توقيت القاهرة المحلي 15:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أمنستي» تعرِّي... وفي واشنطن من يغطِّي

  مصر اليوم -

«أمنستي» تعرِّي وفي واشنطن من يغطِّي

بقلم - نبيل عمرو

إسرائيل دولة فصل عنصري، هذا هو التوصيف الذي خلص إليه تقرير «أمنستي»، الذي بُني على وقائع دامغة، لا تملك حكومة إسرائيل أي حجة منطقية لنفيها أو أي تفسيرات مقنعة لدوافعها.
وما تفعله إسرائيل في الضفة والقطاع والقدس، وحتى داخل دولتها التي تضم مليوني عربي، يُعفي المؤسسات الدولية «غير المروَّضة» من بذل جهود كبيرة لإثبات عنصرية الدولة والنظام، فلا مساواة داخل إسرائيل، وهذا ما تقر به الدولة، ولا حقوق للملايين الذين تحتلهم بقوة السلاح وتعدّهم مجرد سكان أمر واقع يكفيهم الوقوف الأبدي على الحافة بين الحياة والموت، وهذا أيضاً ما تعمل إسرائيل على جعله أبدياً.
اللافت للنظر أمران يتوازيان في الخطورة؛ الأول رد الفعل الإسرائيلي الذي لا يتغير كلما أشارت هيئة دولية مستقلة إلى انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان الفلسطيني، والتي لم تعد مجرد مخالفات بقدر ما أضحت سياسة معتمدة ودائمة للدولة العبرية ونظامها السياسي.
عنوان ومضمون رد الفعل الإسرائيلي التلقائي هو أن أي مؤسسة دولية تنتقد إسرائيل مهما فعلت، فهي معادية ولا سامية، متجاهلةً أن في إسرائيل ذاتها مؤسسات وكتّاباً وصناع رأي وحتى أحزاباً يجاهرون بأكثر ممّا قالته «أمنستي»، وهذا يعرّي أكذوبة الاتهام النمطي الجاهز باللاسامية، وانظروا إلى تقارير «بيتسليم» الإسرائيلية ومقالات جدعون ليفي وغيره ممن لا تجرؤ إسرائيل الرسمية على وصفهم باللاسامية.
والأمر الآخر اللافت حقاً هو رد الفعل الأميركي الذي كان أقوى في مجال الدفاع عن إسرائيل حتى من الموقف الإسرائيلي ذاته، وإذا كان الأميركيون، أو لِنَقُل تجاوزاً الرسميين منهم، يسددون فواتير لحليفهم المدلل والمسموح له بأن يكون استثناء عن كل الدول بالخروج المباشر والفظّ عن أبسط القواعد الأخلاقية والقانونية الدولية، فإنهم يقرّون بجرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين ولكنهم يعترضون على وصفها، وفي الوقت الذي نُشر فيه تقرير «أمنستي» نشرت الخارجية الأميركية ما قاله الوزير بلينكن للرئيس الفلسطيني من أن الإدارة ترفض ما تفعله إسرائيل بحق الفلسطينيين، وأشارت تحديداً إلى الاستيطان واجتياحات المناطق الفلسطينية والقتل، وهدم البيوت والتعدي على الممتلكات وغيرها الكثير الكثير، وحكاية الفلسطيني الأميركي المسنّ عمر أسعد لا تزال طازجة وقيد التداول حتى في أميركا ذاتها.
أوصت «أمنستي» العالم بأن يفعل شيئاً لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتمادية لأبسط الحقوق الفلسطينية، وأوصت إسرائيل بالتخلي عن سياساتها العنصرية داخلها، أي تجاه من يحملون جنسيتها وتجاه من تحتلّ من أرض وشعب يعرفها العالم بالأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
إنه رجاء ضميري أخلاقي وقانوني وإنساني قد يُسمع في أي مكان إلا لدى سدنة النظام الإسرائيلي ومن يغذّون سياساتهم العنصرية من حلفائه الدائمين من دون إنكار أن في إسرائيل وأميركا من يندد ويعترض.
إن تقارير «أمنستي» تجسّد الصراع الأزليّ بين الضمير الإنساني الذي يرفض الظلم والاستبداد وإهدار الحقوق، وبين القوى النافذة التي تعد الضمير الإنساني مجرد بدعة ساذجة لا مكان لها في عالم القوة خصوصاً الغاشمة منها، ولعل هذه هي كلمة السر في كل المصائب التي عانتها البشرية ولا تزال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أمنستي» تعرِّي وفي واشنطن من يغطِّي «أمنستي» تعرِّي وفي واشنطن من يغطِّي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:13 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

معوقات تمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:09 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

تخفيضات تصل إلى 50% في أحد المتاجر الكبيرة في 6 أكتوبر

GMT 05:21 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

الكشف عن مسببات جديدة تعزز من النوبات القلبية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon