توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملاذات «حماس» و«حزب الله»

  مصر اليوم -

ملاذات «حماس» و«حزب الله»

بقلم: نبيل عمرو

«حماس» والحلفاء...

بعد أن أحدثت أكبر زلزال هزّ أساسات الدولة العبرية، ووصلت تداعياته إلى جميع غرف صناعة القرار في العالم، دخلت «حماس» في حربٍ هي الأطول والأشرس والأشد فظاعةً لتجد نفسها تحارب وحيدةً في أضيق بقعة جغرافية من دون مددٍ كافٍ يعوّض ما فقدت من سلاح وعتاد ورجال.

صبيحة الزلزال الذي صنعته في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وجّه قادتها نداءات «للساحات الشقيقة» لاستغلال الإنجاز المبهر والدخول في حرب تحرير واسعة مع إسرائيل، وبفعل تلك النداءات، تمت استجابات متفاوتة، كان أضعفها الموقف الإيراني الذي حمّل حركة «حماس» المسؤولية الكاملة عمّا فعلت، لكنها وازنت هذا الموقف، بالتأكيد على التعاطف والدعم، مع الإيعاز للأذرع في الساحات المخلفة بأن يعمل كلٌ قدرَ ما يستطيع، من دون إلزام ووفق قرارات خاصة به.

العبء الأكبر الذي فرضته الجغرافيا وقع على عاتق «حزب الله»، الذي فتح الجبهة الشمالية من خلال جهد إسنادٍ ذي طابع تضامني، إلا أنه ظلّ تحت الأسقف المتكرسة والتي توصف بقواعد الاشتباك، التي صممت وجرى التقيد بها تحت عنوانٍ متفقٍ عليه هو عدم السماح بتطور الاشتباك إلى حربٍ إقليمية.

جبهة إسناد «حزب الله»، أحدثت مفاعيل موجعة لإسرائيل، أهمها اضطرار أعداد كبيرة من سكان القرى الحدودية إلى الهجرة بعيداً عن مرمى قذائف «حزب الله»، إلا أنها لم تكن ذات تأثير حاسم في مجريات الحرب على غزة.

بعد نحو سنة من حرب التدمير والإبادة الإسرائيلية والتي قابلتها مقاومة عنيدة من قِبل «حماس» ومن معها، وجدت الحركة نفسها أمام أسئلة لم تجب عنها، إلا من خلال تصريحات غامضة لا يُبنى عليها.

سؤال الأسئلة... ماذا ستفعل الآن وفي اليوم التالي؟ وحتى إذا ما وضعت الحرب أوزارها، واستبدلت إسرائيل العمليات القتالية الجارية على أرض القطاع، بحصار أشد إحكاماً وقسوةً من كل الحصارات التي سبقت.

ثم... ماذا ستفعل فيما هو الأشد إلحاحاً بالنسبة لملايين الغزيين، وهو إعادة إعمار القطاع ولو بالحدود الدنيا التي تسمح بمواصلة العيش فيه؟

ثم... ماذا ستفعل بشأن حكمها لغزة ما دامت علاقاتها مع السلطة في رام الله في أسوأ حالاتها، وكذلك مع منظمة التحرير التي لم تنفع مبادرة الصين في إعادة «حماس» إليها؟

بعد سنة من الحرب، بما يسجل لـ«حماس» فيها من صمودٍ وقتال، وبما فعلته إسرائيل من دمارٍ شاملٍ وقتل، فاقت غزارة الدم فيه كل ما سبق من حروب، فما هو يا ترى الملاذ المتاح للحركة الإسلامية كي تواجه منه الوضع الجديد الذي آلت إليه، وقد يحمل إجابات أكثر واقعيةٍ وإقناع عن الأسئلة المطروحة عليها.

يُقترح على «حماس» أن تندمج في منظمة التحرير وأن تُعلن صراحة تخليها عن حكمها لغزة، وأن تلتزم قولاً وفعلاً بما التزمت به منظمة التحرير وأن تكون جزءاً من التركيبة الفلسطينية وليست بديلاً عنها. وكل تأخير عن الإقدام على هذه الخطوة يعقد الأمور عليها وعلى غيرها.

«حزب الله» وإيران...

الحرب الإسرائيلية عليه لا تزال في بداياتها، والنتائج الأولية لها تسجل في غير مصلحة «حزب الله» وأجنداته ونفوذه وتحالفاته.

الجدار الإيراني كما بدا من خلال حرب السنة، ليس بالكفاءة التي تحسم حرباً ليست إسرائيل طرفها الوحيد ولو أنه المباشر، وعلى الرغم من أن الحزب هو التشكيل الأقوى على الساحة اللبنانية والذراع الأهم لإيران، فإنه في حاجة إلى الإجابة عن سؤال الأسئلة المطروح عليه...

هل سيواصل «حزب الله» الحرب رغم غموض المشاركة الإيرانية ومحدوديتها، وإحجام الحليف السوري عن التدخل فيها؟

ليس مطلوباً من الحزب رفع الراية البيضاء؛ فهذا يحمل ضرراً ليس عليه وحده وإنما على كل من له صلة قربى بلبنان وأهله، لكن السياسة لا تنحصر بين راية بيضاء وأخرى حمراء، بل هنالك مساحة توفر مخرجاً مضمون النجاعة والفاعلية، وهو اندماج الحزب بإيجابية أكثر في مؤسسات الدولة اللبنانية التي هو شريكٌ أساسي فيها، وأن يجسّد مع جميع مكونات الدولة قول رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه برّي، بتجنب الوقوع في مصيدة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يعمل على جعل لبنان كغزة وقوداً لحرب إقليمية يسعى إليها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاذات «حماس» و«حزب الله» ملاذات «حماس» و«حزب الله»



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon