توقيت القاهرة المحلي 20:57:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة في قلب صفقة القرن

  مصر اليوم -

غزة في قلب صفقة القرن

بقلم - نبيل عمرو

إحدى عشرة سنة كبيسة عاشتها غزة في حالة حرب وحصار، وبلغ الوضع الإنساني فيها حداً من التدهور لا مثيل له، حتى في مدن الربيع العربي التي لم تضطر حتى الآن - رغم هول ما حل بها - لشرب الماء الممزوج بالرمل، والعيش بين ركام بيوت هدمت في جولة سابقة، وتنتظر أن تهدم في جولة قادمة.

هذه البقعة التي تقل مساحتها عن أربعمائة كيلومتر مربع، والتي هي من أكثر الأماكن اكتظاظاً بالبشر، والمنغلقة بين الصحراء والبحر، هي بالنسبة لمن يخططون لصفقة القرن، المدخل لتسوية الوضع الفلسطيني بأكمله. لهذا ولد الاهتمام المفاجئ بمأساة غزة في البيت الأبيض وفي إسرائيل.

البيت الأبيض عقد حلقة بحث بعنوان «إنهاء الوضع المأساوي في غزة»، وفي الوقت ذاته عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر اجتماعاً تحت العنوان نفسه. 

ولوحظ خلال الأشهر القليلة الماضية، أن المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات، ضاعف من اهتماماته بغزة، سواء بالوقوف على الحدود إلى جانب الضباط الإسرائيليين، والإكثار من التصريحات التي يظهر فيها غرينبلات قلقاً متنامياً من انهيار الوضع الإنساني في غزة، بما يتطلب إجراءات عاجلة لتسوية الأوضاع هناك. ومن أجل ألا تشعر السلطة في رام الله بالعزلة والتهميش، فقد أعلن المبعوث الأميركي أن الترتيبات المقترحة لغزة، ينبغي أن تتم بالتشاور مع السلطة الشرعية في رام الله.

بعد عطلة العيد مباشرة، سيصل فريق صفقة القرن إلى المنطقة، وسيقضي خمسة أيام في لقاءات مع الدول العربية المؤثرة بقوة في الوضع الفلسطيني، وبالطبع لن يلتقي الوفد الأميركي بالفلسطينيين بحكم القطيعة القائمة الآن، والتي طورتها بعض التصريحات الأميركية إلى حرب باردة، وجهت فيها إنذاراً قُرئ من بين سطوره أن هنالك حاجة لتغيير القيادة الفلسطينية، وكان مدروساً بعناية الاختزال الذكي لصائب عريقات، الذي كما قال غرينبلات يعبر عن سياسة تضر بمصالح الشعب الفلسطيني، وتغلق احتمالات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

لماذا غزة؟
لنحاول الإجابة بافتراض أن تفاهماً إسرائيلياً حمساوياً تم مباشرة أو عبر طرف ثالث، يتم بمقتضاه تطبيق سيناريو إسرائيل كاتس، الذي من شأنه إخراج غزة من الحالة المزرية التي هي فيها الآن، إلى حالة مغايرة تماماً، ينتهي فيها القتل والدمار ويرفع فيها الحصار، ويسمح لآلاف العمال من غزة بالعمل في إسرائيل، بأجور تبدو بالمقارنة مع الوضع الراهن فوق الخيالية، وتسمح إسرائيل بإقامة محطات عملاقة لتحلية المياه، مع جزيرة صناعية يقام عليها ميناء ومطار، وقد يكون هنالك شيء مماثل في سيناء، لو تم ذلك، وإسرائيل تدرس هذا الأمر، وشروطها لتحقيقه لم تعد تعجيزية كما كانت في السابق؛ بل يريدون إنهاء ملف المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وتحييد السلاح الحمساوي بدل نزعه، والتخلي عن شرط أن يتم ذلك كله مع حكومة رام الله، حين يتم ذلك سيتم معه التحول في المعادلة القديمة.

غزة الجديدة هي الأساس، وما تتخلى عنه إسرائيل في الضفة هو الملحق.

تسريبات أميركية كثيرة أشارت إلى هذا الاحتمال، ليس بالإفصاح عن تقوية مكانة غزة، وإنما بإضعاف الوضع في الضفة، وذلك من خلال تصفية قضية القدس، والإجراءات الأميركية الإسرائيلية في هذا الاتجاه تمضي متسارعة وبلا هوادة، ثم إغلاق احتمال أي سيادة جدية على الضفة بعد اقتطاع غور الأردن، وتثبيت السيطرة الأمنية الإسرائيلية من النهر إلى البحر، مثلما تعهد بذلك بنيامين نتنياهو، ولا توجد قوة إسرائيلية جدية تعارض هذا التوجه.

هذا تحليل يقوم على استنتاج كيفية توظيف غزة في اللعبة الأميركية الكبرى... صفقة القرن، ولو ظل الوضع الفلسطيني الداخلي على حاله، فما كان فيما مضى يبدو مستحيلاً سيصبح ممكناً؛ بل ربما هو الممكن الوحيد.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة في قلب صفقة القرن غزة في قلب صفقة القرن



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon