توقيت القاهرة المحلي 20:36:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل 2022... العقلاء والمجانين

  مصر اليوم -

إسرائيل 2022 العقلاء والمجانين

بقلم: نبيل عمرو

أبدأ بالخلاصة... العقلاء يعيشون في الهوامش الضيقة والمجانين يحكمون!
ولنقرأ بتمعن ما كتبه يوسي ميلمان في «ميدل إيست آي»: «أما الغاية من رفع وتيرة الخطاب الإسرائيلي المعادي لإيران، فهي التعمية على أهم تحدٍّ تواجهه الدولة العبرية ألا وهو القضية الفلسطينية»، ويضيف: «أما المجهول الأكبر فهو ما سيحدث في الضفة الغربية».
انتهت أقوال ميلمان. ويعزز ما ذهب إليه المحلل الإسرائيلي المهم، تبنّي أصحاب القرار رهانات خاطئة ومضللة، منها مثلاً أن التنسيق الأمني مع السلطة في رام الله يؤدي إلى خفض أو إنهاء وتيرة العمليات التي يقوم بها غالباً شبان وشابات لا ينتمون إلى أي فصيل ولا يتلقون تعليمات من أي جهة منظمة، والخطأ الأفدح في هذا الرهان يكمن في أن قدرات الأجهزة الأمنية الفلسطينية شديدة التواضع في مجال السيطرة على أصحاب المبادرات الذاتية، علاوة على أن الدافع لدى منتسبي هذه الأجهزة للقيام بعمل جدّي وفعّال ومواظب في هذا الاتجاه، تراجع كثيراً في الآونة الأخيرة، لغياب الأفق السياسي الذي كان يبرر التنسيق الأمني، وأيضاً لتنامي واتساع الأنشطة الاستيطانية للحكومة الإسرائيلية، وكذلك هجمات المستوطنين التي تتم بدعم وحماية حكومة بنيت، والتي تضاعفت حتى عمّا كانت عليه زمن حكومة نتنياهو، ولا منطق لتجاهل حقيقة أن الائتلاف الحالي على رأسه مستوطن. من جهة أخرى فإن منتسبي أجهزة الأمن الفلسطينية وطنيون في الأساس.
الرهان الخاطئ الآخر هو اعتبار المسكنات الآنية التي تُظهر نوعاً من الهدوء على جبهة غزة مثلاً بالقياس للاشتعال الذي حدث في مايو (أيار) الماضي، وتفاعل ذلك مع ما حدث داخل إسرائيل وفي القدس والضفة، هذه المسكنات الآنيّة يُنظر إليها على الصعيد الحكومي على أنها ذات مفعول دائم، وبدون مبالغة أو تمنٍّ فإن المسكنات هي أكثر مفاعيل تضليل الذات، فلا هي مقنعة للفلسطينيين الذين أوشكوا على إطلاق انتفاضة لدعم الأسير المضرب أبو هواش، وله زملاء كثيرون في نفس حالته، ولا هي فعالة حيال شعور كل مواطن فلسطيني في الضفة وغزة والقدس، بأن الخطر على حياته وحريته وقوت يومه ماثل خلف الباب.
الرهان الخاطئ الآخر هو المضيّ قدماً في تزوير جوهر الصراع مع الفلسطينيين واقتراح حبّات من الأسبرين لمعالجة السرطان الفتاك الذي يجسده الاحتلال بكل أشكاله ومجالات وجوده وسيطرته، حبّات الأسبرين هذه تسمى الحل الاقتصادي، ويغيب عن حسابات قادة الحكومة والقرار في إسرائيل حقيقة أن الفلسطيني يقدم الحرية والكرامة على لقمة العيش، فضلاً على أنه في الأساس ليس جائعاً ولا معدماً، بحيث يقايض أهم ما يريد بأبخس ما يُعرض عليه.
إسرائيل 2022 هي القوة العسكرية النوعية المتفوقة في الشرق الأوسط، وهي الدولة الوحيدة النووية مالكة القنابل الجاهزة المكدسة في مستودعات ديمونة، وهي حائزة طائرات «F35» الوحيدة. وهي مدللة أميركا والمتفاهمة مع الصين وروسيا، والمتباهية باقتصاد متفوق، إلا أنها وهي حائزة ذلك كله تفتقر لما هو أهم وأعمق وهو الاطمئنان والأمن والأمان والاستقرار النفسي، الذي يشبه «كورونا» ومتحوراته، فما إن تروّض فيروساً أمنياً حتى تواجه متحوراً جديداً، وهذا ما ينبه إليه عقلاء إسرائيل الذين لا يكفّون عن القول إن الخطر الأعمق هو في عدم إيجاد حل حقيقي وجذري للقضية الفلسطينية، والأعمق من الأعمق هو أن المجانين في إسرائيل يحكمون والعقلاء يعيشون في الهوامش الضيقة ولا يُصغى لما يقولون ويحذّرون منه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل 2022 العقلاء والمجانين إسرائيل 2022 العقلاء والمجانين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 19:35 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الشرطة الإيطالية تقتل مصرياً هاجم المارة بسكين وطعن 4 منهم
  مصر اليوم - الشرطة الإيطالية تقتل مصرياً هاجم المارة بسكين وطعن 4 منهم
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك يشوّق جمهوره لـ مطعم الحبايب

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبايات ملونة لمظهر أنيق

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 07:24 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عدد الغرف الفندقية في دبي إلى 151.4 ألف غرفة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon