توقيت القاهرة المحلي 07:14:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرحلة الثالثة... خفض في الجنوب وتصعيد في الشمال

  مصر اليوم -

المرحلة الثالثة خفض في الجنوب وتصعيد في الشمال

بقلم - نبيل عمرو

لمعالجة الحالة المعنوية التي تزعزعت في إسرائيل على المستويات الشعبية والحزبية والعسكرية، جرّاء عملية «طوفان الأقصى»، تسرعت مؤسسات القرار في الدخول دون إعداد كافٍ لاجتياح بري لقطاع غزة، باستخدام كل وسائل القوة بحدودها القصوى.

قرار كهذا أدّى إلى حالة بدت الحرب فيها منذ يومها الأول وحتى نهاية شهرها الثالث، كما لو أن إسرائيل تخوضها مغمضة العينين دون تحقيق نتائج مقنعة، يسوقها المستوى السياسي للجمهور، ويستعيد الجيش من خلالها ثقته بنفسه على نحو يعيد ثقة الجمهور به.

خلال الشهور الثلاثة التي تتواصل فيها الحرب، ظهر مأزق الجيش والمستوى السياسي، من خلال التغطية الدعائية التي اتسمت بالسذاجة؛ إذ زفّ نتنياهو للجمهور اقتراب الجيش الإسرائيلي من منزل يحيى السنوار؛ ما أوحى بقرب إلقاء القبض عليه أو قتله، وكأن الرجل الذي قاد أكبر معركة خسرتها إسرائيل منذ تأسيسها وفي داخلها، يجلس في الصالون منتظراً «جيش الدفاع» كي يسلم نفسه له.

وهذا القول على سذاجته قيل ما هو أكثر سذاجة منه حين زف الناطق باسم الجيش بشرى العثور على فردة حذاء للسنوار، ما وفر لأحمد الطيبي مادة سخرية أضحك بها العالم على إسرائيل من فوق منبر الكنيست.

لم تتوقف السذاجة في تأليف الإنجازات عند هذا الحد، بل لا تزال تسمع عبارات مكررة حول الاستيلاء على كميات كبيرة من السلاح، وتدمير غرف محصنة في بنايات، قيل إن السنوار كان يستخدمها كمقار قيادة، ناهيك عن ادعاء تنظيف مناطق في شمال وقلب غزة وتسويق ادعاء السيطرة عليها كانتصار نوعي، ليعلن بعد ساعات عن سقوط قتلى إسرائيليين في المكان نفسه.

في إسرائيل تحققت نتيجة عكسية تماماً؛ إذ ازداد الشعور بفقدان الثقة بالجيش والمستوى السياسي ذلك من خلال ارتفاع الأصوات الساخطة باتجاهين: الدعوة الصريحة إلى وقف الحرب والخروج من جحيمها بما في ذلك الانسحاب من غزة.

وكذلك اتساع مساحة الضغط على صناع القرار بالذهاب إلى المفاوضات مع «حماس»، لتخليص الأسرى بعد أن بدا مستحيلاً تخليصهم بالحرب.

بعد فشل المراحل التي أطلق عليها الأولى والثانية يتصاعد الحديث عن الثالثة بنبرة تشي بأنها الأخيرة في هذه الحرب، وبدل الاعتراف الصريح بفشل المراحل التي سبقتها، اخترعت مصطلحات جديدة لإقناع الجمهور، مثل تقليص عمليات التوغل في المدن الغزية ما يعد بتقليل الخسائر البشرية، مع تسريح أعداد كبيرة من جنود الاحتياط، والتموضع في أماكن يمكن الدفاع عنها.

وخفت الحديث عن قرب أسر وقتل السنوار ومن معه، وكثر تداول عبارة أن الحرب ستطول أشهراً، والبعض ذهب إلى القول سنوات.

المرحلة الثالثة... وفق التصنيف الإسرائيلي لفصول الحرب، هي الترجمة الإسرائيلية للخطة الأميركية التي عرضها وزير الدفاع أوستن منذ اليوم الأول، وتجاهلها المستويين السياسي والعسكري، وقوامها عدم التوغل البري في غزة، والاعتماد على القصف من البر والجو والبحر مع هجمات مركزة على مواقع محددة، وهكذا.

حتى الآن يجري الحديث عن المرحلة الثالثة دون تفاصيل رسمية تعلن عنها بصورة مباشرة، وربما يرى المستوى القيادي أن من الأفضل الإعلان عنها بالتقسيط خشية الظهور بمظهر الهزيمة، بعد أن كان النصر الحتمي هو الرواية الثابتة التي رافقت الحرب على مدى الأشهر الثلاثة من عمرها... المفتوح على الزمن.

المرحلة الثالثة هي مرحلة الانصراف إلى الجهد السياسي الأعلى وتيرة من العسكري، الذي تهندسه الإدارة الأميركية، ولكن بحذر، تحت عنوان الإفراج عن المختطفين بالتفاوض، وعبر هدن متقطعة، ربما تفضي إلى وقف تدريجي لإطلاق النار، ومن ضمن مناورات العتاد الحي المترافقة مع المرحلة الثالثة، التصعيد الأوسع نطاقاً الذي تمارسه القيادة الإسرائيلية على الجبهة الشمالية، بما في ذلك ضرب أهداف إيرانية مباشرة مع أهداف تخص «حزب الله»، ما يوحي بأن التصعيد في الشمال القصد منه التخفيف من وطأة الفشل في الجنوب، حتى الآن يمكن قول ذلك إلا أن ما يثبت صحته من عدمه، مجريات الأمور على الميدان شمالاً وجنوباً، ومدى ارتفاع وتيرة الحديث عن نبضة أو نبضات باتجاه تبادل الأسرى.

في الفترة الانتقالية نحو المرحلة الثالثة شمالاً وجنوباً، لا جزم في المآلات النهائية، أي: هل تبقى الأمور تحت السيطرة على الجبهتين، أم تفقد السيطرة لمصلحة اتساع الجبهات لتقترب من حافة الحرب الإقليمية؟ هذه وإن كان متحفظاً عليها أميركياً وإيرانياً وإقليمياً وحتى دولياً، إلا أن الميدان له دور في الخلاصات قد يفوق دور السياسيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرحلة الثالثة خفض في الجنوب وتصعيد في الشمال المرحلة الثالثة خفض في الجنوب وتصعيد في الشمال



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon