توقيت القاهرة المحلي 03:33:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ازدحام في طابور خلافة عباس

  مصر اليوم -

ازدحام في طابور خلافة عباس

نبيل عمرو
بقلم - نبيل عمرو

كأنَّ كلَّ شيء يتَّصل باليوم التالي على توقّف حرب غزة جرى ترتيبه، ولم يبقَ سوى إيجاد شخص يخلف الرئيس محمود عباس.

إنَّ أكثرَ المهتمين بذلك هم الأميركيون، والأقل اهتماماً هو محمود عباس، وبين الأميركيين وبينه يقف طابورٌ طويلٌ في الانتظار لعل كرة الروليت تستقر على أحدهم. والصحافة الإسرائيلية هي الممول الدائم للأسماء.

رجلٌ واحدٌ عرض نفسَه بصورة مباشرة وعلنية هو مروان البرغوثي، الذي أعلن عن عزمه الترشحَ حين استنكف عن رئاسة قائمة للمجلس التشريعي في الانتخابات التي كانت مقررة في مايو (أيار) قبل الماضي، معللاً ذلك بترشحه للرئاسة وهو في سجنه.

مروان البرغوثي المتفوق الدائم في استطلاعات الرأي التي أظهرت أنَّه الوحيد القادر على هزيمة مرشح «حماس» إسماعيل هنية، أمّا تفوقه على زميله في اللجنة المركزية الرئيس الحالي للسلطة محمود عباس، فهذا كما تشير الاستطلاعات مضمونٌ في الجيب.

غير مروان المفترض أن يتحرّر في صفقة التبادل الكبرى إذا ما اتُفق على تبييض السجون، فهنالك من يجري تداول أسمائهم ولو بصورة انتقالية، إذ لا أحد منهم يجرؤ على تحدي مروان، والترشح أمامه منافساً، فأفضلهم إن حصل على رقم 5 في المائة في الاستطلاعات فيكون متفوقاً على الآخرين ومتخلفاً كثيراً عن مروان.

الأسماء المتداولة المعلنة والمستترة تتمتَّع بمؤهلات غير فلسطينية، فهذا مَرضي عنه من الدولة الفلانية، وذاك مدعوم من الجهاز الفلاني، وذاك يبدو الأكثر استعداداً للتكيف مع أي تسوية مقترحة، وذاك يرونه قادراً على توحيد الوطن والشعب والمنظمة والسلطة، إضافة إلى قدرته على إعادة إعمار غزة وتطوير إعمار الضفة، أي أنه حاملٌ عصاً سحرية لو وضعها على كل هذه الأمور لصارت منجزة بلا عوائق.

الحالة وإن كان صنّاعها يسوقونها بوصفها ضرورة للدخول في استحقاقات اليوم التالي، فإنها اتخذت سمة كوميدية، بعد أن صدّق كل من يجري تداول اسمه على أن له فرصة، أي أنه سيكون الرئيس المقبل.

محاورو القنوات الفضائية يعدون الأمر مادة مثيرة تستقطب مشاهدين، فهم يصطادون شخصاً ما ويسألونه لو عرضوا عليك أن تكون رئيساً فهل تقبل؟

فيرسم الشخص المعني ابتسامة يحاول من خلالها أن يظهر زهداً بالرئاسة، ولكنَّه يستدرك ليقول، إذا ما دعيت إليها فمن أجل خدمة شعبنا سأدرس الأمر في حينه.

في كل الحوارات التي جرت كان المذيع وفريسته يتجنبان إيضاح من هم الذين يعرضون، وكيف يأتون بالمَعنيّ رئيساً هل بالتصويت عليه من قبل من يقترحون الأسماء؟ أم في حال عدم التوافق يلجأون إلى القرعة!

الحالة الفلسطينية كانت جدية أكثر كثيراً مما هي عليه الآن، ذلك أن ترف الخلافة بالصورة التي يجري تداولها يظهر كما لو أن الأمر لا يخص بلداً مهماً له قضية مهمة، ويخوض صراع وجود ومصير، وفلسطين كحالة يجري تجاهلها في لعبة هزلية كهذه، لأن الذين يتسلون فيها، يتصرفون مع فلسطين كما لو أنها مجرد أسماء عدة تتسابق للجلوس على مقعد، أو مجرد كتلة بشرية بمجرد أن يقال لها هذا رئيسكم فستقول آمين.

إن الذين يلعبون هذه اللعبة لا يعرفون شيئاً عن الشعب الفلسطيني، الذي هو من أصعب شعوب الأرض قاطبة، وحتى ياسر عرفات الذي كان يمزق نفسه في العمل، وينتقل من معركة إلى أخرى، ويخرج من مأزق ليواجه مأزقاً أصعب ليخرج منه، فقد قبله الفلسطينيون قائداً إلا أنهم اشترطوا عليه كي يكون رئيساً أن يخرج من صندوق الاقتراع، وقد فعل.

متى ينفضّ هذا المولد البائس؟ ومتى يكف صناع الإثارة في الفضائيات عن هوايتهم؟ لا أحد يعرف، ففي هذا الزمن الذي يستطيع فيه كل حامل موبايل أن يقترح حكومة، وأن يعين وزراء وحقائبهم ويقترح رئيساً أو رئيسة، فكل شيء جائز.

الخلاصة... الأسماء المعلنة والمستترة كثيرة، بل كثيرة جداً، وكل واحد ينتظر أن يُستدعى، والغائب الذي لا يذكره أحد هو صندوق الاقتراع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ازدحام في طابور خلافة عباس ازدحام في طابور خلافة عباس



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon