توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعضلة والمخرج (2)

  مصر اليوم -

المعضلة والمخرج 2

بقلم - نبيل عمرو

عرفنا ما يريده الأميركيون والإسرائيليون؛ فما الذي يتعيَّن على الفلسطينيين فعله للإفلات من مصير مميت لحلمهم الأبدي؛ الحرية والاستقلال.

وإذا كانت الرياح معاكسة؛ فما العمل الفعال للحفاظ على الحلم وتوفير شروط أفضل لتحقيقه؟

ينبغي أن نوضح أن السلطة شيء والفلسطينيين شيء آخر.

سياسياً وأخلاقياً ووطنياً، ينبغي ألا يسمح المتفقون مع عباس والمختلفون معه وعليه من الفلسطينيين بأن يتولى أي طرف غيرهم تحديد وضع عباس، حتى لو كانت قضيتهم متداخلة مع كل قضايا الكون، ولكي ينزع الفلسطينيون هذه الورقة من يد مَن يعملون على ترتيب أمورهم وفق أجنداتهم الخاصة؛ فلا مناص من أن يضعوا المخارج لكل أزماتهم بأيديهم.

ولا مانع من أن يطلبوا من الأشقاء والأصدقاء دعمهم فيما يقررونه لأنفسهم، وكل ما أعرِض بعضه يبدأ من اللحظة، والبعض الآخر بعد أن تضع الحرب أوزارها.

أولاً: منذ اللحظة يتعيَّن إيجاد الطريقة لإنهاء الانقسام، والأمر لا يحتاج إلى الدخول في حوارات جديدة بعد ملايين ساعات الحوار التي أُجريت منذ بدايته حتى الآن، فالأمر بحاجة إلى إعلان مشترك بأن قرار الوحدة اتُّخذ، وأن حاضنة العمل الوطني هي «منظمة التحرير»، وأن إصلاحها سيتم من داخلها.

ثانياً: ويُعلن كذلك أن الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية و«منظمة التحرير» ستكون أولوية العمل الوطني، وفق ما تم الاتفاق عليه في مايو (أيار) من عام 2021، ذلك وتحديداً بعد أن تضع الحرب أوزارها، وهذه المرة أصبح واجباً التأكيد على أن القدس هي في قلب العملية الانتخابية، بموافقة إسرائيل أو من دونها، ولدينا الوسائل لإجرائها، وندعو العالم إلى الوقوف مع صندوق الاقتراع في مواجهة بندقية الاحتلال.

ثالثاً: إن الفلسطينيين سواء انفتح أفق سياسي للحل، أو بقي مغلقاً، بحاجة ماسَّة إلى إصلاح شامل لوضعهم الداخلي، حيث الخلل فيه تعدى الانقسام الكارثي، ليصيب بالشلل كل جوانب الحياة. وهذه عملية ينبغي أن تتم من داخل المؤسسات الوطنية وليس من خارجها، بلا شروط مسبقة من جانب أي طرف، ولا حقّ «فيتو» لأي فصيل، فالقرار ينبغي أن يُتخذ بصورة ديمقراطية ومن داخل المؤسسة البرلمانية المنتخبة.

إن إطالة أمد الانقسام وما نتج عنه من شلل مميت سببه الجوهري عزل الشعب عن دوره الطبيعي في القرار الوطني، واستنساخ الفشل وأدواته مرة تلو الأخرى، وهذا أدَّى إلى إضعاف جميع مكونات العمل الوطني، وفتح الأبواب واسعة لتدخُّل خارجي عميق ومقرَّر في الشأن الفلسطيني، من أقل مستوياته إلى أعلاها، وهذا ما شجَّع كثيرين على أن يفرضوا وصاية على الشعب الفلسطيني حاضراً ومستقبلاً؛ مِن «كيف تدار غزة؟»، إلى «مَن يجب أن يكون الرئيس؟»، وكل ما بين ذلك.

عودة إلى موضوع الرئيس محمود عباس، الذي يقترح الأميركيون تحديد وضعه رئيساً فخرياً، وهذا يعني أن الرئيس الذي يخلفه هو مَن يرضون عنه، ولا يخرج عن النص المكتوب له.

إن مصير عباس يجب أن يحدده الفلسطينيون؛ فإن خرج من صندوق الاقتراع فائزاً من خلال انتخابات حرة ونزيهة فله ذلك، وإن قرر الفلسطينيون إراحته وإرساله إلى البيت فلهم ذلك.

إن الذين يتحدثون عن السلطة ورئيسها بمنطق احتكارهم لتحديد ما ينبغي أن تكون عليه أو لا تكون، يتعين عليهم أولاً أن يعترفوا صراحة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، ويعترفوا صراحة بحتمية حل قضية اللاجئين وفق القرارات الدولية ذات الصلة.

وبدل أن يمارسوا ضغوطهم وشروطهم على الفلسطينيين فليمارسوها على المحتل الإسرائيلي، الذي يرتكب أفظع الجرائم في الضفة وغزة، وهو الاحتلال الوحيد الذي لا يزال قائماً على مستوى العالم كله.

هذا هو الأساس. أما أن يواصلوا دعمهم لإفناء الشعب الفلسطيني وتزييف حقوقه على طريق إلغائها وإلهاء العالم بحكاية مَن يحكم ولا يحكم، فهذا أمر ينبغي ألا يُقبَل من جانب الفلسطينيين وأصدقائهم وأشقائهم.

الصحيح والعادل... أن يعود هؤلاء إلى رشدهم ويضعوا أول الأولويات في سياساتهم وسلوكهم، وهو تبنّي حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره أولاً، ودعمه في تجسيد هذا الحق، ونيل كل الحقوق التي حددتها وكفلتها الشرعية الدولية. والشعب الفلسطيني لا يطلب أكثر ولا أقل. بذلك يعتدل ميزان الحق والعدل، وهذا ما يستطيعه العالم لو أراد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعضلة والمخرج 2 المعضلة والمخرج 2



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon