توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة بين وعد الآخرة ووعد القاهرة

  مصر اليوم -

غزة بين وعد الآخرة ووعد القاهرة

بقلم: نبيل عمرو

لأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، تنبري جهة سياسية ذات شأن، لعقد مؤتمر تبحث فيه إدارة الغنيمة الإسرائيلية بعد النصر، بدءاً من مرافق الصرف الصحي إلى مفاعل ديمونا النووي، من دون إغفال ما بينهما من آلاف المرافق والمؤسسات التي تقدر أصولها بتريليونات الدولارات.
وما أعطى للمؤتمر بعداً سياسياً وليس مجرد «افتراضي» رعاية أعلى مستويات القيادة الحمساوية له، مع مشاركة واسعة من مندوبين عن الفصائل الفلسطينية.
أهل غزة تابعوا أخبار المؤتمر ومع إيمانهم بوعد الآخرة بدون تحقيق سقف زمني لتحققه فهذا أمر بيد الله، تابعوا بصورة أكثر إلحاحاً مؤتمر وعد الدنيا الذي انعقد في القاهرة بين المكتب السياسي الحمساوي بتشكيلته الجديدة وبين المسؤولين المصريين المعنيين بالملف الغزي، والقائمين على معالجته مع الجانب الإسرائيلي فما الذي حدث؟
استضافة القاهرة لهذا الحشد القيادي الحمساوي الواسع، كان بحد ذاته وحتى من دون توفر معلومات محددة مثار تفاؤل عند الفلسطينيين والغزيين خصوصاً، ما رجح الاحتمالات الإيجابية على السلبية، فأمّل الغزيون بإنجاز صفقة التبادل المنتظرة، وكذلك بتسريع وتيرة إعادة الإعمار بينما حياة الناس تقترب من الشتاء مع احتمال انفراجة في القضية طويلة الأمد، أي إرخاء قبضة الحصار الإسرائيلي عن عنق غزة وأهلها مع قلة التفاؤل بإنهائه.
إعادة الإعمار هي القضية الأسهل والسبب أنها ليست متصلة تماماً بقرارات إسرائيلية بمعنى السماح والمنع، أما التبادل وتخفيف الحصار فحلهما بيد إسرائيل وحدها، ما يستوجب انتظار دخان أبيض يصدر أولاً من تل أبيب لنراه من القاهرة نجاحاً ذا شأن للدبلوماسية المصرية الصبورة والمواظبة.
البيان الذي صدر عن وفد «حماس» من القاهرة لم يزف البشرى بفعل هشاشة الحالة القائمة بين الحكومة الإسرائيلية وغزة، فلا ضمانة حتى عند المصريين بأن الأمور في سبيلها إلى الحسم النهائي، مع أن التفاؤل كما أسلفنا نهض من جديد خلال اليومين الماضيين ولم يعد مستحيلاً وصول أخبار سارة.
ما حدث في القاهرة عرض تقدمت به حركة «حماس» للقضية الفلسطينية بكل مكوناتها، وهذا أمر ألفته مصر من خلال آلاف الاجتماعات التي أجرتها مع الفلسطينيين منذ بدء القضية حتى أيامنا هذه، إلا أن العرض بالجملة الذي طال السياسة الإسرائيلية تجاه القدس والاستيطان وانتهاكاتها المستمرة في الضفة وإجراءاتها تجاه السجون والمعتقلين، هو في واقع الأمر أحد الأدبيات المتكررة في كل اللقاءات مع المصريين وغيرهم، إلا أن البراغماتية المصرية التي تؤيد كل المطالب الفلسطينية سواء تقدمت بها غزة أو رام الله، تعتمد مبدأ إذا كانت مطالبات الجملة محقة فلا مجال لوضعها جميعاً في سلة واحدة، ولا حتى بربطها باشتراطات، فالعاجل الملح له أولويته الملحة، أما ما عدا ذلك فله طريق آخر وسياسات أخرى.
أما بشأن الملف الغزي هنالك أمر ينبغي ملاحظته بصورة موضوعية، وهو أن السياسات الإسرائيلية تبدو كلغز عصي على الفهم والاستيعاب؛ ففي إسرائيل يصرحون ليل نهار بأن حكومتهم وجيشهم في غير وارد حرب جديدة، وفي الوقت ذاته ينتهجون سياسة عملية تجعل من الحرب أقرب الاحتمالات.
وفي إسرائيل كذلك يريدون أمناً وأماناً لمستوطنات الغلاف وساكنيها، مع استمرار الحصار الخانق على غزة وكل من فيها. يضيقون مساحة الصيد في البحر الغزي ويوسعونها بين عشية وضحاها، يسمحون بوصول بعض الوقود وبعض المال، ويمنعونه وفق متطلبات سياسة الضغط والابتزاز المعتمدة تجاه غزة ولتذهب حياة الناس إلى الجحيم.
المصريون الذين يتصدون لهذا الملف الشائك والساخن والمكتظ بالمفاجآت التي تصل إلى حد نشوب حرب، يعملون على نزع صاعق التفجير وقد وفقوا في ذلك كثيراً، إلا أن نظريتهم التي تتعزز كل يوم تقول قد تهدأ الأمور لأسابيع أو أشهر إلا أنها لا بد أن تعود إلى انفجار آخر ما دام لا يوجد بل ولا يفكر جدياً في حل سياسي ليس لغزة وحدها بل ولفلسطين كلها، وهذه ليست مجرد نظرية مصرية بل إن في إسرائيل ذاتها قوى وأفراداً وأقلاماً تتحدث عنها صراحة، وتأخذ على الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عدم الانتباه إليها.
مصطلح الحروب على غزة لم تحقق أمناً وأماناً لإسرائيل ما يزال متداولاً وعلى نطاق يتسع كثيراً ولا يوجد من يصغي إليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة بين وعد الآخرة ووعد القاهرة غزة بين وعد الآخرة ووعد القاهرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon