توقيت القاهرة المحلي 11:34:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هدف ميسي القاتل

  مصر اليوم -

هدف ميسي القاتل

بقلم-نبيل عمرو

من على بعد آلاف الأميال سجّل فريق ميسي هدفاً مزّق شباك المرمى الإسرائيلي، فوقع على إسرائيل التي ما تزال تحتفل بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وقع زلزال ستظل تداعياته مستمرة إلى أمد بعيد.
كانت إسرائيل قد اختارت تكريس القدس عاصمة لها عبر حدث رياضي يشد أنظار العالم بأسره، وهيأت لهذا الحدث ما يستحق من إعداد وترويج، حتى بدا كما لو أنه أكثر أهمية من نقل السفارة، ولقد فوجئت الدولة العبرية بإلغاء المباراة، لتجد نفسها أمام انتكاسة من النوع الذي تستحيل معالجته، فإن نقلت مكان المباراة إلى تل أبيب أو حيفا أو أي من المدن الرئيسية الأخرى، فكأنما سلّمت بهزيمة مبكرة في القلب، أو أنها سلّمت باستحالة تكريس القدس عاصمة لها في وقت ظنّت فيه القيادة الإسرائيلية أن المعارضة الشاملة لاعتبار القدس عاصمة لإسرائيل سوف تخبو مع الزمن لتتلاشى أخيراً.
ولا شك في أنها كانت فكرة جهنمية، أن يتكرس الحدث السياسي الأكثر خطورة بحدث رياضي أكثر جاذبية وإثارة على المستوى الشعبي، فقد اختار صنّاع هذه الفكرة وقتاً بلغ فيه الاهتمام الشعبي الكوني بكرة القدم ذروته، فبعد أن انشغل الناس بأهم مباراة على الصعيد الأوروبي، وانصرف الاهتمام إلى التحضيرات النشطة والمتسارعة والمثيرة لمونديال موسكو، كانت استضافة ميسي وفريقه الشهير في القدس أشبه باقتحام موفق وفعال لموسم الذروة الكروي بما يبقي في الذاكرة المونديال الخاص بـ«أورشاليم».
وقد تزول أخبار من نقل سفارته أو امتنع لتبقى في الذهن تلك المباراة ومدلولاتها وما يترتب عنها.
ما الذي ستفعله إسرائيل لاحتواء آثار هذه الصفعة المدوية؟ هل ستطلب من أميركا ضغطاً مضاعفاً على الأرجنتين كي تعيد النظر في قرار فريقها؟ قد يحدث ذلك، بل ربما هو الشيء الوحيد الذي يحدث الآن، وهل ستكلف السفارات الإسرائيلية التفتيش عن فرق توازي شهرتها شهرة فريق الأرجنتين لأداء مباراة في القدس، وهل ستشن حرباً وقائية مضاعفة على الـBDS لتطويق فعاليتها في مقاطعة إسرائيل، ليس رياضياً فحسب وإنما في كل المجالات؟ لن تختار إسرائيل خياراً واحداً لمعالجة آثار الصفعة القاسية التي تلقتها بل ستعمل في كل الاتجاهات ومرة واحدة، غير أن إمكانات النجاح في هذا الأمر تبدو متراجعة على نحو كبير، فالرياضة مهما تم تغليفها تظل ضرباً من ضروب السياسة، وكل دولة انتقدت نقل السفارة الأميركية إلى القدس وامتنعت عن نقل سفارتها لن تسمح باختراق قرارها السياسي والسيادي بمباراة كرة قدم. 
قد تتسلل فرق صغيرة للعب في القدس، إلا أن الصورة سوف تكون في تلك الحالة ذات مردود عكسي يسجل كحدث هامشي لا يغير من المغزى القوي لامتناع الفرق الكبيرة عن اللعب في العاصمة المفتعلة لإسرائيل.

نقلا عن الشرق الاوسط 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدف ميسي القاتل هدف ميسي القاتل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon