توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسائل نتنياهو الأخيرة

  مصر اليوم -

رسائل نتنياهو الأخيرة

بقلم - نبيل عمرو

 

بينما انقضى الشهر الثالث من الحرب على غزة، التي اتسعت لتقف بحذر على حافة اشتعال إقليمي واسع، يقف السيد نتنياهو في مكان لم يسبق أن وجد نفسه فيه.

داخلياً... تنتظر الأغلبية الشعبية والحزبية الفرصة السانحة لإنهاء وجوده على رأس الحكومة.

وأميركياً، لم تعد الإدارة التي مالأته يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حد المشي وراءه معصوبة العينين، قادرة على المواصلة معه، بعد هذا الكم الهائل من الدمار والموت وإغلاق الآفاق، إذ لم يبقَ على بايدن الذي يفتخر بصهيونيته إلا رفع الشعار القديم... أنقذوا إسرائيل من ذاتها.

ودولياً... منذ تبلور إجماع يدعوه لوقف الحرب والذهاب إلى المسار السياسي أي نحو القبول بالدولة الفلسطينية، ولأول مرة يكون هذا الإجماع مطلقاً إلى هذا الحد، دون إغفال أهمية امتداداته داخل إسرائيل ذاتها.

وإقليمياً... ولننظر ملياً إلى الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية تسمى بالتطبيعية، فسنرى... تركيا الأطلسية أول دولة إسلامية أقامت علاقات مع إسرائيل، تتهم الدولة العبرية بالمروق، وتتهم رئيس وزرائها بالفاشية والعنصرية، أمّا رائدة السلام العربي الأولى مصر، فها هي تقف على سلاحها في رفح، إن لم يكن ذلك مؤشراً على حرب، فهو بالتأكيد مؤشرٌ على حالة اللااستقرار واللارسوخ في السلام، إذ ليس مجرد عشرات الدبابات نُقلت إلى رفح، بل نقلت الرسالة الأخطر، التي وجهها وزير خارجية مصر لإسرائيل، مفادها بأن تطور الأمر لعمل عسكري على الخط الحذر الساخن في رفح سيعلّق العمل باتفاقية السلام، وهذا تحذير لم يحدث بل ولم يجرِ التلويح به من قبل، أمّا الدولة الثانية في إقامة العلاقات الدبلوماسية وهي الأردن، فلم يعد السلام «البيروقراطي» مستقراً، فالبلد رسمياً وشعبياً يغلي، وإن كنا لا نتوقع حرباً فما هو قائم الآن غيّر مفهوم السلام المستقر، لتحل محله الهواجس والمخاوف والحذر الدائم وهذا هو المستنبت الذي ينتج العداوة والكراهية والحقد وما ينجم عنه من سلوك لا يُعرف كيف يتطور.

نتنياهو الذي وضع ناراً إضافية تحت المرجل الذي يغلي في غزة والمنطقة، يواصل بث رسائله لأنصاره أولاً ولخصومه ثانياً ولحلفائه ثالثاً وللعرب دائماً.

رسالته لأنصاره، مفادها بأنه ليس غيره من أرسلته الأقدار لمنع ولادة دولة فلسطينية، وليس غيره من يملك مؤهلات جر إسرائيل كلها إلى أقصى درجات التشدد وتكييف الدولة لتكون على مقاس «الحريديم» وليس على مقاس الادعاء التقليدي بديمقراطيتها وعلمانيتها وحضاريتها.

وهذه الرسالة لا ينقلها وحده بلغته العبرية والإنجليزية المتمكنة، بل يسمح لحلفائه ببثها وممارستها فعلاً وأهمهم الثنائي بن غفير وسموتريتش، مستأذناً الرجلين بإظهار بعض اختلاف معهما لمتطلبات الزينة.

ورسالته للمرضعة أميركا تقول: هذا حليفي ترمب يقف خلف الباب وها هم الأعوان في الكونغرس الذين صفقوا لي وقوفاً رغم إدارة أوباما في حينه، يتأهبون للعودة إلى البيت الأبيض، وهؤلاء لن يرفعوا شعار أنقذوا إسرائيل من ذاتها، بل سيقرون الدعم غير المشروط بأوكرانيا ومن دونها.

وللحقيقة فإن رسائل نتنياهو تبدو قليلة الجدوى إن لم أقل عديمة التأثير في المسارات التي يعترضها، فرسالته لأنصاره قيدٌ عليه أكثر من أن تكون ضمانة له، هكذا تقول استطلاعات الرأي المهنية التي وضعته خلف المتربص غانتس بأصوات كثيرة، وخلف مجموع معارضيه بأصوات ومقاعد ضوئية.

أمّا رسالته للمرضعة الأميركية فلن تغير من أمر مصيره شيئاً سواء كان بايدن في البيت الأبيض أو ترمب، فحين يتجرد من سلاح الأغلبية المتفوقة في إسرائيل، فسيكون عارياً تماماً في واشنطن، وحتى في الكونغرس والأيباك.

الأهم رسائله للعرب، فقد تم إجهاضها بالموقف السعودي الذي وضع النقاط المناسبة فوق الحروف المناسبة، وفي الوقت المناسب، وبالموقف المصري التحذيري والأردني كذلك.

لسان حال نتنياهو ورسائله، وبالسلوك الذي يمارسه، يجسد تعبيراً غايةً في الدقة، إنه يقول للعرب «احذروا السلام معي».

المكان الذي وجد نتنياهو نفسه فيه لا مخرج منه، فهو لا يملك إلا مواصلة الهروب إلى الأمام والانتقال من مجازفة إلى أخرى وعداد الخسائر يواصل العمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل نتنياهو الأخيرة رسائل نتنياهو الأخيرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon