توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفلسطينيون... والمثلث المغاربي

  مصر اليوم -

الفلسطينيون والمثلث المغاربي

بقلم: نبيل عمرو

مثلث جغرافي وسياسي أضلاعه الجزائر والمغرب وتونس، ومن خلال قراءة موضوعية لمسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني، تظهر بوضوح المكانة الأساسية لهذا المثلث البعيد جغرافياً عمّا نسميها دول الطوق، إلا أنه شكّل وفي كل المراحل الجدار الاستنادي للحالة الفلسطينية، والمكان الأكثر دفئاً حين يستبدّ الصقيع المشرقي بها.
يقول التاريخ القريب إن الثورة الفلسطينية طُردت من جميع الجغرافيات التي وُجدت على أرضها، وفي كل مرة كانت تفقد ساحة تجد تعويضها في المثلث المغاربي، هذا المثلث أنتج للفلسطينيين إنجازات سياسية ما كانوا يحلمون بتحقيقها في أي مكان آخر...
الجزائر هيّأت لهم اجتماعاً تاريخياً توحيدياً أنتج دولة المنفى، وكانت الدولة الجزائرية أول من اعترف بها، والمغرب منح منظمة التحرير وبجهود مميزة للراحل الكبير الملك الحسن الثاني، ما حلمت به من تطوير لمكانتها ودورها حين انتزع لها الجملة السحرية التي تغذت عليها ولا تزال... منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.. ذلك في قمة الرباط التي لا يزال الفلسطينيون يسمونها «التاريخية».
أما تونس وحين ضاقت بلاد الشام المشرقية بالمطرودين من الجغرافيا اللبنانية الثمينة، فتحت أبوابها من دون قيد أو شرط للآلاف المؤلفة التي أُخرجت من لبنان. ليس ذلك فحسب بل أمّنت لهم مناخاً صحياً يواصلون منه رحلتهم الشاقة، وحققوا من ذلك المكان أهم إنجازاتهم السياسية، ولقد انتقل ياسر عرفات ورجاله ودبيبه الثقيل إلى أرض الوطن، ما أوحى لمحمود درويش بفكرة... «تونس هي الدولة الوحيدة التي لم نخرج منها مطرودين».
المثلث المغاربي الدافئ يجسّد بواقعه الراهن ومن خلال الأزمة المغربية - الجزائرية التي بلغت حد القطيعة خسارة للفلسطينيين الذين كانوا على الدوام أكثر المتضررين من أي خلاف عربي - عربي، سواء كان ثنائياً أو حين تطورت الأمور كارثياً في زمن الربيع العربي، هذا الربيع باقتتاله وتحالفاته ووقائعه أنزل القضية الفلسطينية من مكانتها المركزية إلى ذيل الأولويات إن لم نَقُلْ إلى خارجها.
المثلث المغاربي يجسد مخزوناً ثرياً من تعاطف شعبي نقيّ تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته التي تربّت أجيال المغاربيين على عدالتها وعدّها قضية داخلية، وهذا المخزون ظل نقياً وغنياً ربما بفعل الجغرافيا التي لم تُنتج حروباً سببها الفلسطينيون، كما هو الحال في الكثير من بلدان المشرق، وفعل الثقافة ذات الجذور الدينية والالتزام القومي الذي يعدّ القضية الفلسطينية أساس هذا الالتزام.
لا خوف على مخزون التعاطف الشعبي، فهو الجامع المشترك لكل المكونات الاجتماعية للمثلث المغاربي، إلا أن الخوف يفرض نفسه ليس على الفلسطينيين وحدهم وإنما على الواقع العربي المتردي أساساً والذي لم يعد يحتمل مزيداً من الاختلافات والصراعات خصوصاً ونحن نعيش زمناً رديئاً تحوّل فيه العالم العربي إلى مشروع استثمار دولي أخطر ما فيه أن أهله أقل المساهمين فيه.
في الرحلة التي أدّاها الرئيس الفلسطيني للجزائر ثم تونس، غابت الرباط عنها، ولو أن عرفات كان على قيد الحياة لفتح لنفسه مساراً اسمه الوساطة، غير أن أمراً كهذا لن يكون بمقدور الرئيس عباس حتى مجرد اقتراحه خشية أن يتلقى رداً محرجاً: «افعلوها أولاً عندكم».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطينيون والمثلث المغاربي الفلسطينيون والمثلث المغاربي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon