توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مثلث الضفة ـ إسرائيل ـ غزة ينتظر شرارة

  مصر اليوم -

مثلث الضفة ـ إسرائيل ـ غزة ينتظر شرارة

بقلم - نبيل عمرو

صورة الوضع على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية كما يلي:
• حرب انتقائية على فلسطينيي الضفة، تقررها خطط وزارة الدفاع، بؤرتها المركزية جنين، وعصفها يطال كل المناطق.
• وتحفز فصائلي في غزة تجري محاولات ضبطه كي لا ينطلق ولو صاروخ واحد يستحضر حرباً جديدة، ربما تكون أوسع من سابقتها.
• أزمة داخلية في إسرائيل هي الأغرب منذ تأسيسها، إذ إن الحكومة القائمة فقدت أغلبيتها البرلمانية وتعيش على إجازة الكنيست، وقد تموت بفعل انتقال نائب واحد إلى المعسكر الآخر.
هذه هي الصورة التي تصلح عبارة «المعادلة الهشة والخطرة» عنواناً لها، أما ما ستسفر عنه هذه المعادلة فهو احتمال أقوى بأن يحدث اشتعال شامل لا ينقصه شيء عود ثقاب يطلق شراره!
لماذا؟
كثير من الحروب الإسرائيلية على الفلسطينيين شاملة كانت أم جزئية، يكون عنوانها الحاجات الأمنية... أما دوافعها ومساراتها وتوقيتاتها فتكون بفعل استجابات لتطورات الوضع الداخلي، حيث القرارات تمليها الاستطلاعات، وفي هذه الحالة يكون إشعال الحرب وليد حاجة للطرف الحاكم كي يبقى، والتغاضي عنها يكون أيضاً وفق ذات الحاجة.
الحكومة الهشة في إسرائيل وعنوانها الثلاثي الرئيسي: بنيت - غانتس - لبيد، ووراءهم بيضة القبان الأكثر هشاشة منصور عباس، تخوض الآن حرباً في الضفة، واستعداداً لحرب على غزة، وتصدر كل يوم بلاغاً تراه ملائماً لتفادي سقوطها، فمن أجل وقف المد الليكودي المناوئ لها تتخذ قرارات أكثر ليكودية، ومن أجل إظهار أنها أقوى شكيمة من منافسها المتربص نتنياهو، تغرق إسرائيل بخطط مبالغ بها... بدءاً من إحاطة الدولة بجدران إضافية فوق جدار السبعمائة كيلو متر الشهير والفاشل في الوقت ذاته، وزيادة منتسبي قوى الجيش والأمن على الأفرع كافة، لتغطي الانتشار الواسع لها والذي يشمل المدن الإسرائيلية، وكامل الضفة وغلاف غزة، ومن أجل إظهار جدوى لكل هذا الذي لا يجدي، تعلن كل يوم عن اعتقال أعداد من فلسطينيي الضفة، قائلة إنها بذلك أحبطت عشرين عملية خطيرة كانت ستتم لولا هذه الاعتقالات.
صنَّاع القرار الحكومي هم من دون مغالاة في حالة فقدان للوزن والاتجاه، وهذا هو النتاج البديهي لحكومة تم تلفيقها لسبب واحد هو مجرد إطاحة نتنياهو، وها هي تعمل تحت كابوس ثقيل ينبئ بسقوط وشيك، ولسبب يبدو في متناول يد الخصم نتنياهو.
حكومة في هذا الوضع أضحت بحاجة الى التنفس برئات فلسطينية، فهي تشدد القبضة على عنق الفلسطينيين كرسالة للناخبين، وتسعى للتنفس من رئة فلسطينية أخرى هي الرهان على القائمة المشتركة لتعديل الموازين، مع أنها في الوقت ذاته تخوض حرباً شرسة ضد رئيس القائمة أيمن عودة الذي دعا الجنود العرب إلى مغادرة الجيش الإسرائيلي، وعدم توجيه السلاح إلى صدور إخوتهم الفلسطينيين في الضفة وغزة، وأماكن أخرى.
الوضع على الأرض غير مسيطر عليه... لا فلسطينياً في الضفة، حيث قدرات السلطة في هذا الأمر هي في درجة الصفر والمبادرات الفردية هي سيدة الحالة، ولا في غزة حيث التحفز للثأر ومراعاة مصداقية الربط بين ما تفعل إسرائيل في الضفة، وما يتعيَّن على فصائل غزة أن ترد. ولا إسرائيلياً حيث احتمال العودة إلى الحرب الأوسع والأشمل، ربما يكون هو الأقرب لإنقاذ الحكومة الهشة من الزوال.
إنَّ شرارة واحدة تنطلق من عملية ينفذها شاب فلسطيني في العمق الإسرائيلي، أو قذيفة تنطلق من غزة تكفي لإشعال السهل كله، وهذا أكثر الاحتمالات منطقية بل وواقعية، رغم الجهود الهائلة التي يبذلها الوسطاء للحيلولة دون ذلك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مثلث الضفة ـ إسرائيل ـ غزة ينتظر شرارة مثلث الضفة ـ إسرائيل ـ غزة ينتظر شرارة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon