورُ على شرف النسيج المصرى السحورُ على شرف النسيج المصرى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon