توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنفاق «حزب الله» و«حماس»

  مصر اليوم -

أنفاق «حزب الله» و«حماس»

بقلم - نبيل عمرو

الجنوبان... هما المنطقتان الأشهر في عالمنا العربي، جنوب فلسطين الذي يديم حرباً غريبة على إسرائيل، قوامها ما تيسر من جنود يؤسرون أو رفات لجنود خلفتها الاجتياحات الإسرائيلية، وما تيسر من طائرات ورقية مشتعلة، بعضها يقع في حقول القمح والشعير في إسرائيل، وبعضها لم يكمل طريقه فيقع حول السياج الفاصل بين القطاع والمستوطنات الإسرائيلية.
يضاف إلى ذلك صواريخ تم تركيبها بطرق بدائية، مع بعض صواريخ نجحت في التسلل إلى القطاع من خلال تجار السلاح من إسرائيليين وعرب وغيرهم.
عنوان هذه الجبهة العجيبة الغريبة، وأهم ما فيها هي الأنفاق، التي تبدو كعشب النجيل، ما أن تقتلع قبضة منه حتى ينطلق من جديد.
ولمرات عدة أعلنت إسرائيل أن قدراتها الحربية والاستخبارية والتكنولوجية المتفوقة، أنهت ظاهرة الأنفاق إلى غير رجعة، إلا أننا نلاحظ بعد أيام قليلة أنهم أعلنوا عن اكتشاف نفق جديد يلامس حدود ما يسمونه بمستوطنات غلاف غزة.
وفق الحسابات المنطقية فجبهة الجنوب الفلسطيني ذات أثر عسكري لا يمكن وصفه بالتهديد الاستراتيجي لأكبر وأقوى دولة عسكرية في المنطقة، إلا أنها على تواضعها جرّت اهتماماً وتدخلاً إقليمياً ودولياً لوقفها أو تخفيف حدتها قدر الإمكان، رغم ذلك كله أو بفعله تتأهب هذه الجبهة لدخول موسوعة غينيس تحت عنوان حرب ذات مضاعفات فادحة ولكنها بلا سلاح، نفهم ذلك إذا ما سردنا عناوين ترسانة السلاح الإسرائيلية التي تفوق قدرة وحجماً وإمكانات وتحالفات جميع جيوش الشرق الأوسط.
الحاجات التكتيكية لإسرائيل تفرض على جيشها حركة تشبه بندول ساعة الحائط بين اليمين واليسار، تنقل الاهتمام إلى اليمين إذا ما تطلب الأمر ذلك، وتعيد نقله إلى الشمال وفق ذات المعادلة.
وفي هذه الأيام وعلى نحو يبدو سريعاً ومفاجئاً، تركز الاهتمام على جنوب لبنان، واسمه الإسرائيلي الجبهة الشمالية.
هذه الجبهة التي صمتت صمت القبور مدة طويلة بلغت هذه الأيام الاثنتي عشرة سنة، وهي أطول مدة نعم فيها شمال إسرائيل بهدوء لا تشوبه شائبة، اللهم إلا إذا اعتبرنا تهديدات السيد حسن نصر الله التي يذكر فيها إسرائيل بأن صواريخه تملك قدرة على إصابة أي هدف بما في ذلك مجمع البتروكيماويات والمفاعل النووي في ديمونا، ووفق هذا المقياس فإن مطار بن غوريون ليس بمنأى عن هذه الصواريخ.
أما إسرائيل فمن جانبها وعلى مدى اثنتي عشرة سنة، لم تتوقف عن تذكير «حزب الله» بأن قوتها التدميرية ربما تحيل لبنان كله إلى كومة من ركام، وبين التهديدات المتبادلة نام جنوب لبنان وشمال إسرائيل على هدوء غير مسبوق.
هنالك تفسير أخشى أن أقول ساذجاً، بأن ما يجري الآن من حملة إسرائيلية هندسية على حدود جنوب لبنان، هو مجرد مناورة يقوم بها نتنياهو لتخليص نفسه من ملاحقات الفساد التي تطبق على مستقبله السياسي.
ربما يكون صحيحاً أن يستفيد نتنياهو من تطورات معينة للتباهي بقدراته المتفوقة على المعالجة، ولكن إذا ما نظرنا لمعادلة الخروج إلى الحرب في إسرائيل أو الامتناع عنها، فليس رئيس الوزراء حتى لو كان وزيراً للدفاع كذلك من يقرر أمراً كهذا.
وينبغي عدم الإصغاء لتحليلات المعارضة في إسرائيل، التي نسبت الأمر برمته إلى حاجة نتنياهو للإفلات من مقصلة المساءلة، فهم كذلك يستغلون أي تطور لزعزعة مكانة خصمهم وتطوير فرص الإطاحة به.
الاستيقاظ الإسرائيلي المتأخر على جبهة جنوب لبنان ليس بفعل نفق ينطلق من كفار كِلا ليلامس المطلة، وحتى عشرات الأنفاق على هذا المستوى لا تستحق لقاءً عاجلاً بين نتنياهو وبومبيو، ولا إثارة الأمر في الأمم المتحدة، ولا دعوة العالم لإعلان حرب سياسية على «حزب الله» كونه الجبهة المكملة للموضوع الأكبر وهو إيران. إذن فإن احتمالات أن تكون عملية الأنفاق على الجبهة الشمالية مقدمة لأمر أوسع وأشد حرارة، ينبغي أن يظل وارداً خصوصاً بعد أن قيدت يد إسرائيل ولو نسبياً في سوريا، حيث دائماً هي طليقة في الجنوبين اللبناني والفلسطيني.
هنالك جملة تقال كثيراً حال التوتر الذي ينشأ على جبهتي الجنوب اللبناني وتوأمه الجنوب الفلسطيني «لا مصلحة لأحد بالحرب»، جملة مضللة كانت تقال قبل أي حرب واسعة، وها هي تقال الآن، كما لو أن الحروب تقوم أو لا تقوم بتحديد من الناطقين الإعلاميين.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنفاق «حزب الله» و«حماس» أنفاق «حزب الله» و«حماس»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon