توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مونديال السياسة والرياضة والفرح

  مصر اليوم -

مونديال السياسة والرياضة والفرح

بقلم:نبيل عمرو

قبل بدء التنافس الرياضي بين أفضل فرق العالم، انتبهت مليارات البشر للإنجاز القطري الباهر، سواء من خلال جماليات الملاعب وما تحمله من دلالات ثقافية ومعمارية، ودقة التنظيم حيث تهبط آلاف الطائرات من جميع أرجاء العالم، ويتوجه ركابها إلى حيث يقيمون، ناهيك من أضعاف عددها من السيارات والحافلات.
وكذلك الافتتاح المذهل الذي بهر كل من شاهده والحديث هنا عن مليارات البشر.
تنظيم على هذا المستوى وافتتاح بهذه الجودة، حيّد وبصورة نهائية كل التشويش الذي انطلق لإفساد الفعالية العظمى، إذ صارت من الماضي، وبعد أقوال رئيس الفيفا تلاشت تماماً من الذاكرة، بل تحولت إلى عكسها فقال العالم شكراً لقطر.
قبل أن تنطلق صافرة البداية لفت نظر العالم، وخصوصاً في دائرتنا الشرق أوسطية، المصافحة التي حدثت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب إردوغان.
ومثلما فسرت من مصادرها الرسمية فهي بداية لعهد جديد للعلاقة بين الدولتين الكبيرتين بعد قطيعة «غير مبررة» لمدة طويلة، ومن دون التطرق لتبريرات القطيعة والعداء، فوفق أبسط الحسابات فإن الوفاق والتفاهم وتطبيع العلاقات بينهما ستوفر للبلدين مزايا جوهرية، ولمنطقتنا مزيداً من التوازن الإيجابي، ولشعوبنا مناخاً مواتياً لنمو المصالح واتساعها وتعظيم مردودها.
كانت المصافحة صافرة البداية السياسية بين البلدين ولنا أن نراقب بتفاؤل ما سيليها من تطور على هذا الصعيد.
ومن قبيل السياسة في المونديال وذلك في اليوم الثاني منه، انتبه العالم إلى صمت المنتخب الإيراني أثناء أداء النشيد الوطني لبلادهم، كان صمتاً أبلغ تعبيراً من الصوت، وإذا كان قتل الصبية أميني بمثابة عود الثقاب الذي أشعل ناراً اتسعت بمساحة الدولة وسال فيها دم بحجم حرب، فإن صمت الرياضيين جسّد رسالة وصلت إلى سمع وبصر المليارات في لحظة واحدة، تقول إن ما يجري في الدولة الإقليمية العظمى إيران أعمق من احتجاج جراء عقاب على حجاب، لم يجد كثيرون في إيران فرصة للتعبير الآمن عما يجول في نفوسهم، إلا أن لاعبي الكرة وجدوا في المونديال فرصة.
الإجماع الذي يوحد الكون كله يتجلى في الرياضة وذروتها المونديال، ففي شهره المثير سيأخذ العالم إجازة من الإرهاق الذي اعتراه منذ أول يوم نشبت فيه الحرب الروسية - الأوكرانية، ولعله وهو يتابع بشغف المنافسات التي ستتصاعد إثارتها مع كل مباراة من مباريات المونديال، يجد بعض تسلية تبعد عنه شبح الرعب من برد الشتاء بفعل نقص الطاقة، وغول الجوع الذي سيفترس العالم وخصوصاً الثالث منه بفعل نقص الغذاء، ولعل العالم يشعر بهدوء نفس ولو نسبيا من الرعب النووي الذي يطل بين وقت وآخر كلما شعر طرف بحاجته لإفناء البشرية كي لا تسجَّل عليه هزيمة.
حكايتي مع هزيمة وفوز:
بعد أن انتهيت من كتابة الجزء الأول من هذه المقالة جلست وأسرتي أمام الشاشة لنتابع مباراة السعودية والأرجنتين، كنت ما زلت تحت تأثير تعليق سمعته من راديو إسرائيل حول تقدير المعلق للمباراة التي ستبدأ بعد ساعات، حيث قال ضاحكاً «لو جاءت النتيجة كمباراة إيران وإنجلترا أي 6 لصالح الأرجنتين و2 لصالح السعودية فعلى الأخيرة أن تحتفل»، بالتدريج بدأ المزاج يتغير... كان أداء فريقنا العربي مقنعاً منذ البداية إلى الحد الذي لم يخِفني هدف ميسي الباهت والملتبس، وحين تعادلنا تبددت من ذهني كل المخاوف ليس من فضيحة بل وحتى من هزيمة معقولة، وحين فزنا وليس بفعل ركلة جزاء سهلة، انفجر في داخلنا فرح لم نعرف مثله من قبل، لم يكن مجرد فرح لفوز في مباراة بل لسقوط مطر على أرض شققها العطش.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مونديال السياسة والرياضة والفرح مونديال السياسة والرياضة والفرح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon